«باخد حق أكتر من 900 فتاة».. ضحية غرفة «البروفة»: المتهم طلب من صاحبتي تقيس «لانجيري» (فيديو وصور)

يوم أن أقبلت على محل ملابس شهير لرخص أسعاره في منطقة العمرانية بالجيزة، وبرفقتها صديقتها.. حظهما العاثر قادهما لاكتشاف ثقب بغرفة «البروفة» يتلصص منه ابن صاحب المحل على زبائنه من الفتيات والسيدات، وانتهت الواقعة ببلاغ للشرطة وضجة كبيرة عبر وسائل الإعلام.
حظى محل الملابس بإعجاب مريم مجدي، وصديقتها ديمانة، الطالبتان بالمعهد العالي للفنون المسرحية، توقفتا أمام الفارتينة، وقررتا الدخول وأردت «الأولى» شراء فستانًا لحضور مناسبة تجهز لها.
ممكن تقيسي اللانجيري
«مريم»، أشارت للبائع وهو ابن صاحب المحل ويُدعى «خالد»- 32 سنة، حاصل على دبلوم سياحة وفنادق، على فستان أعجبها: «لو سمحت عاوزة أقيس دا»، استجاب لطلبها بينما كانت زميلتها «دميانة»، تقف أمام المرآة بالمحل تطالع صورتها وتعدل من هندامها.
كانت «دميانة» تتفقد قطع ملابس داخلية «لانجيري» تباع بالمحل، فاستغربت طلب «خالد»: «ممكن تقيسيه عليكي»، استنكرت وعلا وجهها دهشة: «الحاجات دي عمر ما حد بيلبسها في محل».
الأستاذ بيبص عليكي
دلفت «مريم» إلى غرفة «البروفة»، وراحت تضبط الفستان على جسدها، بينما تنتظر صديقتها في الخارج، دقائق معدوات وصاحت الأخيرة في «مريم»: «اطلعي بره.. اطلعي بره».
«مريم» تروي أن صديقتها طرقت باب البروفة 4 مرات، ما أثار فزعها: «افتكرت الشاب دا بيتحرش بصاحبتي».
وبعد خروجها، قالت لصديقتها: «إيه اللي حصل؟!»، باغتتها: «الأستاذ بيبص عليكي»، لم تفهم «مريم» طلبت توضحيًا من صديقتها: «مش فاهمة قصدك إيه؟».
اكتشاف خٌرم للتجسس على غرفة البروفة
قادت الفتاة صديقتها «مريم» إلى غرفة ملحقة ب«البروفة»، وقالت لها: «شوفته واقف هنا افتكرته داخل وراكي البروفة، واستغربت إنه كان موطي راسه والدنيا مضلمة، ولما سألته: (بتعمل إيه هنا؟).. قال لىّ: (صاحبتك في البروفة ومش بعمل حاجة).. وبعدين لاحظت وجود كيس أسود عليه لوجو المحل وفتحة كبيرة جوا منها فتحة صغيرة بيبص منها على غرفة البروفة، وكان ماسك تليفونه المحمول».
«أنا آسف.. خلاص أنا آسف».. قالها الشاب، للفتاتين اللتين صرختا بأعلى صوتهما: «أنت مش هتخرج من هنا.. هنتصل بشرطة النجدة».
«مريم»، خرجت إلى الشارع، تستغيث بالنّاس والمارة: «يا جماعة محتاجين راجل يقف معانا عندنا مشكلة».
950 صورة لفتيات وسيدات
في غضون دقائق، تجمهر عدد كبير من النّاس داخل المحل، وأجبروا البائع الشاب على فتح هاتفه المحمول، وبدخول فلورد الصور الخاصة، كانت الكارثة: «لقينا 950 صورة لفتيات وسيدات بعضهن عرايا وبملابس بحر مايوهات».. تقول «مريم» مندهشةً: «مش معقول تكون البنات متصورة بإرداتهن، والبائع خافى الصور!».
