أفاد التليفزيون الرسمي الإيراني أن الآلاف من المزارعين وأنصارهم خرجوا في تجمع حاشد بمدينة أصفهان في وسط البلاد اليوم الجمعة في احتجاج كبير على نقص المياه في المنطقة التي تضربها موجة جفاف. وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ردد بعض المتظاهرين الهتاف: «دعوا أصفهان تتنفس مرة أخرى.. أعيدوا الحياة (لنهر) زيانده رود»، فيما تجمعت الحشود في قاع النهر الذي تيبس بفعل الجفاف، حيث أقام المزارعون المتظاهرون مدينة من الخيام. وحملت لافتة أخرى رفعتها امرأة عبارة «أطفالنا يريدون الماء ليقدموا الغذاء لأطفالكم». واعتذر وزير الطاقة الإيراني عن نقص المياه، وقال على أكبر محرابيان للتلفزيون الحكومي: «أقدم الاعتذار لكل مزارعينا الأعزاء، وأشعر بالخجل لأنني غير قادر على توفير المياه اللازمة لمحاصيلهم. بعون الله، أتطلع للتغلب على أوجه القصور في الأشهر القلائل المقبلة». ويحتج المزارعون في إقليم أصفهان منذ سنوات على تحويل المياه من نهر زيانده رود لتزويد مناطق أخرى، مما أدى إلى معاناة مزارعهم من الجفاف وتهديد سبل عيشهم. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، يتعرض خط أنابيب ينقل المياه إلى إقليم يزد لأضرار على نحو متكرر. وفي يوليو، اندلعت احتجاجات في الشوارع بسبب نقص المياه في إقليم خوزستان المنتج للنفط في الجنوب الغربي. وتنحي إيران باللائمة في نقص المياه على أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 50 عاما، فيما يشير منتقدون أيضا إلى سوء الإدارة. وبعد أن أصابت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني بالشلل، أصبحت إيران هي الأشد تضررا من جائحة كوفيد-19 في الشرق الأوسط. واضطر الجفاف إيران إلى استيراد كميات كبيرة بشكل غير مسبوق من القمح. واندلعت احتجاجات مشابهة في أغسطس الماضي بسبب نقص المياه. في إبريل الماضي، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية من «جفاف غير مسبوق» ومن مستويات هطول الأمطار التي كانت أقل بكثير من معدلاتها المعتادة. كانت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 أقل بكثير من متوسط الهطول على مدى أربعين عاما، وفقًا لمركز الأرصاد الجوية المائية بجامعة كاليفورنيا.