طالبان تتدخل لضبط الفوضى فى مطار كابول.. ومقتل 7 مدنيين

تواصلت حالة الفوضى العارمة في مطار كابول ومحيطه، وقتل 7 أشخاص في تدافع الحشود داخل المطار، أمس، مع تجمع عشرات الآلاف لمحاولة الفرار من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان، مع تكثيف دول العالم جهود إخراج رعاياهم ومدنيين أفغان.
وأكد مسؤول من طالبان، أمس، أن الحركة تسعى إلى توضيح تام لخطة خروج القوات الأجنبية وإدارة الفوضى خارج مطار كابول مهمة معقدة، وقال المسؤول لوكالة «رويترز»: «نريد وضوحا تاما بشأن خطة خروج القوات الأجنبية».
وأضاف أن قادة الحركة من المنتظر أن يعقدوا اجتماعات مع حكام أقاليم سابقين ومسؤولين حكوميين في أكثر من 20 إقليما من أقاليم أفغانستان ال34 خلال الأيام المقبلة، لضمان أمنهم والتماسا لتعاونهم، وأوضح «نحن لا نجبر أي مسؤول حكومى سابق على الانضمام لنا أو إثبات ولائه لنا، فلديهم الحق في مغادرة البلاد إذا أرادوا».
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن 7 أشخاص قتلوا في تدافع في مطار كابول، وإن «الأوضاع على الأرض في المطار لا تزال في غاية الصعوبة لكننا نبذل قصارى جهدنا لإدارة الوضع بأكبر قدر من السلامة والأمن»، وذكر شهود أن حركة طالبان فرضت النظام والانضباط حول المطار، وجعلت الناس يشكلون طوابير خارج البوابات الرئيسية ولم تسمح للحشود بالتجمع في محيطه، وأضافوا أن طوابير طويلة تتشكل على الرغم من أن الوقت كان مبكرًا للغاية.
وفى الوقت نفسه، تجمعت قوات حكومية سابقة في وادى بانشير المنطقة الجبلية الواقعة شمال كابول والمعروفة منذ فترة طويلة بأنها معقل لمعارضى طالبان، وأحد قادة هذا التحرك الذي سمى «جبهة المقاومة الوطنية» هو نجل القائد الشهير المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود، وصرح المتحدث باسم الجبهة بأن «جبهة المقاومة الوطنية» مستعدة «لصراع طويل الأمد» لكنها ما زالت تسعى للتفاوض مع طالبان حول حكومة شاملة، وقال على ميسم نظرى المتحدث باسم الجبهة إن «شروط اتفاق سلام مع طالبان هي اللامركزية، وهو نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع».
من جانبه، أكّد أحمد مسعود نجل القائد الأفغانى الراحل أحمد شاه مسعود، أنّه مستعد للمسامحة في دماء والده الذي اغتالته حركة طالبان عام 2019، إذا توفّرت شروط السلام والأمن في أفغانستان، ودعا إلى أهمية اتباع اللامركزية في نظام الحكم بأفغانستان وأوضح أنّه مستعدّ ومن خلال المفاوضات السياسية، لتشكيل مع طالبان حكومة شاملة تحارب الإرهاب، واعتبر أنّ أي حكومة أفغانية تتّسم بالتطرّف من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً، ليس لأفغانستان فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره. وكان مسعود أعلن أنه بعد سقوط كابول في يد طالبان، لجأ الآلاف من قوات الكوماندوز وضباط الجيش الأفغانى إلى إقليم بانشير معقل أحمد مسعود، وذكر أن الجنود الأفغان جلبوا معهم عشرات الآليات العسكرية والمدرعات والطائرات العسكرية، وكان أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغانى السابق، المقرب من مسعود، توجه إلى بانشير وأعلن من هناك أنه الرئيس الأفغانى بالإنابة بعد فرار أشرف غنى إلى الإمارات.
وفى الوقت نفسه، يسابق عشرات آلاف الأفغان، الزمن للهروب من البلاد، خشية الوقوع ضحايا لطالبان، ونصحت الولايات المتحدة وألمانيا رعاياهما في أفغانستان بعدم الذهاب إلى مطار كابول، وحذرتا من مخاطر أمنية مع احتشاد الآلاف سعيا إلى الفرار من البلاد، وقالت إن هناك احتمالات أن يشن تنظيم «داعش» الإرهابى هجمات على المطار، وقالت الحكومة الإسبانية إن الرئيس الأمريكى جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز اتفقا على استخدام قاعدتين عسكريتين في جنوب إسبانيا لاستقبال الأفغان الذين كانوا يعملون لحساب الحكومة الأمريكية، لحين ترتيب سفرهم إلى دول أخرى، بينما قال الاتحاد الأوروبى إنه «من المستحيل» إجلاء جميع المعرضين للخطر من طالبان.
ووصلت طائرة تقل 110 لاجئين أفغان وأسرهم إلى قاعدة عسكرية خارج مدريد، من بينهم 36 فردا كانوا يعملون لحساب الإدارة الأمريكية في أفغانستان، وأرجأت سويسرا رحلة طيران مستأجرة كانت ستقلع من كابول بسبب الفوضى عند المطار، وقال المستشار النمساوى المحافظ سيباستيان كورتس إنه يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان بعد أن استولت طالبان على السلطة، وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات البريطانية قامت بإجلاء 3821 شخصا من كابول منذ 13 أغسطس الجارى، بينهم 1323 شخصا وصلوا إلى بريطانيا، وقال وزير الخارجية البريطانية، دومينيك راب إن بريطانيا ستضطر للجوء إلى روسيا والصين لممارسة «تأثير معتدل» على طالبان، وأعلن مسؤولون أمريكيون أن واشنطن أبلغت شركات الطيران الأمريكية بأنها قد تصدر أوامر لها للمساعدة في نقل الأشخاص الذين يجرى إجلاؤهم من أفغانستان.
وشن الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب هجوما على طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والذى وصفه بأنه «أكبر مهانة في مجال السياسة الخارجية» تعرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها، وأنحى ترامب باللوم مرارا على بايدن في سقوط أفغانستان في أيدى طالبان، وقال ترامب في تجمع حاشد لأنصاره قرب كولمان بولاية ألاباما إن «انسحاب بايدن الفاشل من أفغانستان، أكبر إظهار مثير للدهشة لعدم الكفاءة الفادحة من قبل رئيس للبلاد ربما في أي وقت»، وقال: «هذا ليس انسحابا، هذا استسلام كامل، وكان يمكن أن نخرج بكرامة وبدلا من ذلك خرجنا بعكس الكرامة تماما».