أسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات الأحد 25 مايو    أسعار البيض اليوم الأحد 25 مايو    كامل الوزير يفتتح مشروعات جديدة باستثمارات محلية وأجنبية فى الصعيد    الاتحاد الإفريقي يدين عنف طرابلس ويدعو لمصالحة شاملة وانتخابات بقيادة ليبية    موعد إعلان بطل دوري 2025 بعد رفض المحكمة الرياضية الشق المستعجل لبيراميدز .. اعرف التفاصيل    الأرصاد الجوية : ارتفاع جديد فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة    مراجعة مادة التاريخ لطلاب الثانوية العامة 2025    اليوم .. أولى جلسات سفاح المعمورة بمحكمة جنايات الإسكندرية    نموذج امتحان الأحياء الثانوية الأزهرية 2025 بنظام البوكليت (كل ما تريد معرفته عن الامتحانات)    ليبيا..تسريب نفطي في أحد خطوط الإنتاج جنوب مدينة الزاوية    "مساهمات كثيرة".. ماذا قدم محمد صلاح في مبارياته أمام كريستال بالاس؟    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 25 مايو    جدول مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة: ليفربول ومانشستر سيتي.. نهائي الكونفدرالية    «لواء المظليين» ينقض على خان يونس.. جيش الاحتلال يواصل تنفيذ خطة «عربات جدعون» لتهجير الفلسطينيين    إصابة عدة أشخاص في أوكرانيا بعد ليلة ثانية من هجمات المسيرات الروسية    تمهيدًا لتعميم التجربة.. مطار الغردقة الدولي يُطلق خدمة جديدة لذوي الهمم    ما هو ثواب ذبح الأضحية والطريقة المثلى لتوزيعها.. دار الإفتاء توضح    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    مصرع ميكانيكي سقط من الطابق الخامس هربًا من الديون بسوهاج    إعلام: عطل في اتصالات مروحية عسكرية يعطل هبوط الطائرات في واشنطن    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 25-5-2025.. كم بلغ سعر طن حديد عز؟    مي عبد الحميد: تنفيذ أكثر من 54 ألف وحدة إسكان أخضر.. ونستهدف خفض الطاقة والانبعاثات    القبض على 3 شباب ألقوا صديقهم في بيارة صرف صحي ب15 مايو    الكشف الطبي على 570 مواطنًا خلال اليوم الأول للقافلة الطبية    مستشفى دمياط التخصصي: حالة الطفلة ريتال في تحسن ملحوظ    نجاح أول جراحة «ليزاروف» في مستشفى اليوم الواحد برأس البر    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    بينهم موسيقي بارز.. الكشف عن ضحايا تحطم الطائرة في سان دييجو    ترزاسكوفسكي يرفض التوقيع على إعلان الكونفدرالية بشأن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والأسلحة    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    ياسمين رضا تترك بصمتها في مهرجان كان بإطلالات عالمية.. صور    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    "القومي للمرأة" يهنئ وزيرة البيئة لاختيارها أمينة تنفيذية لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    "العربية للسياحة" تكشف تفاصيل اختيار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية    المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية.. القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    «أحدهما مثل الصحف».. بيسيرو يكشف عن الفارق بين الأهلي والزمالك    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    "بعد إعلان رحيله".. مودريتش يكشف موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية مع ريال مدريد    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    بعد غياب 8 مواسم.. موعد أول مباراة لمحمود تريزيجيه مع الأهلي    الصديق الخائن، أمن الأقصر يكشف تفاصيل مقتل سائق تريلا لسرقة 6000 جنيه    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد    «الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنرال جون ريموند قائد القيادة الفضائية الأمريكية ل «المصري اليوم»: أنشأنا قوة الفضاء لمواجهة التهديدات الصينية والروسية
نشر في المصري اليوم يوم 06 - 02 - 2022

فى أعقاب الإعلان عن تأسيس قوة الفضاء الأمريكية فى ديسمبر 2019، أدى الجنرال جون ريموند، اليمين الدستورية فى 14 يناير 2020 ليصبح رسميًا أول رئيس لعمليات الفضاء الأمريكية، خلال حفل خاص فى مبنى مكتب أيزنهاور التنفيذى بالبيت الأبيض، وقبل إنشاء القوة الفضائية كان الجنرال ريموند أكبر ضابط فضاء فى سلاح الجو الأمريكى، حيث امتدت سنوات خدمته بالجيش الأمريكى 37 عامًا، تدرج خلالها فى المناصب المختلفة، وشغل منصب نائب رئيس الأركان فى الجيش الأمريكى خلال الفترة من أغسطس 2015 حتى أكتوبر 2016، ثم قاد الجنرال ريموند إعادة إنشاء قيادة الفضاء الأمريكية لتصبح القيادة ال11 فى الجيش الأمريكى.
