ترحيب بإعلان «بايدن» إنهاء المهام القتالية للقوات الأمريكية في العراق

وقَّع الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى اتفاقًا يُنهى رسميًا المهمة القتالية الأمريكية فى العراق بنهاية 2021، لكن القوات الأمريكية ستظل تعمل هناك فى دور استشارى وتدريب القوات العراقية، وهو ما رحبت به العديد من فصائل الحشد الشعبى الشيعية المسلحة الموالية لطهران فى العراق.
واعتبر تحالف الفتح- وهو تحالف سياسى مشارك فى البرلمان العراقى يشكّل الواجهة السياسية للحشد الشعبى- فى بيان أن «خروج القوات القتالية بشكل كامل خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة»، وأعرب عن أمله فى أن تتم «متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملى» من قبل المسؤولين.
ورحب الزعيم الشيعى النافذ مقتدى الصدر بالإعلان، معربًا عن شكره ل«المقاومة العراقية» وللكاظمى، كما رحب الرئيس العراقى برهم صالح فى تغريدة على «تويتر»، بنتائج «الحوار الاستراتيجى» بين واشنطن وبغداد، معتبرًا أنها «مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية».
ويأتى الاتفاق بين بايدن والكاظمى فى وقت حساس سياسيًا بالنسبة للحكومة العراقية، وقد يشكل دعمًا لبغداد، ويواجه الكاظمى ضغطًا متزايدًا من الأحزاب المتحالفة مع إيران والفصائل المسلحة التى تعارض الدور العسكرى الأمريكى في البلاد.
واجتمع بايدن والكاظمى فى المكتب البيضاوي في أول مباحثات مباشرة بينهما فى إطار حوار استراتيجى بين الولايات المتحدة والعراق، مساء أمس الأول.
ويوجد فى الوقت الراهن 2500 جندى أمريكي في العراق، تتركز مهامهم على التصدى لفلول تنظيم «داعش»، وسيتغير الدور الأمريكى فى العراق بالكامل ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقى للدفاع عن نفسه، وليس من المتوقع أن يكون لهذا التحول تأثير كبير، لأن الولايات المتحدة بدأت تركز بالفعل على تدريب القوات العراقية، غير أن اتفاق إنهاء المهمة القتالية فى العراق يأتى بعد قرارات بتنفيذ انسحاب غير مشروط من أفغانستان وإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية هناك بحلول نهاية أغسطس المقبل.
وبهذا، يمضى الرئيس الديمقراطى فى إنهاء المهام القتالية الأمريكية رسميًا فى الحربين اللتين بدأهما الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش قبل نحو عقدين من الزمن. وقال بايدن: «نتطلع إلى أن نشهد انتخابات فى العراق فى أكتوبر».
وستقدم الولايات المتحدة 5.2 مليون دولار للمساعدة في تمويل بعثة للأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات.
وكان تحالف دولى تقوده الولايات المتحدة غزا العراق في مارس 2003 بناء على اتهامات بأن حكومة الرئيس العراقى، صدام حسين، تمتلك أسلحة دمار شامل، وأطيح بصدام من السلطة لكن لم يُعثر على مثل تلك الأسلحة، وفى السنوات الأخيرة تركزت المهمة الأمريكية على المساعدة فى هزيمة متشددى تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا.
من جهة أخرى، قال الكاظمى إنه يريد أن تحل شركة أمريكية أخرى محل إكسون موبيل عندما تغادر العراق، وتسعى إكسون، التى خططت فى 2019 لإقامة مشروع تكلفته 53 مليار دولار لزيادة إنتاج النفط العراقى، لبيع حصتها البالغة 32.7% فى حقل غرب القرنة 1، أحد أكبر حقول النفط العراقية. وأكد الكاظمى أن إكسون موبيل تدرس الخروج من العراق لأسباب تتعلق بممارساتها وقراراتها الإدارية الداخلية وليس بسبب الوضع في العراق.
كان وزير النفط العراقى إحسان عبدالجبار قال، فى مايو الماضى، إن العراق يدرس شراء حصة إكسون موبيل فى غرب القرنة 1 عن طريق شركة نفط البصرة المملوكة للدولة.