«تركوا أحلامهم خلفهم لأجل لقمة العيش».. العثور على جثة «شروق» آخر ضحايا «معدية الموت»

عثرت فرق الإنقاذ النهرى على جثة «شروق ياسر»، الضحية الأخيرة المفقودة فى حادث «معدية القطا»، ابنة عزبة التفتيش بأشمون، والتى لم تتجاوز ال14 ربيعًا، بعد أن طفت على سطح المياه قرب منطقة وردان التابعة لمحافظة الجيزة.
وشيع العشرات من أهالى قرية الغنامية وعزبة التفتيش التابعة لمركز أشمون جثامين 7 من ضحايا حادث غرق سيارة من أعلى معدية تربط بين محافظتى الجيزة والمنوفية، كانت تقل نحو 23 من أبناء القرية خرجوا للعمل فى مزرعة الدواجن.
وكانت قوات الإنقاذ النهرى تمكنت من انتشال جثث: هاجر عبد الصمد، وزياد أحمد حسن، ومحمد صبرى سالم، وزينب عبد المؤمن، وسعيد سعد الطنانى.
وكانت والدة «شروق»، تنتظر خروج جثمان ابنتها على مدار 6 أيام، يعتصرها الألم وهى تروى أن جميع الضحايا كانوا أطفالًا فى عمر الزهور، تركوا أحلامهم خلفهم لأجل كسب لقمة العيش والعمل بإحدى مزارع الدواجن بطريق «مصر- الإسكندرية» الصحراوى.
«شروق»، ذات الملامح البريئة، كانت تعمل بيومية 50 جنيهًا مثل أقرانها، خرجت لمساعدة أهلها لظروفهم المعيشية الصعبة، وشراء جاكيت لأخيها الصغير يحميه من الطقس البارد فسقطت بالمياه فى «عز التلج».
فى سياق مواز، توجه المهندس محمد نجيب صالح، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، يرافقه عدد من أعضاء مجلس النواب، ورئيس مجلس مدينه أشمون، والمهندس أحمد الباجورى مستشار رئيس مجلس الإدارة والمهندس أحمد الشيخ رئيس فرع الشركة بأشمون، أمس، إلى عزبة التفتيش لإعداد حصر شامل لمنازل أهالى الضحايا والمصابين لتوصيل خدمة المياه لهم على نفقة المحافظة.
وأوضح نجيب أنه سيتم على الفور توصيل خدمة مياه الشرب لأهالى الضحايا والمصابين، وكذلك توصيل المياه للمنازل المحرومة من الخدمة.
وكان المحافظ، اللواء إبراهيم أبوليمون، وجه بإعداد حصر شامل لمنازل أهالى الضحايا والمصابين لتوصيل خدمة المياه لهم على نفقة المحافظة، مؤكداً أن رئيس الجمهورية أولى الحادث أهمية قصوى.
وكان الحادث الذى بسببه أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارًا بإنشاء كوبرى يربط بين منطقة القطا وقرية أشمون، روى أحداثه الأطفال الناجون من الموت، وقالوا: «بنشتغل من وإحنا عمرنا 10 سنين»، فيما انهارت طفلة تُدعى «هدى»، بعد مصرع أختها «دعاء» أمام عينيها، إذ خرجتا سويًا صباح يوم الحادث للذهاب إلى مزرعة الدواجن، فعادت واحدة منهما فى نهاية اليوم، بينما سقطت الأخرى فى المياه ولقيت مصرعها.
قررت جهات التحقيق، الثلاثاء الماضى، حبس مالك معدية القطا فى منشأة القناطر بالجيزة، و3 عمال على المعدية، وسائق السيارة النقل الغارقة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهم التسبب فى وفاة 10 أطفال صغار وبالغين، وإدارة مركب دون ترخيص وتحميل ركاب فى سيارة نقل بالمخالفة للقانون.
وقالت النيابة العامة، فى بيان حول الحادث، إنها تلقت إخطارًا بغرق سيارة نقل بمياه نهر النيل ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، وكان على متنها 24 عاملًا ما بين أطفال وبالغين، إذ كانوا فى طريق عودتهم من مزرعة يعملون بها، فصعد قائد السيارة معبرًا غير مرخص فوق مياه النهر (معديَّة) ولم يتمكن من السيطرة على السيارة فسقطت بالمياه، وأسفر الحادث عن وفاة اثنيْن من مستقليها، وفَقْد 8 آخرين مازال البحث عنهم جاريًا، بينما انتُشِل 14 أحياء.
وألقى القبض على قائد السيارة و3 من العاملين بالمعبر غير المرخص، وجارٍ ضبط مالكه. كان فريق من النيابة العامة قد انتقل إلى موقع الحادث لمعاينته ومناظرة الجثمانيْن، واستدعت النيابة العامة الناجين لسماع شهاداتهم.