وكشف الجنرال ريموند، فى حوار ل«المصرى اليوم» من واشنطن، الأسباب الحقيقية وراء إنشاء قوة الفضاء العسكرية الأمريكية، مشيرًا إلى أن الحاجة إلى القوة الفضائية الأمريكية برزت خلال الأعوام الأخيرة لضمان تمتع المجتمع الدولى بوصول آمن إلى الفضاء لخدمة الأغراض البحثية والعلمية لمواجهة «التهديدات» الروسية والصينية فى الفضاء.
ونبه، فى أول حوار له مع وسيلة إعلامية عربية، إلى أن امتلاك الولايات المتحدة قوة الردع الفضائى سيمنع نشوب الصراعات فى المستقبل، مشددًا على أن التعاون وتبادل المعلومات حول الأنشطة الفضائية هو السبيل الوحيد لضمان عدم نشوب صراع فضائى ناتج عن سوء تقدير أو خطأ فى الحسابات، وأوضح أن استضافة مصر للمقر الرئيسى لوكالة الفضاء الإفريقية يمكن أن توفر مسارًا للتعاون الفضائى والأنشطة الفضائية المشتركة مع القاهرة.
وإلى نص الحوار..
الجنرال ريموند والرئيس ترامب ونائب الرئيس بنس ووزير الدفاع آسبر
■ الجنرال ريموند.. أنت أول رئيس لعمليات قوة الفضاء الأمريكية، هل يمكنك إخبارنا بالقصة وراء إنشاء أحدث فرع بالجيش الأمريكى؟ ولماذا؟
- منذ عقود، كان الفضاء ضروريًا للحياة الحديثة ولقدرة الجيش الأمريكى على توفير ميزة قتالية لأمتنا وحلفائها، وكانت سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد هى تعزيز سلامة وأمن واستدامة الفضاء لصالح الجميع، والحيلولة دون أن يصبح مجالًا جديدًا للنزاع المسلح، ومع ذلك، كانت بعض الدول الأخرى لديها دوافع مختلفة، حيث لاحظنا خلال السنوات الأخيرة أن دولًا بعينها- مثل الصين وروسيا- طورت قدرات عسكرية لإضعاف قدرتنا فى الفضاء أو تهديد الأصول الأمريكية خارج الأرض، واستجابة لذلك، أنشأت الولايات المتحدة قوة الفضاء، كخدمة عسكرية مستقلة، فى ديسمبر 2019 لتأكيد أهمية الفضاء لأمن أمتنا ولضمان أمن ومصالح الأمة وحلفائها.
ومنذ ذلك الحين، نجحنا فى بناء ودمج القوة الفضائية فى جهاز الأمن القومى الأمريكى بجانب شركائنا الدوليين لضمان استمرار المجتمع الدولى فى التمتع بمجال فضائى آمن وسهل الوصول إليه.
