أمين عام «دور الإفتاء»: ربط العلوم الشرعية ب«الحديثة».. وإعداد جيل جديد من المفتين

قال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن إعداد جيل جديد من المفتين على قدر كبير من التأهيل والفهم للنصوص الشرعية والقدرة على إنزالها على أرض الواقع يأتى على رأس أولويات دار الإفتاء منذ سنوات، إيمانًا منها بأن التأهيل والتدريب وربط العلوم الشرعية بالعلوم الحديثة وفهم الواقع فهمًا رشيدًا السبيل الأمثل لضبط الخطاب الإفتائى وتجديده بما يتماشى مع الواقع المعاصر؛ ما يدعم استقرار المجتمعات.
وأضاف «نجم»، فى تصريحات أمس، أن دار الإفتاء حملت أمانة تجديد الخطاب الدينى والإفتائى وضبط بوصلته منذ أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ضرورة التركيز على هذه المهمة، وذلك من خلال العديد من المشروعات والمبادرات المهمة التى نفذتها وكان لها الأثر الواضح، ليس فقط على المستوى المحلى ولكن على المستوى الدولى كذلك، لافتًا إلى أن الدار اهتمت منذ سنوات اهتمامًا كبيرًا بتدريب وتأهيل المفتين، سواء فى مصر أو خارج مصر؛ وذلك لخلق جيل جديد من المفتين قادر على إدراك الواقع وفهم النصوص الشرعية فهمًا رشيدًا ومستنيرًا لإصدار الحكم الشرعى الصحيح، خاصة فى النوازل والمستجدات التى يواجهها المجتمع.
وأشار «نجم» إلى أن الدار أنشأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم،التى تعد كيانًا دوليًّا ومظلة جامعة لأكثر من 65 دولة من مختلف أرجاء العالم، وذلك من أجل توحيد الجهود والاجتهادات حول القضايا العالمية المهمة وتبادل الخبرات، وأيضًا تدريب المفتين من مختلف دول العالم، وكان آخرهم تخريج دفعة من أئمة روسيا فى ختام فعاليات المؤتمر العالمى ال6 للإفتاء الذى عقد أوائل الشهر الجارى، كما سبقهم تخريج دفعتين من أئمة بريطانيا، ودفعة من أئمة إفريقيا، وكذلك من جنوب شرق آسيا؛ ما يؤكد ويثبت الريادة الإفتائية المصرية فى العالم أجمع.
وتابع: «الدار كذلك لم تغفل قضية بناء الوعى المجتمعى، خاصة للشباب الذين هم أكثر استهدافًا من قِبل جماعات الظلام التى تسعى إلى نشر الشائعات وتزييف الوعى من أجل إثارة الاضطرابات فى المجتمع، فعملت على تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التى شوهتها الجماعات المتطرفة، مثل مفهوم الجهاد وتطبيق الشريعة وغيرهما من المفاهيم التى استلبتها الجماعات الإرهابية وروجت لها، وسعت إلى ذلك من خلال عدة وسائل وآليات متنوعة، بينها الفضاء الإلكترونى من خلال حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يبلغ عدد متابعى صفحتها ما يقرب من 12 مليون متابع».
وأوضح أن الشباب يحظى باهتمام كبير من قبل دار الإفتاء ومفتى الجمهورية، حيث بذلت الدار الكثير من الجهود من أجل تحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة والمغلوطة وتنمية الوعى لديهم، فعقدت المجالس الإفتائية بالتعاون مع وزارة الشباب بجميع محافظات مصر، العديد من الملتقيات، وذلك قبل انتشار فيروس كورونا، ورغم الجائحة لم تتوقف جهود الدار عن تحصين الشباب، حيث استغلت التحول الرقمى فيها بأن سخرت الوسائل التكنولوجية للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.