نظم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، بالتعاون مع منظمة اليونيسف، مائدة حوار حول الطفل، فى تماسٍ مع القانون وكيفية التناول الإعلامى لقضايا الطفل، بهدف العمل على تصحيح الرسالة والمضمون الإعلامى وتمكين الإعلاميين وتعريفهم بمفاهيم حقوق الطفل الأساسية فى تناول قضايا الطفل وحقوقه، وفقًا لتناولها فى الاتفاقيات والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، وكذلك رفع الوعى المجتمعى للأطفال وأسرهم من خلال الإعلام لتجنب وقوع أبنائهم فى مخالفة القانون ودعم جهود الدولة فى حماية حقوق الأطفال. حضر مائدة الحوار جيرمى هوبكينز ممثل منظمة اليونيسف فى مصر، وسحر السنباطى أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة، والمستشار حسام الدين شاكر رئيس الاستئناف، رئيس مكتب حماية الطفل بإدارة التفتيش القضائى بمكتب النائب العام، والمستشار على موسى من قطاع حقوق الإنسان والمرأة والطفل بوزارة العدل، والمستشار محمود فوزى أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب الصحفى صالح الصالحى وكيل المجلس، والإعلامى نشأت الديهى ود. منى الحديدى، عضوا المجلس، وعدد من الإعلاميين والصحفيين. فى بداية الندوة، رحب الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالحضور، مؤكدًا ضرورة إطلاق مبادرة للطفل والعمل عليها إعلاميًا، وطالب الحضور باقتراح اسم للمبادرة، على أن يكون بصفة مبدئية (صاحب السعادة الطفل). وأضاف أنه سيتم العمل على حملة إعلامية كبيرة تصل للمدارس بالتنسيق مع الجهات المسؤولة، ومن الممكن أن يتم إنتاج أعمال وبرامج سينمائية وإعلامية، مشيرًا إلى أهمية الاهتمام بالطفل وقضاياه، لأنه بعد سنوات قد يرتدى هذا الطفل البدلة العسكرية للدفاع عن وطنه لذلك يجب زرع الوطنية وحب الوطن داخل كل الأطفال. وأوضح أنه انطلاقا من كون الطفل ذخيرة المستقبل ورجل الغد وأمل الأوطان، تسعى كل الدول والمجتمعات لأن توفر له كل أسباب الرقى، وتحيطه بمختلف أنواع الرعاية كى ينشأ سليم العقل والبدن، مضيفًا أن مستقبل الأمم يكمن فى مدى نجاحها فى رعاية أطفالها بطريقة سليمة، لأن رقى الأمم وتقدمها يقاس بمدى اهتمامها بأطفالها ورعايتهم، فكلما اتسعت المساحة المخصصة للأطفال فى الأفق الفكرى للمجتمع، فذلك يعنى أن هذا المجتمع قد وضع عينيه على المستقبل الذى تعبر إليه المجتمعات عبر استثمارها فى الإنسان وتنميته. وأضاف «جبر» أن احترام الدولة لحقوق الأطفال يمنحهم الكرامة الإنسانية والحرية من أجل تهيئتهم وتأهيلهم لخوض حياة الكبار عن طريق إتاحة فرص المشاركة فى كافة المجالات المسموحة لهم، وأوضح: «يأتى لقاؤنا اليوم فى إطار التعاون المثمر بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ومنظمة اليونيسف، لمتابعة البروتوكول الموقع بيننا لحماية حقوق الطفل المصرى، ودور الإعلام فى مواجهة قضايا وتحديات مشاكل الطفولة، واستكمال النقاشات المرتبطة بخطة عمل المرحلة المقبلة خاصة فيما يتعلق بالتدريب وورش العمل حول كيفية تطبيق مدونة السلوك الإعلامى للطفل فى مصر». وأوضح أن هذا البروتوكول يأتى فى إطار الدور المهم الذى يقوم به الإعلام فى مواجهة قضايا وتحديات مشاكل الطفولة، انطلاقا من الدور الحيوى للإعلام فى تكوين وتشكيل الرأى العام والتوعية المجتمعية بقضايا الطفل والأسرة، فمدونة السلوك الإعلامى للطفل جاءت وفقا لمبادئ الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الطفل، منها: العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل، والدستور المصرى. وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن المجلس بصدد عقد ورش عمل تضم مشاركين من مختلف الجهات، منهم صحفيون وإعلاميون لبحث حقوق الأطفال الإعلامية، إلى جانب ذلك سيتم تنظيم ورش عمل أيضا تتعلق بالأعمال الفنية التى تُقدم للطفل وإنتاج دراما كارتونية لقربها من عقل الطفل وشغفه الدائم بها تسهم فى اكتساب الصفات الحسنة، والتمسك بالقيم والعادات السليمة بعيدا عن الأعمال المستوردة التى تشجع على العنف، بجانب التأكيد على ضرورة قيام صناع الدراما بتجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات التى تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطى. وأضاف أنه فى ضوء التحديات العالمية وثورة الاتصالات، تعددت وتنوعت الأدوار التى تقع على عاتق وسائل الإعلام، ومنها ضرورة احترام حقوق الأطفال، وعدم الإساءة لهم واختراق خصوصياتهم، وتجنب تقديم النماذج السلبية والقيم الاستهلاكية خلال المضامين الإعلامية، ولا يمكن اعتبار قضية التناول الإعلامى لحقوق الأطفال مجرد حدث عارض بل هى عملية مستمرة، حيث ينبغى على الإعلاميين مراعاة الحفاظ على المعايير الأخلاقية والمهنية عند