■ لكن بعض الخبراء الأمريكيين ذكروا أن قلق الولايات المتحدة بشأن قدرة الصين وروسيا على تحييد الأقمار الصناعية الأمريكية فى أى نزاع مستقبلى هو السبب الرئيسى وراء إنشاء قوة الفضاء الأمريكية، فكيف ترد؟
- دعنى أكن صريحًا معك، فى الواقع كان هناك عاملان رئيسيان لعبا الدور الأبرز لإنشاء القوة الفضائية الأمريكية، السبب الأول، هو اعتراف دولتنا بالفضاء باعتباره مصلحة وطنية حيوية للولايات المتحدة، والسبب الثانى هو القدرة المتزايدة لدول مثل الصين وروسيا على تعريض أصولنا الفضائية للخطر من خلال العمل على تطوير مجموعة متنوعة من أسلحة الفضاء المضادة، ومن هنا برزت الحاجة الأمريكية إلى إنشاء خدمة عسكرية مخصصة لتنظيم وتدريب وتجهيز القوات فى مجال فضائى متنازَع عليه.
■ قامت موسكو، مؤخرًا، بإجراء تجربة تدمير أحد الأقمار الصناعية المملوكة لها، والذى كان قد انتهت خدمته منذ فترة، فهل هناك أى مخاطر لهجوم محتمل على الأقمار الصناعية الأمريكية الآن أو فى المستقبل؟
- هذا سؤال جيد، لكن ما نواجهه هو أقرب إلى « تحدٍّ» من روسيا والصين، وهذا التحدى يتزايد فى النطاق والحجم والتعقيد، وهو أمر مقلق للغاية لنا. وكان الروس نشطين مؤخرًا، حيث قاموا بالفعل ببعض التجارب مثل اختبار سلاح مضاد للأقمار الصناعية فى مدار مشترك، وتدمير أحد أقمارهم الصناعية فى المدار الأرضى المنخفض، ما أدى إلى إنتاج أكثر من 1500 قطعة من الحطام الفضائى حول الأرض، ما تسبب فى تهديد سلامة الرحلات الفضائية لسنوات قادمة. ومع ذلك، لا ينبغى أن تؤدى الطبيعة الحديثة للنشاط العسكرى الفضائى الروسى إلى استنتاج مفاده أن روسيا تشكل تهديدًا فى الفضاء أكبر من الصين.
■ هل تقصد أن الصين تشكل تهديدًا للأصول الفضائية الأمريكية أكثر من روسيا؟
نائب الرئيس السابق فى قاعدة باتريك
- فى الواقع، يتمتع الصينيون بقدرات فضاء مضادة كبيرة وعملية، تمثل بالنسبة لنا تحديًا كبيرًا، حيث أظهرت الصين وروسيا القدرة على أداء مناورات معقدة حول الأرض، والدولتان تمتلكان صواريخ أرضية مصممة لتدمير الأقمار الصناعية فى مدار أرضى منخفض، ولديهما مجموعة من أجهزة التشويش التى يمكنها تعطيل روابط الأقمار الصناعية وأجهزة الاستقبال، وتطوران أسلحة طاقة موجهة بالليزر يمكنها تعمية أجهزة الاستشعار البصرية أو إتلاف الأقمار الصناعية بشكل دائم.
■ حذر بعض الخبراء من أن المنافسة العسكرية فى الفضاء قد تفتح الباب لسباق تسلح فضائى، ما يهدد باحتمال نشوب حرب عالمية فى المستقبل بسبب المنافسة فى الفضاء، فكيف ترد؟
- لطالما كانت سياسة الولايات المتحدة هى تعزيز سلامة وأمن واستدامة مجال الفضاء على المدى الطويل، وتتشارك القوة الفضائية مع حلفاء أمريكا والدول ذات النهج المماثل، والتى ترتاد الفضاء لردع العدوان فى الفضاء وضمان بقائه آمنًا ويمكن الوصول إليه، كما ندعم الجهود المبذولة لتعزيز قواعد السلوك المسؤول لضمان استمرار قدرة جميع الدول على جنى فوائد ارتياد الفضاء الآن وفى المستقبل.