«آلو.. شرطة النجدة.. لو سمحت عندنا بلاغ واحد متحرش كان هيصورنا جوا غرفة بروفة تغيير ملابس بمحل».. اتصلت «مريم» بالشرطة، وهي مرتبكة من هول الصدمة، لم تفكر في الاتصال بوالديها بادئ الأمر: «كانت المسافة من بيتنا لحد المحل بعيدة، قلت الشرطة أقرب».
ابنك بيصور بنات في البروفة
دقائق، ووصلت الشرطة إلى المحل، وكانت «مريم» وصديقتها «دميانة»، كانتا توثقان كل ما حدث بالموبايل: «خفت المتهم يهرب أو نتعرض للأذى».
كان الأهالى يشجعوا الفتاتين: «إياكم تتنازلوا عن البلاغ»، وعدد قليل من الناس: «خلاص لموا الموضوع، دا واحد لسه هيبدأ حياته»، كان ضمن الرأي الأخير والد البائع الذي حضر فور اتصال الجيران به: «الحق ابنك عاملة مصيبة، وكان هيصور بنات في البروفة».
استغربت «مريم»، عدم دهشة والد «خالد»، تقول:«كأنه عارف إنها مش أول مرة، كما أن أبوه لم ينظر في وجهه نهائيًا».
تسترجع ما حدث بمزيج من الأسى: لما قلنا للبائع عاوزين صاحب المحل، لم يخبرنا بأنه ابن «الأخير»، وفوجئنا لما جه بأنه ابنه، وتشير إلى أنها: «صعب عليّا موقف أهل الشاب، لأنه حطهم في موقف ملئ بالحرج».
حق الفتيات والسيدات
والد «مريم» عرف بما تعرضت له ابنته من خلال السوشيال ميديا، لم يكن مصدقا ما حدث، وحين اتصل بها هاتفيًا قبل توجهه لقسم الشرطة سألها: «معقول إنتي اللي عملتي الكلام دا؟!»، فقالت له: «أيوه يا بابا»، وحين عرف بالتفاصيل شجعها قائلاً: «انتي هتاخد حقي أكتر من 900 فتاة وسيدة».
وأصرت الفتاة على استكمال الإجراءات القانونية، وعدم التنازل عن حقها وقبول اعتذار المتهم: «أكيد في ضحايا كتيرة له، وبنات وسيدات جم للمحل لأسعاره الرخيصة».
حوادث تحرش سابقة
سبق وتعرضت «مريم» لحوادث تحرش، لكن هذه المرة قررت بحسب كلامها: «كل مرة كنت بأخاف والمرة قلت لنفسي: لحد امتى هفضل كده، وتجرأت وصورت المحل وكل اللي حصل، ولقيت مساندة من الشرطة والجهات القضائية فوق ما يتخيل أي شخص، والشرطة كانت بتقول ليّ: إحنا معاكي وفي ضهرك».
وتأكدت «مريم» أن المتهم لم يتلقط لها صورًا أثناء تغيير ملابس في البروفة: «في النيابة فحصوا تليفونه كويس وتأكدوا، وصاحبتي أنقذتني».
تقول الفتاة: «أكيد هركز في حياتي المستقبلية وعملي بالتمثيل المرتقب على قضايا التحرش»، وتشير إلى أن والدتها تلقت اتصالات من فتيات يعشن بدول أوروبية يبلغهن: «بنتك عندها شجاعة مش عندنا ومعرفناش نعمل زيها رغم تعرضنا لوقائع صعبة».
ربنا بيحبك
«مريم» توجه رسالة لخطيبة المتهم: «ربنا بيحبك إنه أظهر لك الحقيقة».
ويزعم دفاع المتهم الذي أمرت جهات التحقيق بحبسه 4 أيام احتياطيًا، جدّدها قاضي المعارضات ل15 يومًا على ذمة التحقيقات، أن موكله احتفظ بصور على هاتفه ل«موديل»، ولم يصور فتيات عاريات، بينما أمرت بتشميع المحل الذي شهد الواقعة، وقال عدد من الأهالي إن ما حدث لم يكن المرة الأولى.
وذكرت والدة المتهم، أن ابنها مرتبط بفتاة وزفافهما كان بعد أيام، وخطيبته تعمل معه بالمحل.