اقتربت مشكلة الأدوية والأجهزة الطبية التي كانت تستخدم بالمستشفيات الميدانية طيلة فترة الاعتصام بميدان التحرير من الحل، وذلك بعد إعلان مسؤولي المستشفيات تسليمها إلى «بنك الشفاء» التابع ل«بنك الطعام المصري»، لتنتهي بذلك المشكلة التي استمرت لأيام تعرضت فيها الأدوية للسرقة أكثر من مرة. ونشرت اللجنة الإعلامية لأطباء التحرير، على صفحة الحركة على «فيس بوك»، بيانا، أعلنت فيه أن أدوية ومستلزمات وأجهزة مخزني عمر مكرم، التي كانت بحوزة إدارة المسجد وإمامه الشيخ «مظهر شاهين» وبعد جردها سيتم تسليمها قريبا إلى «بنك الشفاء». وأضاف البيان : أن القرار جاء بناء على توافق غالبية أطباء المستشفيات الميدانية والجمعية أيضاً، حيث سيتم تسليم عهدة المخزون لبنك الشفاء على سبيل الأمانة لاستخدامه في علاج مصابي التحرير والمحتاجين، وتحت رقابة ممثلين من أطباء المستشفيات الميدانية وشخصيات عامة وأهالي الشهداء والمصابين. كانت دكتورة منى مينا، أحد أطباء الميدان، قد أعلنت عبر صفحة «أطباء التحرير» على «فيس بوك»، أن الأدوية كانت ستؤول كأمانة إلى نقابة الأطباء التي طالبت بأن يكون لها صلاحية التصرف في الدواء إذا لم يحتاجه الثوار في مدى زمني محدد، وهو ما رُفض بالإجماع، لرغبتهم فى توجيه الأدوية باسم ثوار و شهداء التحرير للمرضى، وهو ما وافق عليه «بنك الشفاء» على أن توجه الأدوية الزائدة عن استخدام الميدان ، والبعيدة عن الاستخدام في أية صدامات محتملة للتوزيع عن طريقهم كهدية من ثوار التحرير للعيادات الخيرية بالمناطق الشعبية. وأضافت منى مينا: «بعد هذا الاتفاق نشبت حول المكان مشاجرات كثيرة مفتعلة، أثارت شكوكنا أن هناك هجوم متوقع من البلطجية لسرقة الأدوية، لذلك طالبنا الشيخ مظهر شاهين المسئول عن المسجد بإغلاق المكان، على أن يظل العلاج في عهدته لحين نقله». يأتى هذا بينما شهدت «مستشفى كنتاكي» إحدى المستشفيات الميدانية الموجودة بالميدان، اعتداءات متوالية على مدار الأيام الماضية من مسلحين مجهولين، أسفرت عن تحطم العيادة وبقاء الأدوية ليومين على الرصيف بموقع العيادة، ليتم ترحيل جزء منه، الثلاثاء، إلى مقر اعتصام مجلس الوزراء، حتى تم الإعلان منذ ساعات عن قرار بتسليمها إلى بنك الطعام أيضا. ويقول المهندس نادر ثروت، أحد المساعدين بالمستشفى، بدأت الاعتداءات منذ أيام، حينما اقتحم حوالى 60 شخصاً العيادة مستخدمين الشوم والأسلحة البيضاء، مما أدى لتحطم العيادة كاملة، وبعد تكرار الاعتداءات خشينا من حدوث ضرر للأدوية، وعرضت علينا حركة 6 أبريل توفير مكان لها، وبعدما اتفقنا مع أمن الميدان على ذلك فوجئنا أثناء تحميل السيارة بحوالي 300 شخص منهم من يحمل عصى يصيحون «حرامي» وتعدوا علينا لفظيا واتهمونا بالسرقة، وأصروا على إنزال الأدوية التى بقيت على الأرض لأيام. ويروى إبراهيم رشاد، أحد مسؤولي تأمين الميدان، إحدى محاولات البلطجية لسرقة الأدوية، قائلاً: بدأ الهجوم ومحاولات الاستيلاء على الأدوية منذ الأسبوعين الماضيين مستغلين قلة العدد بالميدان، وفى إحداها دخل البلطجية الميدان كأفراد عاديين جدا بعد تفتيشهم، لنفاجأ فى منتصف الليل بسيارة نصف نقل بيضاء اللون تدخل الميدان وحاول أفراد تابعين لها سرقة مخزن «عمر مكرم» فقمنا بحصارهم وسلمناهم للشرطة. ويكمل : «هؤلاء أشخاص مأجورين من الفلول، وما يتردد عن محاولات الأطباء سرقة الأدوية هو كلام مغرض للوقيعة وبث الفتنة بين أفراد الميدان».