الإسهال والإمساك المزمن أبرز الأعراض.. «حساسية القمح» مرض مناعى يستهدف الأطفال

«السيلياك»، أو ما يعرف بمرضى حساسية القمح، هو أحد أمراض المناعة الذاتية، التى يقوم فيها الجهاز المناعى بمهاجمة النتوءات المبطنة للأمعاء الدقيقة، والمسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية، فيدمرها مسببًا تلفها، وذلك عند تناول الشخص المصاب مادة «الجلوتين»، وهى عبارة عن بروتين متواجد فى الكثير من المنتجات، سواء الأطعمة أو المشروبات أو الأدوية وغيرها.
وخلال الفترة الأخيرة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، عدة دعوات، ما بين استغاثات موجهة للرئيس للمطالبة بمبادرة لعلاج مرضى «السيلياك»، وبين هاشتاج #معا_ ضد السيلياك، يدعو لعلاج ودعم مرضى «السيلياك»، وخاصة بعد أن أصبح العلاج الحالى مرتفع التكاليف، ويفوق طاقة المرضى وذويهم وخاصة الأطفال.
الدكتور حسام حسنى، إخصائى الغدد الصماء والسكرى والتغذية الإكلينيكية، عضو الجمعية الامريكية لأطباء الغدد الصماء، يقول إنه لا يوجد سبب واضح للإصابة بمرض السيلياك، إلا أن هناك بعض عوامل الخطورة التى تزيد من فرص الإصابة به، كوجود تاريخ مرضى بالعائلة، وخاصة إذا كان من الدرجة الأولى، كالأب أو الابن، فتزيد احتمالية الإصابة إلى 10%، وعند إصابة أحد التوائم المتماثلة فإنه قد يصل إلى 70-80% للتوأم الآخر، أو الإدخال المبكر للأطعمة الغنية بالجلوتين إلى الرضيع وخاصة قبل الشهر الرابع، وكذلك الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية مثل فيروس روتا، أو الإصابة بأحد الأمراض المناعية الذاتية، ومنها السكرى النوع الأول الذى يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السيلياك من 6% - 16%، وأخيرًا الجينات، حيث توجد بعض الطفرات الجينية، التى تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
أما عن أعراض المرض، فيقول الدكتور حسام إنها تتراوح بين عدم وجودها بين بعض المرضى، وظهورها لدى البعض الآخر، ويتوقف ذلك على عدة عوامل أهمها درجة تلف نتوءات الأمعاء وكمية الجلوتين، وعمر إدخال الجلوتين للرضيع وطول مدة الاعتماد على الرضاعة الطبيعية. وتشمل أهم الأعراض، وخاصة فى الأطفال، الانتفاخ وغازات القولون، الإسهال المستمر أو الإمساك المزمن، الألم بالبطن، القىء المتكرر، فقدان الوزن نتيجة سوء امتصاص العناصر الغذائية.
وهناك بعض الأعراض الأخرى والتى تصيب عادة كبار السن، مثل التعب والإرهاق المزمن، الصداع المستمر وخاصة النصفى، حساسية الجلد، قرح الفم، آلام المفاصل وهشاشة العظام، ضعف وتشنجات العضلات، تلف مينا الأسنان، اختلال التوازن والذاكرة، تنميل الأعصاب الطرفية، واضطرابات الدورة الشهرية عند الإناث.
وأوضح أنه كلما تم التشخيص مبكرا كان ذلك أفضل لتجنب حدوث المضاعفات التى تزداد كلما زاد عمر الشخص المصاب أو تأخر التشخيص، وكذلك عند عدم الالتزام بالحمية الغذائية الخالية من الجلوتين، ومن المضاعفات الأنيميا وخاصة فقر الدم ونقص الحديد، تأخر البلوغ، قصر القامة، النحافة الشديدة، بعض أمراض الجهاز العصبى كزيادة كهرباء الدماغ، وبعض أورام الأمعاء والقولون، خلل وظائف البنكرياس، أمراض الشرايين التاجية، زيادة فرص الإصابة ببعض الأمراض المناعية مثل مرض السكرى النوع الأول، أمراض الغدة الدرقية المناعية، مرض أديسون المناعى، التهاب الكبد المناعى، الصدفية، الذئبة الحمراء، الأنيميا الخبيثة، التهاب الروماتويد المناعى، وعقم الرجال.
وتابع: لا توجد وسيلة معينة لتشخيص السيلياك، لكن يعتمد على الأعراض المذكورة، وفحص إكلينيكى، وبعض الفحوصات مثل فحص بعض الأجسام المضادة، صورة دم كاملة ووظائف الكبد والكلى ومستوى الحديد وفيتامين ب12 وغيرها، وبعض التحاليل الجينية. وقال «حسام» ل«صحتك بالدنيا»: العلاج الوحيد والمتاح حتى الآن هو اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين، وذلك بتناول الأطعمة والمشروبات والأدوية والمنتجات الخالية من الجلوتين والحرص على عدم التعرض للتلوث الجلوتينى عن طريق بعض الأوانى أو المنتجات التى تصنع فى نفس خطوط إنتاج المنتجات المحتوية على جلوتين.
ولكن من المبشر أنه فى يوليو الماضى تم وضع أول علاج دوائى قيد الدراسة لمرض السيلياك عن طريق تثبيط إنزيم «Transglutaminase 2» (إنزيم الهضم فى الأمعاء). وأوضح «حسام» قائمة الأطعمة والمشروبات المسموحة والممنوعة، لمرضى السيلياك، على سبيل المثال المسموح فى الحبوب: البطاطا والبطاطس والأرز، وجميع المخبوزات والشعرية والمكرونة، والنشا المصنوعة من دقيق الأرز أو الذرة ودقيق فول الصويا، أما الممنوعات فتشمل القمح والشعير والشوفان ومنتجاتهم.
وفى اللحوم مسموح جميع اللحوم والطيور والأسماك غير المصنعة، وممنوع اللحوم المعلبة والنقانق، وغالبية المشروبات متاحة، ما عدا المشروبات الغازية المحتوية على شعير، والكاكاو سريع التحضير.