«المصري اليوم» ترصد أسعار المستلزمات المدرسية

مع بداية شهر سبتمبر من كل عام، تتأهب الأسر المصرية، استعدادًا للموسم الدراسى الجديد، وتبدأ معه رحلة البحث عن المستلزمات المدرسية من كشاكيل وأقلام وشنط مدرسية، وكل عام تستعد الأسر بميزانية مختلفة لهذه المستلزمات، نظرًا لما يحمله العام من أسعار جديدة تفرضها المحال التجارية على الأسر، وفى كل عام ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ بنسبة 20% عن العام الماضى.
ورغم ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية العام الماضى، فإن العام الماضى شهد غياب الطلاب عن المدارس، بسبب انتشار فيروس كورونا، ولكن من المتوقع هذا العام أن يعود الطلاب إلى المدارس بشكل منتظم، ومع العودة المرتقبة تشهد أسواق مستلزمات المدارس ارتفاعا ملحوظا، أرجع مسؤولو الغرفة التجارية سببه لزيادة مصاريف الشحن خاصة للمنتجات المستوردة.
وشهدت أسواق الأدوات المكتبية ومستلزمات المدارس الرئيسية فى القاهرة ارتفاعا فى الأسعار، فأكد عدد من أصحاب المكتبات بالفجالة ارتفاع أسعار المنتجات عن العام الماضى، وأكد عدد من التجار أن الكثير من أصحاب المكتبات اعتمد على البضائع المتاحة من العام الماضى والعام قبل الماضى بسبب الركود الذى عانوا منه بعد انتشار كورونا وتحويل الدراسة إلى نظام الأون لاين.
واعتادت المدارس الخاصة والأجنبية كل عام تسليم الأهالى ورقة بها عدد من المستلزمات المطلوبة لأبنائهم كل عام، ومع بداية العام الدراسى قررت بعض الأسر عدم شراء أى مستلزمات مدرسية جديدة هذا العام بسبب ارتفاع أسعارها وأيضا لأن لديها ما يكفى من الأعوام الماضية، ولظهور أولويات أخرى فرضتها ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد وهى المطهرات والمستلزمات الخاصة بالوقاية من الإصابة بالفيروس والتى تعتبرها الكثير من الأسر منتجات لها أولوية عن الأدوات المكتبية، وبالتالى قرر البعض الآخر شراء ما يحتاجه أبناؤه فقط من الأدوات المكتبية، فيما قرر البعض الآخر اللجوء إلى شراء المنتجات منخفضة التكلفة خاصة فى الشنط المدرسية لبقاء احتمالية توقف الدراسة فى وقت من الأوقات مع ارتفاع أعداد الإصابة.
سارة سيد، أم ثلاثينية لديها ثلاثة أطفال، فى مراحل تعليمية مختلفة بإحدى المدارس الخاصة فى مدينة نصر بالقاهرة، استعدت العام الماضى للدراسة واشترت المستلزمات المدرسية المطلوبة، وجهزت أطفالها بالمطلوب من أقلام وكراسات وغيرها من الأدوات المكتبية بجانب الألوان مختلفة الأنواع، وأيضا حقائب المدارس، لكن أطفالها لم يستخدموا كل الأدوات التى جهزتها لهم، بسبب «الأون لاين» عبر تطبيقات الدراسة الإلكترونية.
قررت سارة هذا العام عدم شراء أدوات مكتبية كاملة أو مستلزمات للمدارس حتى الانتهاء من استخدام الأدوات التى اشترتها العام الماضى.
وأضافت أن ميزانية المستلزمات المدرسية خلال فترة الكورونا أضيف عليها بعض المنتجات وهى المطهرات والكحول والكمامات وحاجز الوجه البلاستيكى الذى تطلبه الكثير من المدارس، وهذه الأدوات أصبح لها الأولوية كل عام عن الأدوات المكتبية الزائدة عن الحد.
