مع بداية شهر أكتوبر من كل عام، تعلن محافظات الجمهورية حالة الطوارئ لاستقبال موسم السيول، الذى يستمر حتى منتصف شهر مايو، بتطهير المخرات والدفع بالمعدات الثقيلة، ومقار الإيواء، وتشكيل غرف عمليات، ووضع سيناريوهات لمواجهة الأزمات عند حدوثها. وتعد المنيا من المحافظات الأكثر تعرضًا لمياه السيول على مدار عشرات السنين الماضية، حيث تعرضت منازل قرية السرارية بمركز سمالوط بأكملها للانهيار عام 1991 بسبب مياه السيول، كما تعرضت العديد من المناطق للانهيارات، بالإضافة إلى العديد من المناطق المتفرقة بالطرق السريعة «مصر- أسوان»، كان آخرها انهيار أجزاء من طريق الصعيد «مصر- أسيوط الصحراوى الشرقى» عام 2018، وانهيار أجزاء من طريق الشيخ فضل- رأس غارب، وطريق الصعيد الصحراوى الشرقى الجديد العام الماضى. وأعلنت الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بالمنيا إنهاء استعداداتها لموسم السيول 2021-2022 بتطهير 34 مخر سيل، جميعها شرق النيل، من مغاغة شمالا حتى ديرمواس جنوبا بطول 150 كيلومترًا، ووضع سيناريوهات لمواجهة الأزمات، تشمل 3 مراحل تتعلق ب: تطهير وتحديد مخرات السيول، ثم مرحلة مواجهة الأزمات والمخاطر، وتنتهى بتحديد الآثار المترتبة على حدوث السيول ونقاط القوة والضعف والتوصيات. ■ مخرات المنيا تضم المنيا 34 مخر سيل، منها 22 مخرا صناعيا، بينها اثنان بنطاق أسيوط، و20 مخرا بنطاق المنيا، تبدأ من غرب الطريق الصحراوى القديم إلى مصبها على نهر النيل، وتختص الإدارة العامة لشرق المنيا بأعمال الصيانة الدورية لها والإشراف عليها، بالإضافة إلى 12 مخر سيل طبيعيا عبارة عن وديان طبيعية تقع داخل نطاق المحافظة، وتختص الوحدات المحلية بأعمال الصيانة الدورية والإشراف عليها. ويقول عاطف فاروق، فنى مخرات السيول بمنطقة أولاد يونس بمركز مطاى شمال المنيا: إن المخرات معظمها يمر أسفل الطرق السريعة، مثل طريق الصعيد الصحراوى الشرقى الجديد المعروف ب«طريق الجيش»، وطريق الصعيد الصحراوى الشرقى القديم، مصر- أسيوط، وتكون المخرات عبارة عن أنفاق ومواسير، تسمح بمرور المياه دون توقف، بالإضافة إلى مصدات خرسانية غرب الطريقين لمنع اندفاع المياه وتقليل سرعتها وإعادة سيرها بشكل طبيعى، حيث تمر إلى نهر النيل بطول 2.2 كيلومتر من مخر السيل أسفل الطريق الصحراوى القديم إلى النهر. وقال المهندس فؤاد زكريا، مدير رى شرق بالمديرية فى المنيا، إن الأماكن المحتملة لسقوط السيول هى الأماكن المواجهة لسلسلة جبال البحر الأحمر من الناحية الشرقية لمحافظة المنيا بمراكز ديرمواس، وملوى، وأبوقرقاص، والمنيا، وسمالوط، ومطاى، وبنى مزار، ومغاغة، وجزء من محافظة أسيوط أمام مركز ديروط. وأكد المهندس عبدالحميد البركاوى، وكيل وزارة الرى بالمنيا، أن السيناريوهات المحتملة تتضمن التوقيت المحتمل لسقوط السيول خلال الفترة من أكتوبر حتى منتصف مايو من كل عام، بسبب التغيرات المناخية التى تؤدى إلى سقوط أمطار، وفقا لمؤشرات الأرصاد الجوية، ومركز التنبؤ بقطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية، ومن المحتمل أن تؤثر تلك التغيرات فى احتمال حدوث قطع لبعض الجسور، أو حدوث غرق للزراعات والمنازل. ■ مراحل مواجهة الأزمة ووضعت أجهزة المحافظة، برئاسة المحافظ اللواء أسامة القاضى، 3 مراحل لمواجهة الأزمة أو سقوط السيول: الأولى هى مرحلة معاينة المخرات وتجهيزاتها وتطهيرها للموسم.. ثم مرحلة تلقى الإخطارات وتطبيق سيناريوهات المواجهة والتعامل مع الأحداث وتحريك المعدات وفريق العمل.. وتشمل الثالثة إجراءات ما بعد الأزمة والمتعلقة بتحديد الآثار المترتبة على حدوث السيول فى المناطق الواقع بها، وحصر الأضرار وصيانة وترميم المنشآت وتوثيق الأحداث من خلال تقرير يتضمن نقاط القوة والضعف والتوصيات المطلوب تنفيذها استعدادا لتكرار الأزمة. وقد تم توفير 45 معدة ثقيلة ما بين حفارات وبلدوزرات، وونش، وسيارات نقل، وكسحات، وقلابات، وونش ومولدات كهرباء، وماكينات لحام، منها 14 معدة بالإدارة العامة للصيانة الوقائية، و10 بالإدارة المركزية لإقليم صرف مصر الوسطى، و10 بالمركز الرئيسى، و3 معدات بهندسة صرف مطاى، و2 برى ملوى، و6 موزعة على مناطق شرق النيل. ■ غرف عمليات للرصد شكل اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، غرف عمليات ومتابعة بمقار الوحدات المحلية بالمراكز والقرى وربطها بغرفة عمليات المحافظة، لرصد أى أمطار أو سيول خلال الموسم، وشدد خلال اجتماع المجلس التنفيذى على المتابعة المستمرة للمخرات والتأكد من جاهزيتها لاستقبال المياه. وشكلت مديرية الرى غرف عمليات رئيسية بالإدارة المركزية، والإدارات والتفتيش، والإدارات الهندسية، لمتابعة الموقف واتخاذ اللازم حال حدوث سيول، ويتم التنسيق الكامل مع كافة الأجهزة التنفيذية المعنية بالمحافظة والوزارة.
