«بكاء القطة قطّع قلبى، لم أكن أستطيع أن أسامح نفسى إن تركتها هكذا وأنا أعلم أنها ستموت ألف مرة قبل موتها فعليًا».. كلمات لقيت صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، دوّنها الكاتب الشاب عادل الجندى الذى استطاع أن ينقذ قطة علقت فى عمود كهربائى عن طريق المصادفة، عندما كان فى طريقه إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب، لكنه أغفل النزول فى المكان الصحيح للمعرض، ليجد نفسه فى منطقة الحى العاشر بالتجمع الخامس عن طريق الخطأ، فقرر أن يصل لوجهته سيرًا على قدميه، خاصة أنه يتبقى ساعتان ليفتح المعرض أبوابه. أثناء سيره فوجئ بسماع صوت قطة، ليبحث عن مصدر الصوت ويجد أنها عالقة فى عمود كهرباء، ففكر الكاتب الشاب سريعًا وأخذ عهدًا على نفسه ألا يتحرك إلا وينقذ القطة، وبالفعل بدأ يتخذ خطوات فى سبيل خروج القطة، فلجأ إلى تقنية «بث مباشر» لكى يساعده متابعوه فى طرح حلول لعملية الإنقاذ. «أدخلت ذراعى حتى الكتف، لكنى لم أبلغها، ثم بالعصى، وبالحبال، وببلاستيك طويل، جميعها جئت بها من المكان الأشبه بالصحراء حولى لأستعين بها، لكن للأسف لم تنجح كل تلك المحاولات».. هكذا تحدث «الجندى» ل«المصرى اليوم»، مؤكدًا أنه حاول بكل الطرق إنقاذ القطة حتى توصل إلى حل كلفه جرح ذراعه، إذ وضعه بالكامل داخل العمود وهو ممسك بشىء أشبه بالسلم البلاستيكى، فبدأت القطة تستجيب بالفعل وصعدت السلم ليستطيع فى النهاية إمساكها بيده، «لم أشعر أن ثمة جرحًا أصاب يدى، فقط كنت أفكر فى إنقاذ القطة، فاكتشفت الجرح بعد إخراجها» فرحة عارمة اجتاحت وجدان الكاتب الشاب بعدما أنقذ القطة، بل كانت تعادل «فرحة ميلاد ابنته»، بحسب وصفه، فشعر أن الله جعله يضل الطريق على الرغم من أنه دائم الذهاب إلى المعرض كى ينقذ هذا الحيوان الذى لم يكن له حول أو قوة، «صرخت من الفرحة، ثم أخذتها لمكان آمن، ووضعت لها مياها كانت معى، وظللت أراقبها حتى اطمئن قلبى أنها بخير، ومن ثم أكملت سيرى للمعرض». «ربنا يجازيك ويكتر من أمثالك»، أكثر تعليق تلقاه «عادل» على منشور إنقاذه للقطة، وتفاعل الرواد معه بشكل واسع، حتى انتشرت القصة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعى، وتلقى دعوات عديدة من النشطاء لفعل هذا الخير، فحصل على «تكريم معنوى» كبير لم يكن يتخيله.