وقادت الولايات المتحدة الطريق فى الدعوة إلى قواعد السلوك المسؤول للدول الأعضاء فى النادى الفضائى، وفى الواقع، فى العام الماضى فقط، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» مبادئها الخاصة للسلوك المسؤول فى الفضاء، والتى تشمل الحد من الحطام الفضائى طويل الأمد لضمان سلامة العمليات المستقبلية وعدم تعرضها للخطر. والهدف من هذه المبادئ المساعدة فى تقليل مخاطر سوء الفهم والتصعيد غير المقصود، وبالتالى تعزيز السلامة والاستقرار والأمن طويل الأجل للمجال الفضائى من خلال الانفتاح والشفافية للحفاظ على فوائد الفضاء للبشرية جميعًا. ونحن فى قوة الفضاء الأمريكية نشجع الدول الأخرى ذات القدرات الفضائية العسكرية على فحص عملياتها الفضائية وتحديد ما إذا كانت هناك ممارسات تشغيلية يمكن أن تشاركها، والتى قد تكون لها فائدة فى الحد من مخاطر سوء الفهم وسوء التقدير فى المستقبل.
وفى الحقيقة دَعْنى أطمئنك، فبينما التعاون هو السمة المميزة لنهجنا فى الأنشطة العسكرية فى الفضاء، يتحرك منافسونا بسرعة بمفردهم، لكننا سنذهب إلى أبعد من ذلك مع شركائنا وحلفائنا، فالتعاون وتبادل المعلومات هو السبيل الوحيد لضمان عدم نشوب صراع فضائى ناتج عن سوء الفهم أو خطأ فى التقدير.
■ فى تقديرك كيف يمكن لقوة الفضاء الأمريكية تعزيز السلام العالمى؟
- كانت سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد هى تعزيز سلامة وأمن واستدامة مجال الفضاء لصالح الجميع، ونظرًا لأن الفضاء يستمر فى النمو من حيث أهميته للأمن القومى والازدهار الاقتصادى، فأنا شخصيًا مقتنع بأنه إذا تمكنت الولايات المتحدة وشركاؤها من ردع الصراع فى الفضاء من البداية أو منعه من الامتداد إلى الفضاء، فيمكننا ردع الصراع فى جميع الميادين الأخرى.
■ وماذا عن دور القوة الفضائية الأمريكية فى مكافحة الإرهاب؟
- فى الحقيقة ليس فى مجال مكافحة الإرهاب فقط، إن القوة الفضائية الأمريكية تعمل على تعزيز أى مهمة للجيش الأمريكى، فالجيش الأمريكى متصل بشكل أفضل، وأكثر اطّلاعًا، وأسرع، وأشد دقة، وفتكًا، بسبب القدرات الفضائية التى يستخدمها.
■ الجنرال ريموند، فى 2002، كانت هناك قيادة الفضاء الأمريكية، التى تم استيعابها فى القيادة الاستراتيجية الأمريكية، فما الذى تغير الآن بعد إنشاء القوة الفضائية الأمريكية؟
- دعنى أوضح لك، قبل إنشاء القوة الفضائية فى ديسمبر 2019 كفرع منفصل للقوات المسلحة الأمريكية، أُعيد تأسيس قيادة الفضاء الأمريكية فى أغسطس 2019 لتكون القيادة المقاتلة الموحدة ال11 المسؤولة عن حماية المجال الفضائى والدفاع عنه وإجراء العمليات العالمية الفضائية.
إن قوة الفضاء الأمريكية وقيادة الفضاء الأمريكية منظمتان مختلفتان لهما مهمات مختلفة ولكنهما وثيقتا الصلة ببعضهما البعض، حيث تقوم قوة الفضاء الأمريكية بتنظيم وتدريب وتجهيز قواتنا وتنفيذ العمليات تحت سلطة قيادة الفضاء الأمريكية، وهذه هى الطريقة التى ينظم بها الجيش الأمريكى قواته البرية والبحرية والجوية.
