تظاهرات «6 يناير» في السودان: قتلى وجرحى واقتحام مستشفيات

أعلنت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم السودانية، سقوط 3 قتلى فى التظاهرات التى شهدتها العاصمة وعدد من المدن السودانية الأخرى، أمس الأول، إضافة إلى إصابة العديد من المتظاهرين، فيما طالبت قوى الحرية والتغيير بتحقيق دولى فى الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين والمؤسسات الصحية.
ودعا المكتب التنفيذى لقوى الحرية والتغيير، فى بيان صحفى، مجلس الأمن، إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق فى الجرائم المرتكبة منذ 25 أكتوبر الماضى، مرحبة بالاهتمام المتصاعد من المجتمع الإقليمى والدولى، وناشدت السودانيين بالمهجر مواصلة حملاتهم فى جذب التضامن الإقليمى.
وقالت تنسيقيات لجان المقاومة، فى بيان، أمس: «فقدنا 3 شهداء بين إصابات مباشرة فى الصدر والرأس مع عدد غير محدد من الإصابات المختلفة حسب إفادة لجنة أطباء السودان المركزية ولجاننا الميدانية».
وأضافت: «تشير المعلومات الواردة إلى أن القتلى منهم 2 فى أم درمان، وثالث من أبناء شرق النيل فى مدينة بحرى، مع العديد من مظاهر البطش والترهيب، من إطلاق الرصاص الحى بأم درمان، ومحاولات الدهس عبر مدرعات حديثة الظهور والكثير من حالات الاختناق، بالإضافة لمحاصرة مستشفى الأربعين ومنع وصول المصابين إليه واقتحام حوادث مستشفى الخرطوم وإلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع داخل عنابر المرضى».
وقالت الشرطة السودانية، فى بيان، إن التظاهرات شهدت جنوحًا عن السلمية وحالات تعد وعنف من بعض المتظاهرين تجاه القوات المتواجدة بنطاق حركة سير المسيرات، تمثل ذلك فى رمى القوات بعبوات المولوتوف، والحجارة والأجسام الصلبة، واستخدام مسامير وحديد لإتلاف إطارات مركبات القوات وإعاقة تقدمها.
وأوضحت أنه بمدينة أم درمان وأثناء تحرك قوة مشتركة من الشمال إلى الجنوب بشارع الأربعين، تعرضت إلى إطلاق نار من مبنى تحت التشييد، نتج عن ذلك إصابة فردين إضافة لطاقم عربة شرطة أصيب أحدهما فى الرأس وحالته خطرة، وتم ضبط 3 متهمين من الجناة ومباشرة التحريات وتم فتح بلاغ تحت المادة 130 قانون جنائى بشأن القتل العمد فى وفاة 2 من المواطنين وإصابة 4 أفراد من القوات المسلحة و27 فرد من الشرطة.
ولفتت إلى أنه فى الخرطوم تم الاعتداء على فرد قوات مسلحة أمام مستشفى الخرطوم، وحرق دراجته النارية، كما تسبب ذلك فى كسر ساقه وإصابة فرد شرطة، وفى مدينة بحرى، أصيب 3 ضباط شرطة، و18 فردًا من القوات المسلحة، و7 مواطنين. ونوهت إلى أن بعض الولايات شهدت مسيرات ومظاهرات سلمية طفيفة وانتهت بهدوء وبلغ عدد إصابات قوات الشرطة 50 إصابة، وإتلاف 11 مركبة شرطية، وتم القبض على 60 متهمًا واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وأكدت الشرطة السودانية أنها ماضية فى الاضطلاع بواجباتها القانونية فى حفظ الأمن والسلامة العامة، وناشدت المشاركين فى التظاهرات التعاون والتنسيق لكشف المتربصين والمتفلتين الذين يريدون الانحراف بالمسيرات نحو الفوضى والعنف والتعدى على القوات النظامية ومركبات وممتلكات الأبرياء وعرقلة حركة السير، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لبسط هيبة الدولة وإنفاذ القانون دون تفريط أو تهاون.
وندد حزب الأمة القومى باستخدام العنف المفرط من قبل قوات الأمن تجاه المتظاهرين، ما نتج عنه سقوط 3 قتلى وعدد من الإصابات، واقتحام المستشفيات.
وقال الحزب إن استمرار هذه الانتهاكات المتكررة فى كل التظاهرات والإصرار على القتل والعنف والاعتقال والتنكيل وقطع الاتصال والإنترنت كلها مظاهر قمعية هى الأسوأ. فى سياق متصل، تلقى الفريق أول ركن شمس الدين كباشى، عضو مجلس السيادة الانتقالى، اتصالًا هاتفيًا من مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشؤون الإفريقية، السفيرة مولى فى، ناقشا خلاله مجمل تطورات وتعقيدات الوضع الراهن بالسودان، عقب استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، من منصبه.
وقدم عضو مجلس السيادة شرحًا مفصلًا لتعقيدات الأوضاع بالسودان والجهود الجارية لحلها عبر إجراء حوار شامل بين القوى السياسية والمكونات الأخرى بالبلاد، يفضى إلى توافق وطنى على إدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية، والاتفاق على الآلية المناسبة لترشيح رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة تنفيذية بأعجل ما يمكن لسد لفراغ الطويل فى الجهاز التنفيذى.
وأكد شمس الدين الكباشى ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، تتسلم بعدها إدارة البلاد حكومة مدنية منتخبة.
من جانبها، أكدت مولى فى استعداد الولايات المتحدة، لدعم حوار يقوده السودانيون بتسهيل أممى للتوصل لتوافق وطنى لا يقصى أحدًا، ويضمن مشاركة المرأة والشباب، مشددة على دعم بلادها إجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية تنقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة.
واتفق «الكباشى» و«فى» على أن التظاهرات السلمية حق مكفول للشعب السودانى مع الالتزام بعدم الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة للشعب، وبشأن التعامل مع التظاهرات، اتفق الجانبان على ضرورة مراجعة وتطوير أساليب التعامل معها والتأكيد على إجراء تحقيق شفاف حول التجاوزات التى صاحبتها ومحاسبة المسؤولين عنها.
فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، تعيين ديفيد ساترفيلد، مبعوثًا للرئيس الأمريكى لمنطقة القرن الإفريقى للتعامل مع أزمتى السودان وإثيوبيا، بعد استقالة المبعوث السابق جيفرى فيلتمان.