تمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار وتنمية الوعى بأهمية القراءة، أهداف أعلن عنها المشروع الوطنى للقراءة، الذى بدأ عامه الأول فى مارس 2020، وكانت ختام فعالياته خلال أكتوبر الماضى. ويستهدف المشروع الوطنى للقراءة دعم القيم الوطنية والإنسانية، والحث على القراءة، وتتمثل رسالته فى إحداث نهضة فى القراءة، عبر جعلها أولوية لدى فئات المجتمع، ويستهدف المشروع فى تصدر شبابنا وأطفالنا ثقافيًّا، من خلال إثراء البيئة الثقافية، ويؤسس إلى العناية بكتب الناشئة، عبر إثراء المكتبات ورفع جودة المحتوى والإخراج، وتشجيع المؤسسات والمشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، عبر تقديم مشروعات ثقافية نموذجية مستدامة، وفق خطة عشرية تتوافق مع رؤية مصر 2030. كما يستهدف المشروع جميع فئات المجتمع من طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية والجامعات والمعلمين والمؤسسات التربوية والمجتمعية. وعلى الرغم من المزايا التى استهدف المشروع تقديمها، منذ أول لحظة، وتبقى فائدة قدرته على جمع الطلاب من كل محافظات مصر، بدءًا من أسوان ووصولاً إلى جنوبسيناء. خلال المسابقة المعلنة من قبل المشروع، شاركت الطالبة أمل خالد من محافظة جنوبسيناء، بالصف الأول الإعدادى، وأكدت أن بعد المسافة بين محافظتها والقاهرة، التى شهدت فعاليات المسابقة، لم يكن عائقاً أمامها فى الوصول والمشاركة. قالت «أمل»: «شاركت فى المشروع من خلال مكتبة محافظتى، فى طور سيناء، استفدت جداً من المسابقة والرحلة، يكفينى تعلم كيف أقرأ وكيف أصل للمعلومة الصحيحة، فقد أصبحت الآن سفيرة صغيرة للمشروع فى جنوبسيناء وهذا أكبر كنز». وتشير «أمل» إلى أن المشروع فرصة عظيمة لكل من يريد تطوير نفسه وتنمية معارفه، والموضوع به الكثير من المكاسب المعنوية والمادية. عن رحلة السفر الطويلة، بين القاهرةوجنوبسيناء، تقول «أمل»: «رغم معاناة السفر كنت فى غاية السعادة أثناء الرحلة»، «كنت حاسة إنى بعمل حاجة مفيدة أفرح بيها عائلتى، وإنى أمثل محافظتى فى مشروع مهم كالمشروع الوطنى للقراءة، فبعد المسافة ليس عائقاً أمام الإصرار والعزيمة». من أسوان إلى القاهرة، كانت رحلة الطالبة زينب، التى أكدت أن تجربة المشروع الوطنى للقراءة من أهم التجارب التى عاشتها وأعربت عن سعادتها بالمشاركة. وقالت «زينب»: «تجربة المشروع كان بها الكثير من المواقف الصعبة ولم يكن بعد المسافة عائقاً، فأنا أحب القراءة وأحب أى مشروع يشجع على القراءة، خاصة أن المشروع استطاع توفير تنوع بين الفئات المشاركة». وأضافت «زينب»: «فرق المسافة كان متعبا، ولكنه كان مشوارا مهما للمشاركة فى هدف مهم، وكنت سعيدة بتحمل هذه المشقة»، وتختم حديثها: «أدعو الجميع للمشاركة فى المشروع، لأنها تجربة تستحق رحلة السفر الطويلة». أقيمت فعاليات الحفل الختامى فى دار الأوبرا المصرية، بحضور نجلاء الشامسى، رئيس مؤسسة البحث العلمى، والأمين العام للمشروع الوطنى للقراءة، طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، ونخبة من القادة وصناع القرار، منهم فضيلة الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، ونخبة من قيادات الميدان التربوى والثقافى والإعلامى. وفاز بالمركز الخامس، فى الفئة الأولى للطالب المثقف، لطلاب المدارس والمعاهد الأزهرية، إياد محمد السيد، من مدرسة سعد بن أبى وقاص للغات، والمركز الرابع، ملك محمد شعبان، مدرسة الغريب للتعليم الأساسى، وفى المركز الثالث، نور أحمد عبدالجيد، بمدرسة السادس من أكتوبر الابتدائية، والمركز الثانى محمد إبراهيم السيد، واحتل المركز الأول معاذ سى نووين. أما طلاب الفئة الثانية، من الطالب المثقف، فقد فاز بالمركز الخامس، أمل خالد محمود، والمركز الرابع حلّت أروى محمود، وذهب المركز الثالث للطالبة مريم أشرف، والمركز الثانى جاء آدم محمود، وفاز بالمركز الأول عمر مصطفى عبدالتواب من محافظة الإسكندرية. وبالنسبة للفئة الثالثة من الطالب المثقف، فازت زينب موسى بالمركز الخامس، وأروى محمد عشرى بالمركز الرابع، ومنة الله أشرف بالمركز الثالث، وفى المركز الثانى جاءت سلمى محمد عبدالصمد، فيما كان المركز الأول من نصيب عبدالرحمن سامى السيد، من محافظة الإسكندرية. أما الفئة الرابعة من الطالب المثقف فجاءت هيا محمد عبدالله فى المركز الخامس، وعمرو محمود عبدالعزيز بالمركز الرابع، وذهب المركز الثالث إلى نور عمرو محمد، وكان المركز الثانى من نصيب الطالبة ندى محمود، واحتلت المركز الأول الطالبة أشرقت جمال. ويسعى المشروع لتحقيق استدامة معرفية لدى جميع فئات المجتمع، وتعزيز ريادة مصر الثقافية، وتقدم للمشروع 3.5 مليون قارئ من طلاب المدارس والجامعات، يمثلون 11.5% من عدد طلبة المدارس والمعاهد الأزهرية وطلبة الجامعات والمعلمين، بالإضافة إلى أن المعلمين والمؤسسات التنويرية تنافسوا للحصول على الألقاب المختلفة. ويحصل صاحب المركز الأول على مليون جنيه، فيما يحصل باقى الفائزين على مبالغ مالية، بالإضافة إلى زيارة أكبر مكتبة فى العالم، ورصدت مؤسسة البحث العلمى 500 مليون جنيه، خلال فترة المشروع. وقالت نجلاء الشامسى، فى تصريحات لها خلال حفل الختام: «المشروع مزيج فريد من العلم والفنون الخلاقة، يجعل الفائزين حالة استثنائية، وهذا هو الاستثمار المضمون»، وطالبت الجميع بأن يشدوا من أزر بعضهم البعض، لنجاح تلك الفكرة، والتنافس معاً فى محبة وطن عظيم هو مصر. ووجّهت الشكر إلى وزارات، التعليم العالى، والتربية والتعليم، والثقافة، والتضامن، والشباب والرياضة، ونقابة المعلمين، والأزهر الشريف. وقال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، إنه فخور بالفائزين، الذين خاضوا أكثر من تصفية.