■ لكن بعض المسؤولين الأمريكيين ذكروا أن الوضع فى «البنتاجون» معقد بدرجة كافية، وإنشاء القوة الفضائية سيجعل الأمر أشد تعقيدًا، فكيف تُعقِّب؟
- فى الحقيقة، العكس هو الذى حدث. لقد أدى إنشاء القوة الفضائية للولايات المتحدة إلى تبسيط عمل «البنتاجون» بدلًا من جعله أكثر تعقيدًا، فوجود خدمة مرتبطة بمجال القتال أمر طبيعى، وقد ساعد إنشاء القوة الفضائية فى تطبيع الفضاء داخل البنتاجون، ما أدى إلى توحيد الجهود، وتقليل الازدواجية، وتعزيز قدرتنا على التحرك بسرعة وكفاءة.
■ وما الفرق بين القوات الفضائية الأمريكية ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»؟
- القوات الفضائية الأمريكية هى خدمة عسكرية تتمثل مهمتها فى الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها فى الفضاء، أما «ناسا» فهى وكالة مدنية تركز على استكشاف الفضاء والبحث والاكتشاف العلمى، ومع ذلك، فى حين أن للقوة الفضائية ووكالة ناسا مهام مختلفة، فإننا نتعاون بشكل وثيق فى مشاركة الأبحاث والتدريب وتطوير التكنولوجيا الفضائية. ودعنى أكشف لك، إنه تماشيًا مع الممارسة المستمرة منذ عقود للخدمات العسكرية التى توفر المواهب لفيلق رواد الفضاء التابع ل«ناسا»، فإن للقوة الفضائية «حارسين» يعملان حاليًا كرائدى فضاء فى «ناسا».
■ بمناسبة أنهما «حارسان» يعملان رائدى فضاء فى «ناسا»، لماذا يطلق على أفراد القوة الفضائية اسم «الحراس» أو «Guardians»؟
- الحراس أو Guardians هو اسم مرتبط منذ فترة طويلة بالعمليات الفضائية، ويرجع إلى الشعار الأصلى لقيادة الفضاء الجوية فى 1983، «حراس الحدود العليا»، ويربط اسم Guardian بين التراث الفخور للعمليات الفضائية الأمريكية وقيم محترفى الفضاء العسكريين بمهمتهم الكبيرة، والمتمثلة فى حماية الأرض المرتفعة فى نهاية المطاف.
■ بالإضافة إلى التعاون مع «ناسا»، كيف يمكن لقوة الفضاء الأمريكية المساعدة فى مجال استكشاف الفضاء؟
- فى الحقيقة، جميع الأنشطة البحثية الرامية إلى تعزيز الفهم البشرى للكون من خلال العلم والاستكشاف يجب أن تكون مدعومة بمجال فضائى آمن، وبدونه، لن تكون هناك أبحاث متطورة فى مجال استكشاف الفضاء، وهنا يأتى دور القوات الفضائية، حيث توفر القوات والإمكانيات اللازمة لضمان الوصول الآمن إلى الفضاء، واستمرار الأنشطة البحثية فى مناخ فضائى آمن ومستقر.
■ وكيف ستضمن قوة الفضاء الأمريكية الوصول الآمن إلى الفضاء على المدى الطويل، واستقراره واستدامته كما ذكرت؟ هل هناك خطط على سبيل المثال لنشر قوات فضائية خارج الأرض أو أسلحة من نوع خاص سواء الآن أو فى المستقبل؟
- دَعْنى أوضحْ لك، نحن نعمل فى قوة الفضاء الأمريكية على تقديم قدرات جديدة بسرعة بناءً على توصيات تصميم القوة الواعية بالتهديدات، والتى ستُمكِّن الولايات المتحدة من الاستمرار فى التفوق على المنافسين، وضمان الوصول إلى الفضاء وحرية العمل فيه. تستثمر القوة الفضائية فى حلول مرنة لردع الخصوم المحتملين من خلال حرمانهم من الفوائد التى قد يسعون إليها من خلال بدء صراع فى الفضاء أو توسيع الصراع خارج الأرض. مشاكل الفضاء لا تتطلب بالضرورة حلولًا تتعلق بالفضاء، فمثلًا، تتطلب العمليات الفضائية قطعة أرض آمنة، بالإضافة إلى ارتباط بالقمر الصناعى عبر الطيف الكهرومغناطيسى، والجيش الأمريكى مستعد للرد على أى محاولة لإعاقة الوصول إلى الفضاء أو حرية العمل فيه فى الوقت والمكان اللذين يختارهما. وأخيرًا، تعمل القوة الفضائية على تطوير شراكات دولية من اتفاقيات مشاركة البيانات لتعزز مرونة المنصات الفضائية وتزيد من قدرة الدولة على ردع أى عدوان.
