استشارى طب نفسي: بُعد الوالدين عن أبنائهم أحد أسباب الانتحار

تضج وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بأخبار مأساوية تتناول حالات انتحار بين الشباب، أحدثها انتحار طالبى هندسة وطب بمحافظة الإسكندرية مساء أمس، وسبقهما طالب بكلية الطب جامعة 6 أكتوبر عندما قفز من الطابق الرابع، فتوفي قبل وصوله المستشفى لإسعافه.
وفى تقرير لها ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الانتحار يأتى في المرتبة الرابعة من الأسباب المؤدية للوفاة لدى فئة الشباب بين عمر 15 إلى 29 عاما، بعد حوادث الطرق والسل والعنف بين الأشخاص.
ووفقا لتقرير المنظمة تتفاوت نسب الانتحار بين البلدان والأقاليم، وبين الذكور والإناث، فعدد الذكور الذين يلقون حتفهم بسبب الانتحار يزيد بأكثر من مرتين عن عدد الإناث (12.6 من كل 100،000 ذكر مقارنة ب 5.4 من كل 100,000 أنثى).
وتعدّ معدلات الانتحار بين الرجال أعلى عموما في البلدان ذات الدخل المرتفع (16.5 من كل 100،000). أما بالنسبة للإناث، فتُسجّل أعلى معدلات الانتحار في بلدان الشريحة الأدنى من الدخل المتوسط (7.1 من كل 100,000).
ومن جانبه علق الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى على تزايد حالات الانتحار بين الشباب في الفترة الأخيرة إلى عدة أسباب أهمها وجود فجوة بين الأسرة والأبناء الأمر الذي يعكس على الحالة النفسية للأبناء وبالأخص المراهقين، بجانب عدم الخبرة في كيفية التعامل مع المرضى ممن لديهم ميول انتحارية .
وأوضح الدكتور في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن نسبة الانتحار ثابتة على مستوى العالم، وتحتل مصر المركز 79 على مستوى دول العالم والمركز الرابع على مستوى الدول العربية موضحا أن الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الانتحار تختلف وفقًا للمرحلة العمرية فإذا كان المنتحر في مرحلة المراهقة، فإن أي ضغط نفسي ولو بسيط سيجعله يفكر في الانتحار، سواء نتيجة مشكلة عاطفية أو مشكلة في المنزل، وبالنسبة لفئة الشباب فقد يفكر في الانتحار نتيجة الضغوط الحياتية ومنها غلاء المعيشة، أو شخص رفيع المستوى في المجتمع وتم اتهامه بقضايا معينة فقرر الانتحار.
وأشار فرويز أن هناك مرضى نفسى يصاب به المراهقين يطلق عليه ( تدهور سن المراهقة) يفكر فيها المراهق بالإقدام على الانتحار، وسيكرر الانتحار مرة أخرى إذا فشل في المرة الأولى، وهناك الاكتئاب السوداوي ويصمم فيه المريض على الانتحار ويعيد المحاولة أكثر من مرة حتى ينجح في النهاية، ويمكن أن يحاول الانتحار في المستشفى بأي طريقة، لافتًا إلى أن الاكتئاب السوداوي هو مرض عضوي بالمخ نتيجة تغيرات كيماوية.
ونصح اسستشارى الطب النفسى الأهالى بضرورة التقرب من أبنائهم والتودد لهم ومنع حدوث أي فجوة في العلاقة بينهم، وأن تعلو مصلحة الأبناء فوق أي شئ مهما صعبت الحياة قبل أن يفوت الأوان ويضطروا اللجوء إلى العلاج واللجوء إلى أطباء علم النفس .