البابا تواضروس: الفقر الاختياري أحد مبادئ الحياة الرهبانية

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن الحياة الرهبانية لما نشأت في أحد مبادئها كان الفقر الاختياري أن الإنسان يتعلم الاكتفاء.
وقال البابا في اجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء اليوم، أحد القديسين كان يعيش في البرية ولما كان الناس يزوروه كانوا يعطوه هدية فيرفض أن يأخذها ويقول أنا مكتفي بما عندي فالناس يمشون متضايقين، ويذهب ناس آخرين يطلبوا منه حاجة فيقول لهم أنا لا أمتلك شيء فيمشون متضايقين، مضيفاً وقف يصلي بدموع لربنا ويقول له الناس التي تأتي وتقدم لي حاجة يمشون متضايقين لأني لا آخذ هذه الحاجة، والناس التي تأتي عشان تطلب حاجة يمشون أيضًا متضايقين لأن ليس لديّ حاجة أعطيها لهم، هؤلاء يتضايقون وهؤلاء يتضايقون فماذا أعمل.
وتابع البابا بكل بساطة ونقاوة الذي يقدم لك حاجة حطها في ركن والذي يحتاج حاجة قُل له يأخذ ما يحتاجه من هنا والنتيجة هي فرح الناس.
وواصل البابا يوجد إنسان عايش وكل فكره في الأرض والتراب والامتلاك وحب القنية، وآخر متعلم بالاكتفاء، لافتًا إلى أنه في كل الأحوال أنا تدربت على ذلك أشبع وأجوع وأكون بنفس المشاعر والسر هو وجود المسيح في قلب الإنسان هو الذي يعطيه الشبع في الحياة الروحية.
وقال البابا التدريبات في الحياة الروحية أحد الوسائط الروحية للإنسان كيف يمارسها ويكبر فيها، مضيفا يريد أن يقول أن القوة من شخص المسيح نفسه، كأن المسيح يدخل داخل الإنسان ويقوّيه ويحركه.
وتابع: «أمام الله لا يوجد مستحيل، هو فعلاً تعلم وتدرب لكن الذي يعطيه القوة هو المسيح رمز قوته وفرحته، مع الله لا توجد علامات استفهام وغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله وقصص ومعجزات كثيرة والتاريخ يشرح لنا أمور كثيرة مش ممكن تتم لكن الله تممها وكملها».
وقال البابا «قوة الله لا تفشل أبدًا وتبنى على المحبة التي لا تسقط أبدًا وتصنع من الإنسان كل شيء يعجز الإنسان عن تصوره أو يفكر فيه»، مضيفا «عندما نزرع شجرة تبدأ تمد جذورها في الأرض باحثة عن المياه والأملاح المطلوبة من أجل نموها، والبذور تلك مخفية ساق وأوراق والزهور والثمار وأهم جزء نحن لم نراه وهو الجزء الخفي في حياة الإنسان إيمانه، فطالما إيمانك قوي لا نراه لكننا نراه في الشجرة وثمارها هنا قوة الله يكون باستمرار ناجحًا وناميًا ومثمرًا ومزهرًا، والجذور تلك هي الإيمان القوي ومنه نستمد كل شيء الطاقة والمياه وكل عناصر الغذاء».
وأضاف البابا «الشجرة المغروسة التي تعطي ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر أبدًا«طول السنة خضراء»، مستطردا «وعود ربنا دائمًا لنا صادقة في الاعتناء بنا، الإنجيل كله رسائل ووعود لنا فثق إنها صادقة ولا تتغير.
«كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» كل الأشياء الحلوة والمرة، القريبة والبعيدة الله يأخذ كل ذلك ويحوله لخيرك.. بولس الرسول بيقدمها وهو في السجن ويخبر أننا كأهل الرعية».