سهام عزام، ربة منزل وأم لطفلين بإحدى المدارس الخاصة بالهرم، قالت إنها سوف تستخدم الأدوات المكتبية التى اشترتها العام الماضى، خاصة أنها تشترى بنظام الجملة من الفجالة، فاعتادت كل عام شراء مستلزمات تكفى للعام كاملًا، ولكن العام الماضى لم يتم استخدام أى من هذه المنتجات، فكان البديل أمامها شراء المستلزمات المطلوبة فقط، وبالنسبة للحقائب المدرسية، قررت إصلاح حقائب العام الماضى وإضافة رسمة عليها لتغير شكلها لاستخدامها نظرًا لارتفاع أسعار الحقائب هذا العام.
أسواق الفجالة ومعرض مستلزمات المدارس التابع لمبادرة (كلنا واحد) وأسواق الأدوات المكتبية الموجودة بالمراكز التجارية، جميعها بدأت فى عرض مستلزمات المدارس فى بداية سبتمبر، وبجانب ذلك تسارعت مواقع الشراء والبيع الإلكترونى فى عرض المستلزمات الدراسية بأسعار وأنواع مختلفة وهذه الوسيلة التى لجأت لها هناء عامر التى تعمل موظفة وليس لديها وقت للتواجد فى أسواق الأدوات المكتبية وتحتاج إلى معرفة أسعار وأنواع مختلفة من المستلزمات المدرسية ولكن فى مكان واحد.
وقالت ل«المصرى اليوم»: «أنا ابنى أول مرة يدخل مدرسة ولجأت ل(الأون لاين) والجروبات ومواقع الشراء عشان أقارن الأسعار وأعمل ميزانية جيدة وفعلا لقيت منتجات بأسعار مناسبة، (الأون لاين) عليه كل حاجة».
فى جولة ل«المصرى اليوم» فى بعض أسواق المستلزمات المدرسية بمنطقة الفجالة ومعرض (كلنا واحد للمدارس) والمراكز التجارية بالقاهرة، رصدت تباين الأسعار، حيث تبدأ أسعار الحقائب المدرسية من 100 إلى 1200 جنيه فى بعض الأسواق، أما ال«لانش بوكس» فيبدأ من 45 جنيهًا حتى 300 جنيه، وتبدأ الكراسات من 2 جنيه حتى 50 جنيهًا وتختلف الأسعار حسب الشكل وعدد الأوراق.
وتراوحت أسعار عبوات الأقلام الرصاص من 15-30 جنيهًا حسب كل نوع، والأقلام الجاف أيضًا نفس السعر.
وفى بيان رسمى للغرفة التجارية، كشف عن ارتفاع سعر الورق المستورد بنسبة 40%، الأمر الذى أدى إلى زيادة أسعار الكراسات والكشاكيل بنسبة 50% خلال الموسم الدراسى الجديد، لافتة إلى أن مصانع الكراسات والكشاكيل انتهت من إنتاج الكميات المطلوبة لتغطية احتياجات السوق المحلية.
أوضح علاء عادل، سكرتير شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن هناك ارتفاعًا فى أسعار الأدوات المكتبية ويرجع إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحرى، خاصة على البضائع القادمة من الصين وأغلب الأدوات المكتبية التى يتم الاعتماد عليها فى السوق المصرية، سواء فى التصنيع أو المنتجات كاملة من الصين.
وقال، إن تكاليف الشحن البحرى ارتفعت من 2000 دولار إلى 12 ألف دولار، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع تكلفة المنتجات المستوردة من الخارج خاصة الصينية.
وأشار عادل إلى انخفاض كميات الأدوات المكتبية المستوردة من الخارج بنسبة 50%، نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد من الخارج، إضافة إلى تراجع الطلب على شراء تلك المنتجات، وأوضح أن نسبة المبيعات العام الماضى كانت منخفضة جدًا، وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، والاعتماد على الدراسة عبر التقنيات الإلكترونية، وهذا العام هناك نسبة تفاؤل فى أن تعود السوق كما كانت. على حد قوله.
وأكد أن معارض مثل «أهلًا مدارس» الذى تنظمه الغرفة التجارية، والمبادرات الحكومية والرسمية مثل (كلنا واحد) وغيرها، ساهمت فى الترويج بشكل جيد للمنتجات حتى ولو بأسعار مخفضة، وقللت من حجم الخسائر التى تكبدها القطاع العام الماضى.