تفاقم الخلافات حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

تتواصل الخلافات فى العراق بشأن مساعى تشكيل الحكومة العراقية بين الكتل السياسية الفائزة فى الانتخابات البرلمانية، وقال القيادى فى الإطار التنسيقى، عائد الهلالى، إن هادى العامرى، رئيس الإطار، اجتمع مع مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى، مساء أمس الأول، وإن الاجتماع لم يصل إلى أى نتائج حاسمة ونهائية لحسم قضية الكتلة الأكبر وشكل الحكومة الجديدة.
وأوضح الهلالى أن الإطار التنسيقى بحث خلال اليومين الماضيين الخطوات المستقبلية، ومنها مقاطعة العملية السياسية فى حال تم الإصرار على تهميش أطراف سياسية معينة من تشكيلة الحكومة المقبلة. واعتبر أن أى حكومة جديدة تستثنى الإطار التنسيقى ستكون حكومة ضعيفة ولن تصمد طويلاً، وعمرها ربما لن يتجاوز السنة الواحدة، وهو ما اعتبره مراقبون تهديدًا مبطنًا بشأن إمكانية إسقاط الحكومة المقبلة.
ويضم الإطار التنسيقى كلًا من ائتلاف دولة القانون، وتحالف قوى الدولة، وتحالف النصر، وتحالف الفتح، وحركة عطاء، وحزب الفضيلة.
وتصدرت الكتلة الصدرية الانتخابات البرلمانية العراقية التى جرت فى أكتوبر الماضى ب73 مقعدًا من أصل 329 بالبرلمان، تلاها تحالف «تقدم» السنى ب37، ثم ائتلاف «دولة القانون» ب33، ثم الحزب «الديمقراطى الكردستانى» ب31.
ويسعى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية بخلاف الحكومات السابقة التى شهدت تشكيل حكومات توافقية بين جميع الفائزين بالانتخابات، بينما يطالب الإطار التنسيقى بتشكيل جبهة شيعية موحدة مع «الكتلة الصدرية»، وتشكيل حكومة توافقية.
وفى غضون ذلك، وصل قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى إسماعيل قآنى مساء أمس الأول، إلى العراق، وأجرى زيارة إلى مراقد القيادات الشيعية فى النجف، وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية، أن زيارة إسماعيل قآنى تهدف إلى عقد اجتماعات مع القوى السياسية لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، والعمل على توحيد المواقف داخل البيت السياسى، بعد الخلافات بين الإطار التنسيقى الشيعى الموالى لإيران، والتيار الصدرى.
ويتولى قائد فيلق القدس العمليات الخارجية فى الحرس الثورى التى تستهدف تقديم الدعم العسكرى للميليشيات الشيعية المنتشرة فى المنطقة، على غرار حزب الله فى لبنان، والحوثيين فى اليمن.
من جهة أخرى، قال عضو مجلس مكافحة الفساد السابق، سعيد موسى، إن حجم الأموال المهدرة نتيجة الفساد يبلغ أكثر من 300 مليار دولار، وأضاف أنه تجرى تحقيقات حاليًا حول اختفاء مبلغ 360 مليار دولار، وهو عبارة عن تكاليف الفساد فى المشاريع الاستثمارية الوهمية والمتعطلة. وأمنيًا، قالت مصادر أمنية إن انفجارًا بعبوة صوتية استهدف مصرف جيهان فى شارع النضال وسط بغداد، كما استهدف انفجار آخر مخزنًا تجاريًا كبيرًا قرب مصرف كردستان، ما أسفر عن إصابة شخصين ووقوع أضرار مادية كبيرة.
وكانت العاصمة بغداد شهدت الأسبوع الحالى سلسلة تفجيرات ضد مقار حزبية ومحال تجارية ومصارف. ووصف رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، التفجيرين اللذين وقعا فى بغداد بالأعمال الإرهابية الإجرامية، التى تهدد أمن واستقرار المواطنين، وأضاف أنها تأتى فى توقيت مريب يستهدف السلم الأهلى والاستحقاق الدستورى بتشكيل حكومة تعمل على تحقيق مصالح العراقيين. وأعلنت خلية الإعلام الأمنى أن القوات الأمنية فتحت تحقيقًا فى التفجيرين المتزامنين.