تناول قضايا الأطفال، والترويج المستمر لمبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. وقال «جبر» إن الإعلام يلعب دورا مهما فى نشر وإرساء ثقافة حقوق الطفل بمهنية واحترافية، وتتمثل الوظائف الرئيسية التى ينبغى على الإعلام القيام بها من أجل الترويج لحقوق الأطفال وحمايتهم، فى مراقبة الانتهاكات التى تحدث للأطفال وبث تقارير دورية عنها، مع توفير الوسائل والتقنيات الإعلامية المناسبة للجمهور والأطفال للإبلاغ عنها، وأن تتاح لهم الفرص المناسبة للاستماع إليهم كمشاركين فاعلين وليسوا مجرد مستهلكين للمضمون الإعلامى. وأوضح كرم جبر أنه حرصًا من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على ضمان الحفاظ على حقوق الطفل، فقد ألزم مختلف الوسائل بأن تبث محطات التليفزيون والإذاعة العامة 3 ساعات على الأقل أسبوعيًا مخصصة للأطفال من البرامج الأساسية على جدول البث الرئيسى للمحطات، ونطالب كافة وسائل الإعلام ببذل مزيد من التعمق فى تناول قضايا الطفل، وعدم الإفراط فى التناول السطحى لهذه القضايا، بهدف إيجاد الحلول لهذه القضايا والمشكلات المتعلقة بالطفل. وفى ختام كلمته، أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن مدونة السلوك الإعلامى للطفل المصرى تهدف لضمان وجود ممارسات إعلامية مهنية تحترم حقوق الطفل وتسهم فى رفع مستوى الوعى تجاه هذه الحقوق، وتتيح الفرص للأطفال للتحدث عن أنفسهم وآمالهم ومخاوفهم بما يسهم فى خلق جيل قوى مثقف وواع يخدم بلده ويساعد فى بنائه ورقيه وتقدمه. ومن جانبه، قال جيرمى هوبكينز، ممثل منظمة اليونيسف فى مصر، إنه عند تعامل الإعلام مع قضايا الطفل يجب أن نبحث عن مصلحة الطفل أولًا، مضيفًا أن حقوق الطفل فى قلب القوانين المصرية. وأوضح أنه يجب أن تكون هناك معايير فى كيفية تناول الإعلام للحالات التى يكون فيها الطفل فى تماس مع القانون كشاهد أو متورط فى قضية، وقال إنه شخصيًا شاهد العديد من التغطيات الإعلامية فى العالم مخجلة لأنها لم تراعِ مصلحة الطفل خلال التناول الإعلامى، حيث إنه يجب إخفاء كل البيانات الخاصة بالطفل وعدم إعلانها. وأكد التزام المنظمة بالعمل مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والمجلس القومى للأمومة والطفولة، على بناء ودعم قدرات الإعلاميين للعمل فى قضايا الطفل. ومن جانبها، قالت سحر السنباطى أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة: «إننا نأمل فى توفير الحماية والطفولة السعيدة لطفل الجمهورية الجديدة»، مضيفة: «وجودنا فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يجعلنا نتذكر الماضى الجميل، حيث نشأنا على برامج ومسلسلات التلفزيون المصرى العظيمة التى كانت تناقش القضايا الموجودة فى المجتمع وتعمل على معالجتها». وأضافت أن الاستراتيجية القومية لحقوق الإنسان تدعم حق الطفل فى الحماية والمشاركة، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أول رئيس يشير إلى المجلس القومى للطفولة والأمومة، وكان قبلها يشير للطفولة من خلال حضوره اللقاءات مع أبناء الشهداء والأطفال ذوى الهمم وكريمى النسب. وقالت «سحر» إننا فى عصر ذهبى للرقى بمصلحة الأطفال، لأنهم هم مستقبل الوطن، وأوضحت أن لقاء اليوم هو فرصة لفتح قنوات جديدة لمزيد من الاهتمام بالطفل فى الجمهورية الجديدة، لأن الإعلام عليه دور كبير فى زيادة الوعى والتثقيف بقضايا الطفل. وأوضح المستشار حسام الدين شاكر، رئيس الاستئناف، رئيس مكتب حماية الطفل بإدارة التفتيش القضائى بمكتب النائب العام، أن قضايا الطفل مهمة جدًا، فهى سبيل نهضة المجتمعات، ضاربًا مثالًا بكوريا الجنوبية التى نهضت بعد حروب كبيرة فى الخمسينيات بعد الاهتمام بالنشء. وأضاف أن الدولة مهتمة جدًا بقضايا الطفل خصوصًا ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة التى شهدت إنجازات لم تحقق من قبل، مؤكدًا أنه يجب أن تختفى ظاهرة العنف ضد الطفل ويجب الاهتمام به وتنشئته بشكل سليم. وقام المستشار «شاكر» بإلقاء الضوء حول أهم نصوص الدستور المصرى والقوانين الخاصة بالطفل، التى كفلت حماية الطفل ضد جرائم العنف، وتجريم نشر بيانات الأطفال حال تماسهم مع القانون كشهود أو مجنى عليهم أو جناة. وأضاف أن الإعلام يقوم برسالة جليلة، وعليه استكمالها والتوعية بقضايا الطفل، وكذلك الحفاظ على هويته وعدم نشر بيانات الأطفال أو صورهم حال تماسهم مع القانون، مضيفًا أن هناك طريقين لتلقى النيابة العامة الشكاوى الخاصة بالعنف ضد الأطفال، وهما (خط نجدة الطفل، وكذلك إدارة البيان والتواصل الاجتماعى). وأوضح أن محكمة الطفل أكثر محكمة إجراءاتها سريعة جدًا، مضيفًا أن وزارة العدل والنيابة العامة تقومان بتقديم حلول كثيرة فى إطار التحول الرقمى مثل تجديد الحبس.