الملاكمة والنساء وأماندا سيرانو

كادت أماندا سيرانو، منذ أيام، أن تشطب كل ما قيل فى السنوات الماضية عن الملاكمة النسائية.. وقبل الحديث عما قامت به أماندا يمكن التوقف أولا أمام النساء والملاكمة.. فمنذ أن عرف العالم واعترف بملاكمة النساء 1997.. قيل كلام كثير عن نجاح النساء فى تجميل صورة الملاكمة، وكيف نجحت المرأة فى إثبات أن الملاكمة ليست لعبة للقوة والعنف والوجع والإيذاء.. وتوالت دراسات طبية كثيرة أثبتت أن ممارسة المرأة للملاكمة تساعدها على التخلص من التوتر، وعلى اكتساب التوافق النفسى والعضلى والمحافظة على رشاقتها أكثر من التدريبات الرياضية العادية أو الأيروبكس.. وكان التفسير الطبى لذلك هو أن الملاكمة تستنفر كل عضلات الجسد لتعمل معا فى تناغم واحد، بداية من الرأس وحتى القدمين، إلى جانب أن ارتداء القفازات وتوجيه الضربات لكيس الرمل ينتج عنه ضبط الأداء الهرمونى مع إحساس حقيقى بالسعادة والراحة.. وبعيدا عن العلم ودراساته.. كانت هناك وقائع حقيقية عن نجمات شهيرات لجأن للملاكمة واكتشفن أنها الوسيلة الأفضل والأهم للمحافظة على رشاقة الجسد وحيويته مثل جيجى حديد وكيم كاردشيان..
وأعلنت سيرينا ويليامز وماريا شارابوفا أن نجاحهما فى التنس يرجع إلى دروس الملاكمة مع مايك تايسون.. وأيد أطباء كثيرون ونساء كثيرات أيضا ما قالته اليابانية أريسا تسوباتا عن الملاكمة التى هى أفضل وسيلة لأى امرأة للتخلص من الاكتئاب أو التوتر.. وهكذا رسم الجميع صورة جميلة ورومانسية للملاكمة النسائية حتى جاءت أماندا سيرانو.. فهى بطلة العالم فى سبعة أوزان، وتملك 9 ألقاب عالمية فى الملاكمة التى تعلمتها فى بلدها بورتوريكو قبل انتقالها إلى نيويورك.. وكانت أماندا تصف مبارياتها دائما بحفلات الرقص لا لقاءات ملاكمة.. وصدقها كثيرون مثلما صدقوا أيضا أن انتصاراتها فى الملاكمة لم تسرق منها أنوثتها.. حتى كان لقاؤها الأخير أمام الإسبانية ميريام جوتيريز.. وبعدما تلقت 236 لكمة من أماندا أدت إلى تشوية ملامح ميريام التى أصبح يصعب التعرف عليها، وتقرر منع ميريام من ممارسة الملاكمة المحترفة مرة أخرى.. ووصف صحفيون أن ما قامت به أماندا كان منتهى العنف رغم تأكيد أماندا أنها لم تكن تقصد مطلقا أى عنف وإيذاء.. فهل ستتغير صورة الملاكمة النسائية بعد أماندا وتتخلى عن رومانسيتها.. أم سيكون هذا اللقاء مجرد استثناء للمرأة حين تغدو أكثر قسوة وشراسة من أى رجل.
yaserayoub810@gmail.com