كشفت تقارير إسرائيلية عن جهود مصرية وضغوط أمريكية على حركتى فتح وحماس للدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تعمل مع كلا الجانبين لتعزيز الهدوء طويل الأمد فى المنطقة وإعادة إعمار قطاع غزة. ونقلت صحيفة هاآرتس، الإسرائيلية، عن مصادر فلسطينية قولها إن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية هادى عمرو، الذى زار رام الله الأسبوع الماضى والتقى بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، قدم اقتراحًا لتشكيل حكومة جديدة يشارك فيها ممثلو حماس أو حكومة تكنوقراط. وأكدت المصادر أن عباس أبلغ المسؤول الأمريكى بأنه سيوافق فقط على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن تلتزم بجميع الاتفاقيات. وكشفت مصادر مطلعة عن مساعٍ مصرية لترتيب لقاء بين قيادة «حماس» والرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى القاهرة، بهدف كسر حالة الجمود فى العلاقة بين الجانبين، كنجاح يضاف إلى جهودها، فى الملف الفلسطينى. وقالت المصادر إن مصر تراهن على حزمة من التسهيلات الاقتصادية والمعيشية لإرضاء الفلسطينيين بإنجاز الاتفاقات التى تتوسط فيها القاهرة، سواء مع إسرائيل أو على صعيد المصالحة الداخلية. واختتمت حركة حماس اجتماعاتها فى القاهرة، مساء أمس الأول، وكذلك اختتام اجتماعات مكتبها السياسى بقيادة إسماعيل هنية رئيس الحركة، وحضور أعضاء المكتب السياسى من الداخل والخارج. وبحثت الحركة الملفات والتطورات الخاصة بالقدس والأقصى، وقضية الأسرى، وحصار غزة، مؤكدة مكانة مصر ودورها فى المنطقة والقضية الفلسطينية. وأكدت الحركة حرصها على إتمام صفقة تبادل الأسرى، بالتنسيق مع السلطات المصرية، وطالبت بسرعة إعادة ترتيب البيت الفلسطينى والسعى لإعادة تشكيل قيادة الشعب الفلسطينى وفق الأسس الديمقراطية والوطنية لتشكيل قيادة مركزية واحدة متمثلة فى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، تضم الجميع، وأكدت سعيها للانخراط فى عملية جادة لإعادة ترتيب القيادة الفلسطينية عبر بوابة الانتخابات، أو التوافق على تشكيل قيادة مؤقتة لفترة زمنية محددة ومتفق عليها تمهيدا للوصول للانتخابات. كما عبّر وفد الحركة عن تقديره للخطوات التى تقوم بها مصر تجاه قطاع غزة، سواء فى موضوع معبر رفح البرى، أو إجراءات تخفيف الحصار والمشاركة فى الإعمار. وأكدت قيادات حماس أن مباحثات القاهرة تضمنت البدء بالتحضير لإنشاء المدينة السكنية الأولى ضمن المنحة المصرية فى غرب حى العطاطرة فى بيت لاهيا، شمالى القطاع. من ناحية أخرى، كشفت تقارير إعلامية عن المطالب التى وضعتها حركة حماس أمام إسرائيل ضمن مفاوضات التوصل إلى تهدئة. ونقلت القناة 12 بالتليفزيون الإسرائيلى عن مصدر فى حماس قوله إن الحركة طالبت بحرية التحرك فى المنطقة الحدودية الآمنة على طول الشريط مع قطاع غزة. وطالبت حماس إسرائيل بعدم مرور مركبات الجيش الإسرائيلى بالقرب من المناطق الحدودية للقطاع. كما طالبت بحماية المزارعين الفلسطينيين العاملين بالقرب من السياج الفاصل. ولفت المصدر إلى أنه تم الاتفاق على تسريع عملية إعادة التأهيل فى قطاع غزة مقابل التوصل للتهدئة. وبشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى أكد المصدر أنه لا يوجد تقدم فى الملف حتى الآن والموضوع بيد إسرائيل. ونقلت صحيفة «هاآرتس»، الإسرائيلية، عن مسؤول فلسطينى «كبير»، بحسب وصفها، قوله إن «من يعرف التفاصيل يدرك أن كل ما يهم الإدارة الأمريكية هو منع التصعيد فى غزة، أما بخصوص الضفة الغربية فلا توجد خطة فى الأفق».