صمدت كرة القدم في وجه بندقية حركة طالبان وتصرفاتها الوحشية على مدى عقود، وانتقلت من الملاعب إلى الشوارع بعد التعدي على المستطيل الأخضر. ويعود نشاط كرة القدم في أفغانستان إلى عام 1933 حيث تم إنشاء اتحاد رسمي وتم قبوله في الفيفا بعد 15 عاما، وكانت أهم مشاركات المنتخب الأول في أولمبياد لندن 1984 قبل التوقف الإجباري بسبب الحرب السوفياتية. و يذخر سجل المواجهة المستمر بين الحركة المسلحة ولعبة الشعب الأفغاني المفضلة، بالكثير من المعارك إلا أننا نستعرض أبرزها في التقرير التالي: منع كرة القدم وتحويل الملعب إلى ساحة إعدام ارتبط ظهور حركة طالبان وسيطرتها على الأوضاع في أفغانستان بمحاربة الفنون والرياضيات وفي المقدمة كرة القدم، وحولت عدد من الملاعب إلى ساحات لتنفيذ أحكام الإعدام بالحضور الإجباري. وهو ما دفع امبير إسلام قائد المنتخب إلى القول «رؤية حركة طالبان لكرة القدم تتضح جلية في ملعب غازي أو استاد افغانستان الوطني فالملعب الذي بني عام 1923 في عهد أمان الله خام لممارسة كرة القدم يستخدم لتنفيذ عقوبات الإعدام بحصور الزامي». ولم تُثني هذه المحاولات الشعب الأفغاني عن الإنحياز إلى الساحرة المستديرة بممارستها في الشوارع والعودة بشكل أقوى كلما أتاحت الفرصة ذلك. وعبر كريس ماكدونالد عن فرحته بعودة الدوري الأفغاني أثناء الاختفاء المؤقت لحركة طالبان قائلاً «عندما يلعب رجال من قبائل مختلفة في نفس الفريق فهذا يعني الكثير هذا الدوري يوجه رسالة بوحدة الشعب خصوصا في بلد لم يعرف ابدا ذلك الشعور». تهديد طفولة عاشق ميسي انتشرت قبل سنوات صورة لطفل أفغاني يُدعى مرتضى احمد وهو يرتدي قميصًا مصنوعًا من كيس بلايستيك بالونين الأبيض والسماوي المميزين للمنتخب الأرجنتيني وكتب على ظهره ميسي. جذبت الصورة تعاطف الكثير من المتابعين حول العالم بسبب الظروف المادية التي يعاني منها الطفل وتفاعل النجم الأرجنتيني لونيل ميسي مع الطفل وأرسل له عدد من الهدايا كما دعاه رفقة أسرته لمقابلة في العاصمة القطرية الدوحة وهو ما تم بالفعل. استهدفت حركة طالبان أسرة الطفل أثناء الهجوم على مدينة غازتي المعروفة بالأغلبية الشيعية وهو ما أجبرهم على الهروب وترك محتويات المنزل بما في ذلك قميص مرتضى الذي تلقاه من ميسي. كرة القدم النسائية يتضاعف غضب وعنف طالبان تجاه كرة القدم عندما يتعلق الأمر بالممارسة النسائية وهو ما أجبر عدد من اللاعب على مغادرة البلاد. وتعرضت خاليدة بوبال لتهديدات بالقتل بسبب تكوينها أول منتخب كرة قدم نسائي في عام 2007، وهو ما دفعها إلى الهروب لدولة الدنمارك. وقالت في تصريحات صحفية «أشعر أن قلبي يتمزق لأنه بعد كل هذه الأعوام، عملنا لكي تظهر النساء في الواجهة والآن أطلب من كل نساء أفغانستان التزام الصمت والاختفاء. حياتهن في خطر، معظمهم غادرن منازلهن للعيش مع أهاليهن والاختباء لأن جيرانهن يعرفون أنهن لاعبات كرة قدم. إنهن يشعرن بالخوف، عناصر طالبان في كل مكان، ويتحركون في كل مكان ما خلف حالة من الخوف». إغتيال حلم لاعب المنتخب كان زكي أنواري لاعب منتخب أفغانستان بين ضحايا حادثة السقوط من الطائرة الأمريكية والتي شهدها مطارالعاصمة كابل مؤخراً. حاول أنواري الهروب من جحيم طالبان والنيران التي توجه ضد لاعبي كرة القدم بالذهاب إلى الولاياتالمتحدة ولكن حلمه تحطم هذه المرة بسبب قوانين الطبيعة. ولفت رحيل زكي أنواري النظر إلى حجم المعاناة التي يلقاها أبناء النشاط الرياضي في أفغانستان تحت حكم حركة طالبان. محاولات تحسين الصورة عالمياً قامت حركة طالبان بحضور مباراة لكرة القدم قبل الايام في مدينة هرت بين فريقي تاك إنريجي وهارت موني تشارجر، وفاز فريق أتاك بهدف دون رد. وظهر أفراد طالبان بأسلحة ثقيلة وقامو بتسليم الفريق الفائزجوائز وكأس وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل.