السائق.. كلمة السر في حوادث السيارات ذاتية القيادة

في سباق مع الزمن يقوم خبراء صناعة السيارات للوصول إلى أعلى تقنية آمنة لتجنب حوادث الطرق وأصبحت السيارات ذاتية القيادة واقعًا عمليًا، بعد أن كان انتشارها شيء من الخيال وتعمل شركات مصنعي السيارات مثل «مرسيدس» و«بي إم دبليو»، وشركات جديدة في المجال مثل جوجل وأوبر وتسلا وأمازون، بنشاط لبدء عمليات الإنتاج التجاري للسيارات ذاتية القيادة ،إلا أن مؤيدي هذه السيارات تؤرقهم مسألة مستوى الآمان.
وحتى وقتنا هذا تقع المسؤولية كاملة في حوادث هذا النوع من السيارات الذاتية القيادة على السائق في أوروبا، وفي أمريكا لم يتم تطوير هذه التكنولوجيا إلى نسبة الآمان المطلوبة حتى الآن، ولذا تقع المسؤولية أيضا على صاحب السيارة، لأنه لا يُسمح له حتى هذه اللحظة برفع يده من على عجلة القيادة قانونيا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن اعتياد سائق السيارة على القيادة الذاتية قد يكون أحد أسباب ارتفاع معدل الحوادث، حيث يشعر الركاب بالخوف من المخاطر المحتملة في بداية التجربة، إلا أن الاعتياد على وجود برمجية تقود السيارة تخفض سرعة استجابتهم عند حدوث خلل ما مع الوقت.
وشهدت مؤخرا مناطق مختلفة من العالم حوادث لسيارات ذاتية القيادة مما جعلها تتصدر عناوين الأخبار عن حادث أثار قلقًا كبيرًا، على الرغم من أن الرجل الذي توفي لم يكن في مركبة ذاتية القيادة فعليا، بل كان يستخدم برنامج قيادة ذاتي في سيارته، وأشارت بعض التقارير إلى أنه كان يشاهد فيلمًا ويقود بسرعة كبيرة بدلا من التحكم بمركبته، كما علقت شركة تسلا، المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، على حادث تحطم إحدى سياراتها، وقتل فيه شرطي محلي قائلة إنها تتعاون مع السلطات الصينية في التحقيق.
ورغم أن نتائج التحقيقات لم تخرج بعد إلى العلن، إلا أنها أثارت تكهنات عدد من المتابعين حول مسؤولية نظام القيادة الذاتية عن وقوع مثل هذه الحوادث، خاصة وأنه قد سبقتها حادثة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، أسفرت عن مقتل شخصين داخل سيارة تسلا، يعتقد أنها كانت تسير دون سائق في تكساس.
وتطلع تسلا إلى بناء منشآت إنتاج لسياراتها في أجزاء مختلفة من العالم، علاوة على ما هو موجود حاليا بالفعل في الولايات المتحدة والصين وألمانيا وذلك رغم المخاوف وعلامات الاستفهام بشأن مستقبل المركبات ذاتية القيادة.
وقام فريق من الباحثين بجامعة مدينة ميونيخ بألمانيا بابتكار برنامج يهدف إلى ضمان سلامة السيارات ذاتية القيادة على الطرق، وحمايتها من وقوع الحوادث وذلك من خلال التنبؤ بالأحداث الطارئة خلال أجزاء من الثانية، حيث إن وقوع أحداث مثل الاقتراب من مفترق طرق أو دخول سيارة أخرى بشكل مفاجئ من طريق جانبي، أو عبور أحد المشاة أمام السيارة، تمثل كلها تحديات هائلة بالنسبة للسيارات ذاتية القيادة التي يتم التحكم فيها بواسطة أنظمة كمبيوتر، ويعتمد البرنامج على وحدات استشعار داخل السيارة تكون متصلة بالبرنامج الذي يقوم بعملية تحليل باستمرار، ويستطيع البرنامج التنبؤ بتحركات جميع العناصر المحيطة بالسيارة، بشرط أن تلتزم هذه العناصر بالتعليمات المرورية السليمة.