ظل حلم إقامة قناة ملاحية تصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر يراود كثيرا من الحكام الذين تعاقبواعلى مصر وإن لم تصل بين البحرين بشكل مباشر، وفى 1840وضع المهندس الفرنسى بلفون مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين حال دون تنفيذه التخوف من اختلاف منسوب البحرين. وفى عهد محمد سعيد باشا تمكن دليسيبس من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وتم الاكتتاب في أسهم الشركة وتمكن دليسيبس بعدها من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها وفى 25إبريل 1859 ضرب دليسيبس أول معول إيذاناً ببدء الحفر،ثم قام سعيد في 12إبريل 1861بزيارة الميناء الذي حمل اسمه فيما بعد (بورسعيد)وفى أواخر1861قام بزيارة مناطق الحفر بجواربحيرة التمساح واختارموقع المدينة التي ستنشأ بعد ذلك والتى حملت اسم الإسماعيلية، فلما تولى الخديو إسماعيل فى1863 تحمس للمشروع. وفى 18مارس 1869 وصلت مياه البحر المتوسط إلى البحيرات المرة وفى 15أغسطس ضربت الفأس الأخيرة في حفرالقناة والذى تكلف 369مليون فرنك فرنسى وعمل فيه نحو المليون،مات منهم أثناء الحفر 125 ألف عامل وفى16نوفمبر1869أقام الخديو إسماعيل حفل افتتاح اسطوري دعا فيه أباطرةوملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح الذي تم في 16نوفمبر 1869ثم تعرضت للإغلاق أكثر من مرة كان آخرها بسبب حرب عام 1967، إلى أن أعيد فتحها للملاحة في 5 يونيو عام 1975.وقبل انتهاء سنوات الامتياز بحوالى 12 سنة و«زى النهارده»فى26 يوليو 1956أعلن الرئيس عبدالناصر القرار الجمهورى بتأميم شركة القناة شركة مساهمة مصرية لتمويل مشروع السد العالى ولكى تكون مصدرا للدخل القومى للمضى في تطوير البلاد،وقد جاءت الترتيبات السابقة لقرارالتأميم بدقائق محكمة للغاية وكان عبدالناصر قد كلف محمود يونس بالاستيلاء على شركة قناة السويس وكان عليه إعداد كل شىء انتظاراً لخطاب الرئيس في ليلة 26 يوليو وكانت كلمة السرفى خطاب الرئيس هي كلمة ديليسبس التي كررها ناصر 16 مرة وتحرك يونس ومن معه بعد سماعها وكان قد أخذ قليلاً من الرجال تأكيداً على السرية ولم يكن يعلم من معاونيه بطبيعة المهمة غير ثلاثة أفراد وما أن انتهى عبدالناصر من خطابه حتى كانت شركة قناة السويس تحت السيطرة المصريةوقد حدا هذا التأميم بإنجلترا وفرنسا وإسرائيل بخوض حرب ضد مصر وأغلقت القناة ثم أعيد افتتاحها في 1957 وعقب انتصار6 أكتوبر 1973 أعاد السادات افتتاحها في 5 يونيو 1975.