■ وهل لدى القوة الفضائية الأمريكية أى اتفاقيات شراكة مع شركاء دوليين؟
- الحاجة إلى التعاون الدولى فى المجال الفضائى أصبحت ضرورة قصوى أكثر من أى وقت، وعندما كان السلام يسيطر على الفضاء، لم تبرز الحاجة إلى الشراكات الدولية القوية. اليوم، ليس هو حال الماضى. حاليًا، القوة الفضائية ترتبط بالعديد من الشراكات مع الحلفاء والدول ذات النهج الفضائى المماثل، ونعمل على تطوير تلك الشراكات من ترتيبات مشاركة البيانات إلى التعاون فى العمليات وتطوير القدرات، فمثلًا، عقدنا شراكة مع اليابان بشأن الحمولات الفضائية، ونُجرى محادثات لفض الاشتباك الفضائى مع البرازيل، ونتعاون فى مجال استكشاف إمكانيات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية مع وزارة الدفاع فى لوكسمبرج، ونعمل مع وزارة الدفاع الهولندية ووزارة الدفاع النرويجية ووكالة الفضاء النرويجية فى برنامج افتراضى لتبادل الأبحاث الفضائية يركز على تقنيات الفضاء من الجيل التالى، ووقّعنا بيان رؤية الفضاء المشتركة مع المملكة المتحدة، فالشركاء الدوليون فى الفضاء مهمون لأمننا العالمى الجماعى وازدهارنا.
■ هل هناك أى اتفاقيات شراكة مع أى من الدول العربية أو من الشرق الأوسط؟
- بالفعل، تدعم وحدات القوة الفضائية حاليًا اتفاقيات مشاركة بيانات التوعية بالظروف الفضائية مع إسرائيل ووكالة الفضاء الإماراتية.
■ أنشأت مصر مؤخرًا وكالة الفضاء المصرية، كما تُعد القاهرة حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة خارج «ناتو»، فكيف يمكن للقوة الفضائية أن تتعاون مع مصر فى أمن الفضاء؟
- ترحب القوة الفضائية الأمريكية بفرصة بدء حوار مع مصر، وهى دولة تتطور قدراتها فى مجال ارتياد الفضاء، ولتحديد الفرص المحتملة للتعاون فى مجال أمن الفضاء، قد تشمل هذه الفرص أعضاء من وزارة الدفاع المصرية يشاركون فى الدورات التدريبية التى ترعاها قوة الفضاء من خلال معهد الأمن القومى للفضاء، بالإضافة إلى ذلك، تستضيف مصر المقر الرئيسى لوكالة الفضاء الإفريقية، والذى يمكن أن يوفر مسارًا للتعاون الفضائى والأنشطة المشتركة مع مصر وفى جميع أنحاء المنطقة، وفضلًا عن ذك، فان إحدى أكثر الفرص المفيدة للطرفين هى التفاهم حول توقيع اتفاقية ثنائية فى مجال الفضاء بين وكالة الفضاء المصرية وقيادة الفضاء الأمريكية، المسؤولة عن توقيع مثل هذه الاتفاقيات، وتدخل قيادة الفضاء الأمريكية بالفعل فى العديد من اتفاقيات التوعية بظروف الفضاء مع البلدان والشركات والمنظمات غير الحكومية التى تعمل فى مجال القدرات الفضائية، حيث يستفيد الطرفان من استخدام أنظمة الفضاء لتبادل البيانات، وهو إسهام حاسم فى مجال ضمان الأمن الفضائى.
