«التهابات المخ» أخطر أعراضه: عدوى «الولادة» و«التقبيل» التى قد تؤدى لوفاة الأطفال

«الهربس» واحد من أشهر أنواع العدوى الجلدية التى تظهر على الأطفال، خاصة نتيجة عدم إدراك الأم والأب عوامل انتقال العدوى، وخطورة حدوث مضاعفات قد تؤدى إلى الوفاة خاصة لدى الأطفال حديثى الولادة.
ومع انتشار الفيروس بين عدد من الأطفال خلال الفترة الماضية، كان يجب أن يعرف الآباء أن «الهربس» نوعان، الأول يُصاب به المريض وتظهر عليه قرح الفم، وتحدث العدوى به عن طريق التقبيل أو التنفس، والنوع الثانى يصاب به المريض ويظهر على شكل قرح فى الأعضاء التناسلية.
وللوقاية من الإصابة بالعدوى التنفسية الصريحة، التى تأتى عن طريق التقبيل، يؤكد الدكتور محمد جميل، استشارى طب الأطفال وحديث الولادة، أنها تستلزم عدم اقتراب الأشخاص الغرباء من الطفل مسافة لا تقل عن متر، ولا يجب تقبيل الطفل والالتصاق به من جانب كل من يتعامل معه، خاصة بالنسبة للأشخاص من خارج الأسرة، لأن لأمراض التنفسية يسهل انتقالها وانتشارها.
وقال جميل ل«صحتك بالدنيا» إن هناك فيروسًا آخر أشبه بالهربس ويسمى «كوكساكى فيروس» ويؤدى أيضًا الى حدوث «قرحة» كالتى يحدثها الهربس، وينتقل باللمس والنفس، وبالتالى يجب على الأهالى الحذر، مطالبًا الأمهات بالتوجه فورًا إلى الطبيب حال اكتشاف ظهور قرح لدى أطفالهم خاصة فى منطقة الفم، لتشخيصها ووصف العلاج فورا.
وأضاف جميل: «الهربس مرض له نوعان معروفان، الأول يصاب به المريض وتظهر عليه قرح الفم، وتحدث العدوى به عن طريق التقبيل أو التنفس، والنوع الثانى يصاب به المريض ويظهر على شكل قرح فى الأعضاء التناسلية، ويعد النوع الثانى هو الأشهر فى الأطفال حديثى الولادة، حيث تنتقل العدوى من الأم المصابة بالهربس عبر القرح الموجودة فى أعضائها التناسلية، والتى يمر عليها الطفل خلال الولادة ليصاب بالعدوى وتظهر عليه الأعراض بعد أيام قليلة من ولادته».
وتابع: «تكون عدوى الهربس فى الأعضاء التناسلية، على شكل عدوى عامة أو قرح فى أجزاء مختلفة من الجسم، أو ارتفاع فى درجات الحرارة»، موضحًا أن انتقال الهربس للطفل عن طريق التقبيل لا يحدث كثيرًا لكنه موجود، لأنه من الصعب وجود شخص لديه قرح فى الفم ويقدم على التقبيل، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن بعض الأشخاص يصابون بالفيروس دون ظهور أعراض عليهم ويسببون العدوى للطفل.
وحول المضاعفات التى يمكن أن يسببها فيروس الهربس، أوضح استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، أنه من الممكن أن تصل إلى التهابات على المخ حتى الوفاة، حيث إنه من أشهر مسببات العدوى الفيروسية على المخ، وسواء انتقل المرض من الأم المصابة، أو عن طريق العدوى التنفسية فإنه يمكنه فى الحالتين التسبب فى التهاب على المخ.
وأشار جميل إلى أن هناك عدة عوامل تزيد من فرص العدوى، وحدوث مضاعفات تصل للدم والمخ وتسبب مشاكل صحية خطيرة، منها إذا كان الطفل ضعيف المناعة، أو وُلد لأم لديها مشاكل صحية كبيرة، أو كان وزنه عند الولادة أقل من الطبيعى، وعمره الرحمى أقل، وتعرض لمضاعفات ولم يتم وضعه فى الحضانة، فهذه العوامل كفيلة بزيادة فرص العدوى.
وشدد جميل على أن أى طفل عمره أقل من شهرين يصاب بهذه العدوى وتظهر عليه أعراض، لا يسمح له بالعلاج فى المنزل أو التعامل مع الموضوع ببساطة، كما أن ظهور أعراض مثل ارتفاع درجات الحرارة أو الكحة، يستوجب عزل الطفل فى مكان مخصص لذلك بالمستشفى.
وحول كيفية التمييز بين القرح العادية والهربس، يؤكد الدكتور محمد جميل أن التمييز صعب، ولا يمتلك الأم والأب الخبرة للكشف عن نوع العدوى والأفضل التوجه للطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق، خاصة أن هناك نوعًا من الطفح الجلدى المشهور لدى الأطفال المعروفة بالأكزيما، والتى يسهل على الطبيب تشخصيها بمجرد رؤيتها، فتكون عبارة عن نقط بيضاء أو حمراء على قاعدة حمراء فى الجلد، وهى مشهورة بين الأطفال ولا تكون قرحًا وإنما حبوب، لكن وجود قرح على الجسم يجب عدم التساهل معها.
ودعا جميل، إلى ضرورة فحص الأم جيدا قبل الولادة للتأكد من عدم وجود عدوى تناسلية أو مشاكل لديها، وفى حال وجود عدوى فإن الأفضل اللجوء للولادة القيصرية حتى لا يصاب مولودها بمشاكل، أما بالنسبة للوقاية من الإصابة بالعدوى التنفسية، فيجب عدم اقتراب الأشخاص الغرباء من الطفل مسافة لا تقل عن متر، وعدم تقبيل الطفل والالتصاق به، لأن الأمراض التنفسية يسهل انتقالها وانتشارها.