«أنا لا ادفع رشوة لأحد».. كانت هذه الكلمة كافية لسحب رخصة قيادة السيارة التى يعمل عليها الحاج نعيم محمد، بعد أن انتقم منه أمين الشرطة لرفضه دفع رشوة، عند البوابة 27 بالميناء، على حد قوله. يعمل الحاج نعيم محمد سائقا على إحدى سيارات التروللى لنقل بضاعة من وإلى الميناء، ويقول إنه فى صباح ذلك اليوم أوقف السيارة فى إحدى المناطق، فرفض أمين الشرطة، وطلب منه أن يدفع مبلغا مقابل «الركنة»، وعندما رفض نعيم وقال لأمين الشرطة: «ليس هناك أى لافتة مكتوب عليها ممنوع الوقوف، لذلك فمن حقى أن أقف بالسيارة هنا، وأنا أعلم أن كل السيارات الواقفة، بتدفع رشوة»، حينها قام أمين الشرطة بسحب الرخصة من نعيم، وتسليمها للمسؤولين داخل الميناء. يقول الحاج نعيم: «ذهبت إلى عقيد شرطة داخل الميناء لأسترجع رخصتى، وطلبت منه إحضار أمين الشرطة ومواجهته، للحصول على حقى، ولكن حينها قال لى العقيد: إنت حتة سواق، وعايز تقابل أمين شرطة». خرج الحاج نعيم وهو مكسور الخاطر، وهو يعلم «إن اللى له ضهر فى البلد دى هو بس اللى بياخد حقه»، بعدها علم أن صاحب السيارة استطاع من خلال اتصالاته أن يحصل على رخصته. وكانت النتيجة أن صاحب السيارة استعاد سيارته، بينما لم يستعد الحاج نعيم رخصة قيادته التى تمثل مصدر رزق بالنسبة له حتى الآن. وقرر أن يحصل على حقه بنفسه، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن ذلك وعن الإهانة التى تعرض لها، وأن يتم التحقيق فى الواقعة، ومحاسبة أمين الشرطة المسؤول عن ذلك، ولكنه لم يجد أحدا يسمع له. يقول نعيم: «ذهبت إلى إدارة الأمن بالميناء، ومديرية أمن الاسكندرية، فمنهم من رفض مقابلتى، ومنهم من قال لى إنه من غير الممكن محاسبة أمين الشرطة»، ويتساءل نعيم: «لماذا لا يمكن محاسبة هذا المسؤول؟ هل هناك أحد فوق القانون؟ أنا أطالب بالتحقيق فى الواقعة قبل محاسبته».