«محمد. و»، شاب عشرينى، مدمن، لم تأخذه رحمة بطفلته الرضيعة «فريدة»، ذات ال7 أشهر، فحين حاول طعنها بسكين تلقت حماته- جدة الطفلة لأمها- 3 طعنات بدلًا من الصغيرة، وقالت له: «أنا هموت.. بس خد بنتك حافظ عليها»، إلا أنه ألقى بابنته وجدتها السيدة المُسنة بإحدى الترع بمنطقة الطريق الأبيض ببولاق الدكرور فى الجيزة.. «ماصعبتش عليه بنته.. غرّقها جنب حماته، ولما المباحث طلّعت الجثتين كانوا حاضنين بعض، وفى حالة تيبّس»، وفقًا لنعيمة مجدى، ابنة السيدة العجوز، والدة الطفلة المجنى عليها. بداية الواقعة، الثلاثاء الماضى، عندما اتصلت السيدة العجوز بطليق ابنتها، «محمد»، تطالبه بسداد 160 جنيهًا قسط قرض قيمته 2500 جنيه أخذه لشراء شقة إيجار جديد قبل انفصاله عن ابنتها: «يا ابنى عاوزة الفلوس علشان ممكن اتحبس وأنا ست كبيرة»، طالبها الشاب العشرينى بإرسال ابنتها «طليقته نعيمة» وابنتيهما «سجدة» و«فريدة»، على أن يعطيها المبلغ المالى، فقالت حماته بنبرة حاسمة: «مش هتقابل بنتى، هجيب لك بنت واحدة.. مش هقدر أشيل الاتنين»، حسبما ذكرت طليقة المتهم. وأضافت: «أمى غابت كتير قوى عند (محمد)، وعندما ذهبنا إلى منزله وسألناه: هى فين الحاجة وبنتك الصغيرة؟ ماطل كثيرًا، حتى اعترف محاولًا إبعاد الشبهة عنه: بصراحة ضربت حماتى على راسها، وبنتى ودِّيتها عند ناس معرفة فى دار السلام»، مؤكدة أن طليقها «لفِّفْنا معاه كل حتة.. ودّانا كرداسة والبدرشين وأبوالنمرس بزعم أنه ضرب أمى هنا، وبعد ساعات من البحث حتى اليوم التالى فوجئنا بصديق (محمد) يخبرنا: ريّحوا بالكم.. بلّغوا البوليس.. هو قتل حماته وبنته.. أنا استدرجته فى الكلام وعرفت اللى حصل»، وهو ما حدث، فاعترف المتهم بجريمته. تحكى «نعيمة» والدموع تسبق كلامها أن طليقها تقابل مع أمها وابنتها «فريدة»، واستدرجهما إلى الطريق الأبيض، حيث لا أحد يمر من هناك، وكان الوقت ليلًا والظلام يخيم على المكان، «مسك بنتى الأول وحاول يضربها بالسكين، وأمى تلقت الطعنات بدلًا منها، وقالت له: بنتك ملهاش ذنب، فغرّق الاتنين». اعترافات «محمد» نزلت كالصاعقة على طليقته «نعيمة» وأفراد عائلتها، فقال وهو يمثل جريمته: «ضربت حماتى 3 طعنات بالسكينة لما حاولت تفادى بنتى (فريدة)، وبعدين لما لقيت فيهم الروح غرّقتهم فى الترعة». تنهار «نعيمة» فى البكاء، ويداها تدوران فى حركة هستيرية تلطم خديها، وتقول: «ماصعبتش عليه بنته، ده أمى كانت بتنام على الأرض وتنيِّمه على سريرها لأننا كنا عايشين 3 سنين عندها فى البيت». وأضافت أن طليقها «كان عاوز يقتلنى أنا وبناتنا الاتنين، اتضايق من طلاقنا»، تُطالع صورة ابنتها الرضيعة «فريدة»، طابعة قبلة عليها، ثم تحكى: «كان عاوزنى أجهضها لما حملت فيها ورفضت، بحجة انه يعرف يصرف على بنتنا الكبيرة (سجدة)». وأشارت إلى أنه رغم زواجها من المتهم عن حب، فإنها انفصلت عنه بالطلاق مؤخرًا، لافتة إلى أنه كان بائعًا على «فرشة ملابس» بسوق العتبة، وتم حبسه 9 أشهر «علشان مشكلة مع ناس»، ولما خرج فوجئت به يتعاطى مخدرات «بودرة»، وعاطل عن العمل، فذهبت به للعلاج بمصحة، لكنه عاد إلى الإدمان، و«كنت بخرج اشتغل فى محل ملابس علشان أصرف على العيال، ومكانش عندنا شقة.. كنا بننام عند أمى، اللى خدت له قرض لتأجير شقة». وفى أول مقابلة لها بالمتهم بعد الجريمة، أثناء تجديد حبسه 15 يومًا احتياطيًا، وجهت «نعيمة» كلامها إليه: «حرقت قلبى»، فلم يُجِبْ، وطالبت بالقِصاص للضحيتين بالقانون.