■ بعد أكثر من عامين على إنشاء القوة الفضائية الأمريكية، هل تعمل القوات الفضائية بكامل طاقتها الآن؟
- فى الحقيقة، القانون الذى أنشأ قوة الفضاء كأول قوة مسلحة جديدة فى الجيش الأمريكى منذ 73 عامًا نص على إنشاء القوة فى غضون 18 شهرًا. ومنذ إقرار القانون، بدأت وزارة القوات الجوية تنفيذ التغييرات التنظيمية التى يوجهها القانون، ونقل الآلاف من الأفراد العسكريين إلى الخدمة الجديدة، وتفعيل أوامر ومنظمات جديدة للقوات الفضائية، وإنشاء مقرنا الرئيسى فى البنتاجون، وتم إنشاء الهيكل الأساسى للقوة الفضائية بالكامل، ولكن لا يزال هناك عدد قليل من التغييرات التنظيمية سيتم تنفيذها، ولكن ليس لها أى تأثير على سير العمليات الفضائية الجارية، وخلال هذه التغييرات التنظيمية المهمة، يواصل «الحراس» دعمهم للقيادات المقاتلة والعمليات الحربية المشتركة، وأستطيع أن أقول لك إن القوة الفضائية كانت تعمل بكامل طاقتها منذ إنشائها.
■ وكم يبلغ عدد القوات الفضائية الآن؟
- تضم القوة الفضائية حاليًا حوالى 13000 حارس، وحوالى 6800 من العسكريين و6200 من المدنيين.
■ لماذا تم نشر حوالى 20 من العسكريين التابعين للقوات الفضائية الأمريكية فى قطر؟
- بالفعل، يتم نشر الحراس، فلكل قيادة مقاتلة جغرافية فى الولايات المتحدة ويقدمون الخبرة التشغيلية لتخطيط وتوظيف قوة فضائية متكاملة فى مناطق العمليات العسكرية المشتركة وقوات التحالف، فوجود الحراس فى قطر ليس بالأمر الجديد؛ لقد تطوع العديد من محترفى الفضاء الموجودين بالفعل هناك لدعم عمليات القيادة المركزية الأمريكية للانتقال من القوات الجوية الأمريكية إلى قوة الفضاء الأمريكية فى سبتمبر 2020.
■ كشفت «البنتاجون» عن إجراء تحقيقات حول ما يُعرف ب«الظواهر الجوية المجهولة» أو (UAP)، أى Unidentified Aerial Phenomena، فما تفسيرك؟
- فى نوفمبر الماضى، وجهت نائبة وزير الدفاع الأمريكى، كاثلين هيكس، بالتعاون مع المخابرات الوطنية، ووكيل وزارة الدفاع للاستخبارات والأمن، لتأسيس مجموعة تحقيق حول الظاهرة الجوية (AOIMSG). أُحيلك إليهم للإجابة عن أى سؤال حول تلك الظاهرة.
■ هل لدى قوة الفضاء الأمريكية أى خطط لمواجهة الأخطار غير التقليدية التى تواجه الأرض مثل النيازك أو حتى (UAP)؟
- فى الحقيقة ينصب تركيزنا على تنظيم وتدريب وتجهيز وتقديم قوات فضائية جاهزة لأوامر القتال، نحن بحاجة إلى التأكد من أن لدينا حراسًا قادرين على أداء المهام الفضائية المُوكلة اليهم لدعم أهدافنا الوطنية، التى تمتد إلى المدار الأرضى، ومع توسع مصالحنا فى الفضاء، أتوقع أن تتوسع مهمة قوة الفضاء. وبالنسبة لمواجهة الأخطار غير التقليدية، فتقع هذه المهمة ضمن اختصاصات «ناسا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.