فشل فى اغتصابها فطعنها.. بقال يقتل طفلة فى حلوان

كانت مكبرات الصوت بالمساجد تنادى باسمها وترجو الأهالى للبحث عنها، وتصفها بأنها طفلة عمرها 6 سنوات، ترتدى «تريننج» أزرق اللون، وعلى مَن يعثر عليها يتوجه إلى منزل أسرتها بالمساكن الاقتصادية فى حلوان، بينما أسرتها تدور على المنازل وتسأل المارة والجيران فى جنون: «ماحدش شاف (جنى).. راحت تشترى حاجة مارجعتش» لتكتشف أن جارهم، الشاب الثلاثينى، «بقال»، قتلها بعد فشله فى اغتصابها بطعنتين وخنقها.
بعد ليلة شاقة من البحث، تعثرت «شيماء»، شقيقة الطفلة، فى الصباح الباكر، ب«جوال» أمام باب شقتهم بالطابق الأرضى، ظنّته قمامة، وكانت الفاجعة أن الجوال يحوى جثة شقيقتها الصغرى ملطخة بالدماء ويحوم حولها الذباب وتفوح منها الروائح الكريهة.
«شيماء» حاولت إنكار ما شاهدته عيناها، ولسان حالها يقول: «معقول دى أختى؟!».. أطلقت صرخات متتالية، على أثرها تجمع الجيران ليبلغوا الشرطة، التى حضرت على الفور، ليسود الرعب بين السكان، الذين نبهوا على أولادهم: «إياكم تنزلوا من البيوت».
الشرطة راجعت كاميرات المراقبة بالمنطقة، واستجوبت عددًا كبيرًا من الأهالى وأصحاب الورش والمحال التجارية، ومثلت الجريمة لغزًا، فكّته طفلة صغيرة، صديقة للمجنى عليها، هى مَن أخبرت فريق البحث الجنائى بأن «إسلام»، البقال، سألها عن «جوال».
«إسلام» اقترب من الطفلة، التى يعمل والداها بكشك بيع أسماك، وطلب منها إحضار «جوال» مقابل جنيهين، لكنها أخبرته: «مافيش عندنا»، وحين طالبها بسؤال أى محل ردّت عليه الصغيرة: «ماليش دعوة روح اسأل انت». والدة الطفلة وسيدة أخرى انتبهتا إلى «إسلام» وحديثه للطفلة، فخاف وانصرف عن نظرهن، واشترى «جوالًا» من مكان آخر.
الأهالى وأقارب الفتاة المجنى عليها يصفون سلوك المتهم بأنه كان مُرتبكًا «باين عليه رهبة الدم».
المحل الذى يعمل به «إسلام» جزء من شقة بطابق أرضى يقطنها، وحين ارتكب الجريمة سحب جثة الفتاة داخل الشقة، وفى اليوم التالى خرج من باب خلفى بعيد عن المحل وألقى بجثتها أمام باب شقتها المقابل لشقته.
كان هَمّ المتهم التخلص من الجثة، فأغلق محله بعد ارتكاب الجريمة، وكان محل شك للشرطة أيضًا، ولاسيما بعد حديث الطفلة صديقة القتيلة عن رغبته فى شراء «جوال».
أحد رجال الشرطة وهو يستجوب «إسلام» لاحظ «خربوشًا» فى يده اليمنى، فزادت الشكوك فيه، وسرعان ما اعترف: «أنا قتلت (جنى)، جات المحل تشترى حاجة، أغريتها بحاجات حلوة، تحسّست جسدها وحاولت خلع ملابسها، بس هى خربشتنى فى إيدى وخُفْت إنها تفضحنى فخنقتها وطعنتها بسكين فى بطنها وصدرها، ولما ماتت حطيتها فى جوال، ورميته قدام باب شقتهم».
وسط ذهول الناس، أُلقى القبض على المتهم، ومثّل جريمته، وسط حراسات أمنية مشددة، وتنتظر أسرة الطفلة «جنى» الانتهاء من إجراءات التصريح بدفن جثتها، وسط مشاعر حزن على الطفلة، «آخر العنقود»، على 5 أشقاء، وفيما رفض والد الطفلة التحدث عن تفاصيل الجريمة بزعم أن: «دى حادثة شرف»، وأفاد بأنه «مش هنعمل عزا إلا بعد حقها لما يرجع»، قال والد المتهم وأقاربه: «ابننا سلوكه مش طبيعى وعقله على قدّه».
الأهالى أبدوا تعاطفًا مع أسرة «جنى»، وقالوا إنهم «على قد حالهم، وكانت ناس كتيرة بتساعدهم على معيشتهم»، لكنهم حكوا عن المتهم أنه قدم إلى المنطقة قبل أشهر للشقة والمحل، مِلْك «نسيبه»، وكان شخصًا مزعجًا.
بعض الأهالى قالوا إن «نسيب» المتهم فتح المحل له لمساعدته، كونه شخصًا لديه مشاكل نفسية، ولا يعرف التعامل مع الناس.
النيابة العامة قررت حبس المتهم لمدة 4 أيام احتياطيًا، جدّدها قاضى المعارضات لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.