إسدال الستار على أزمة «إيفر جيفن».. والسفينة تغادر

اُسدل الستار على أزمة السفينة «إيفر جيفن»، والتى جنحت فى قناة السويس قبل نحو 3 أشهر، إذ شهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، الأربعاء، توقيع الاتفاقية المبرمة بين الهيئة وممثلى التوكيل الملاحى «إيفر جرين» للحصول على التعويض المتفق عليه ومغادرة السفينة لحظة توقيع العقد.
وعبرت السفينة «إيفر جيفن» قناة السويس، عقب توقيع الاتفاقية من أمام المنصة التى شهدت احتفال قناة السويس بتوقيع اتفاقية التعويض والذى تم التأكيد على سرية بنوده.
وأعرب رئيس هيئة قناة السويس عن سعادته وفخره بالتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة السفينة التى جنحت فى القناة مارس الماضى، وتسببت فى تعطيل حركة الملاحة على مدار 7 أيام، مشيرًا إلى أنه عقب نجاح أبناء الهيئة بدعم من القيادة السياسية ومتابعة مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تعويم السفينة وإعادة فتح القناة أمام حركة الملاحة العالمية، بدأت عملية من نوع آخر، هدفها الحفاظ على حقوق قناة السويس جراء ما تحملته من خسائر بسبب توقف الملاحة من جانب، وما قامت به من أعباء جسام نحو إنقاذ السفينة الجانحة من جانب آخر، وما اتخذته من إجراءات لإعادة حركة الملاحة إلى وضعها الطبيعى من جانب ثالث.
وأشار إلى أنه تم التوصل إلى الإجراء القانونى المناسب الذى يضمن لهيئة قناة السويس تعويض ما تكبدته من خسائر جراء الحادث، وضمان استمرار التعاون والتواصل مع ممثلى الشركة المشغلة للسفينة والشركة المالكة، بما ينعكس إيجابياً على علاقة الهيئة بشركائها الاستراتيجيين وثقتهم فيها، والحفاظ على أواصر العلاقات الطيبة التى تربط مصر بالدول التى تتبعها السفينة سواء من حيث العلم أو الملكية، وهى علاقات استراتيجية، تحرص عليها مصر كما تحرص عليها الدول المعنية.
وتابع: «انطلاقاً من هذه المبادئ، وتأكيداً على أن لغة الحوار هى السبيل الأمثل للتفاوض الجاد القائم على حرص الطرفين على العلاقات الوثيقة بينهما وتغليب المصلحة العامة، فقد استمرت المباحثات ما بين اللجنة الممثلة لهيئة قناة السويس وممثلى ملاك السفينة ونادى المملكة المتحدة للحماية والتعويض، على مدار 3 أشهر، حتى تم التوصل إلى الاتفاق الذى يحقق العدالة ويُعلى مصلحة الطرفين، ويقدم دليلاً واضحاً على تمسك هيئة قناة السويس بما عرف عنها على مدار تاريخها من حرص على كافة شركائها من مختلف أنحاء العالم مع الحفاظ الكامل على حقوقها».
وقال: «إننى إذ أعلن التوصل إلى الاتفاق الذى يتيح المجال لإعطاء الأمر باستئناف رحلة السفينة، منهياً أزمة استمرت لأكثر من 3 أشهر، أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى كان دعمه المتواصل فى جميع مراحل الأزمة هو الدافع الحقيقى وراء كافة الإنجازات التى تحققت سواء فى تعويم السفينة أو إزالة آثار تعطل الملاحة أو التوصل للاتفاق الحالى لإنهاء الأزمة».
ووجه الشكر إلى رجال هيئة قناة السويس، مشيرًا إلى أنهم أثبتوا قدرتهم على مواجهة كافة التحديات، وواصلوا العمل ليل نهار من منطلق حرصهم على إعلاء مصلحة وطنهم، ولم يتوانوا عن بذل كل ما يستطيعون من جهد لإنجاز ملحمة جديدة على ضفاف القناة، الأمر الذى شهد له العالم أجمع، كما وجه الشكر إلى اللجنة الممثلة لهيئة القناة التى بذل أعضاؤها جهوداً حثيثة فى عملية تفاوض ماراثونية وصولاً إلى الاتفاق الذى يرضى جميع الأطراف.
وأوضح: «أؤكد للعالم أن هيئة القناة، التى تدير الشريان الملاحى الأهم عالمياً، ستبقى دائماً قادرة على تقديم خدماتها بأحدث التقنيات لجميع أنواع السفن بمختلف أجيالها وأنواعها وحمولاتها، وستبقى قناة السويس دوماً هى الضمانة الحقيقة لانتظام حركة التجارة والاقتصاد والتنمية فى مختلف أنحاء العالم، وهذا الصرح المصرى العتيد سوف يظل حريصاً على مواصلة التطور والتحديث بلا توقف، كما أود أن أتقدم بالتهنئة إلى الشركاء فى هذه الأزمة، الشركة المالكة للسفينة، ونادى المملكة المتحدة للحماية والتعويض، مقدراً ما قاموا به من جهد وما كانوا حريصين عليه من تفهم لطبيعة الأزمة، الأمر الذى هيأ المناخ الملائم للتوصل إلى هذا الاتفاق».
وأكد الفريق أسامة ربيع أن مبلغ التعويض المتفق عليه يُسدد على دفعتين، حيث تم بالفعل سداد الجزء الأكبر قبل مغادرة السفينة والدفعة الثانية سيتم سدادها خلال الشهر الجارى.
وأضاف ربيع أن مفاوضات التسوية بين هيئة القناة والشركة المالكة للسفينة كانت شاقة، ولكن برغبة حقيقية من الجانبين للتوصل إلى حل يحقق مصلحة الجميع ويحافظ على علاقة العمل المتميزة بين الطرفين.
وكشف ربيع أنه ضمن بنود الاتفاق حصول الهيئة على قاطرة تحصل عليها الهيئة من الشركة، وقال إن الهيئة نجحت بعد تحرير السفينة فى استعادة الحركة بالقناة، حيث نجحت الفرق فى تسهيل عبور 422 سفينة كانت تنتظر فى مدخلى القناة الجنوبى والشمالى خلال أربعة أيام فقط، وبمتوسط 100 سفينة يوميًا.
وشدد ربيع على أن تطوير وتعميق المجرى الملاحى للقناة وازدواج المسارات هى استراتيجية مستمرة للهيئة بصرف النظر عن أزمة السفينة.
وقال إن الهيئة دعمت قدراتها بالكراكة مهاب مميش التى دخلت الخدمة، وهى الأكبر فى الشرق الأوسط، والكراكة حسين طنطاوى التى تصل خلال الشهر القادم بجانب سفينة إنقاذ.
من ناحية أخرى، أعرب نادى الحماية والتعويض البريطانى عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق مُرضٍ بين الأطراف المعنية فى أزمة احتجاز السفينة البنمية «إيفر جيفين».
وقال نادى الحماية والتعويض البريطانى، فى بيان له، إنه وبعد اجتماعات مكثفة مع لجنة التفاوض فى هيئة قناة السويس والعديد من جلسات الاستماع، تم إحراز تقدم جيد والاتفاق على الحل الرسمى.