وفد «النواب» يتفقد ثاني منطقة حجيج مسيحية في العالم بالإسكندرية (صور)

بدأ وفد من لجنة الثقافة والإعلام والآثار في مجلس النواب، زيارة رسمية إلى الإسكندرية، الثلاثاء، وتستمر حتى الخميس، يجرى خلالها تفقد المواقع الأثرية التي تجرى بها مشروعات حماية ودرء خطورة وتطوير، للوقوف على معدلات التنفيذ وطبيعة الأعمال والاطمئنان على الأوضاع.
واستهل الوفد زيارته بمنطقة أبومينا العجائبى في الكينج مريوط غرب الاسكندرية، والتى تعد ثانى منطقة حجيج مسيحية في العالم، والأثر المسيحي الوحيد المسجل ضمن اليونسكو في مصر، والأثر رقم 90 على مستوى العالم في مناطق التراث العالمى، والذى تم وضعه على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية ما يهدد بضياع المنطقة، حيث يجرى تنفيذ مشروع لخفض المياه الجوفية يتم تنفيذه على مرحلتين.
واستقبل الوفد لدى وصوله دير مارمينا العجائبى الأنبا كيرلس أفامينا أسقف ورئيس الدير، والراهب القمص تداوس افا مينا، منسق العلاقات بين وزارة الآثار والكنيسة ومسؤول عن الآثار بدير مارمينا العجائبى في الاسكندرية، حيث ضم الوفد 7 من أعضاء اللجنة في مجلس النواب، رافقهم العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لقطاع المشروعات، والدكتور حسام عبدالباسط مدير الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الاسكندرية والساحل الشمالى، ومحمد متولى عام آثار الإسكندرية الاسلامية، ومحمد عبدالرسول، مدير عام آثار أبومينا.
واستمع الوفد إلى شرح وافى لمشروع خفض المياه الجوفية الذي يجرى تنفيذه في الموقع من داخل الكنيسة الأثرية، قدمه استشارى المشروع الدكتور ممدوح الستاوى، الأستاذ بمعهد بحوث المياه الجوفية، شمل تفاصيل مشروع خفض منسوب المياه الجوفية والبرنامج الزمني لانتهاء المشروع والرؤية المستقبلية للمدينه، ووضع مدينة ابو مينا على قائمه الزيارات السياحية بالاسكندرية.
وقال «الستاوى» خلال زيارة الوفد، أنه جرى الانتهاء من 80% من مشروع تخفيض المياة الجوفية خاصة قبر القديس أبومينا على أن يتم الانتهاء من المشروع أكتوبر المقبل، ومدة التشغيل التجريبي لمدة سنة.
وقال الراهب القمص تداوس افا مينا، منسق العلاقات بين وزاره الاثار والكنيسة ومسؤل عن الآثار بدير مارمينا العجائبى في الاسكندرية،والذى كان في استقبال الوفد واستضافتهم مع الاسقف العام، أن منطقة أبو مينا الأثرية تقع غرب مدينة الإسكندرية، وعلى بعد 12 كم من مدينة برج العرب، وترجع إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين.
وأوضح ل«المصرى اليوم»، أنه كانت منطقة أبو مينا في الماضي قرية صغيرة اكتسبت شهرتها من وجود مدفن القديس مينا، وفي أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر، وتضم المنطقة منشآت عديدة متنوعة منها قبر مار مينا ومركز الحج والكنيسة الكبرى وتم تسجيلها كموقع أثري طبقًا للقرار رقم 698 في عام 1956م، وفي عام 1979م تم تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأشار القمص تداوس إلى أن المنطقة ككل تبلغ مساحتها 978 فدانا، وأن موقع أبومينا الذي تجرى به الأعمال يبلغ مساحته 300 فدان فقط، تشمل مجمع الكنائس وتضم البازيليكا الكبرى وكنيسة المدفن والمعمودية وقبر القديس مينا وفناء الحجاج والحمام الشمالى والمزدوج والمعاصر.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الآثار، ل«المصرى اليوم»، أن مشروع خفض المياه الجوفية لابو مينا يقع على مرحلتين، الأولى شملت استبدال الابار التالفة وعددها 170 بئرا، ورفع كفاءة خطوط الطرد وإنشاء آبار جديدة حول القبر بواقع 13 بئرا، مهمتها خفض المياه حيث يتم تنفيذ 3 مراحل لأى بئر جديد قبل التشغيل تشمل إنشاء الآبار ثم تنميتها بالماء كتجربة ثم اختبارها في شكلها النهائي قبل الاعتماد والمرحلة الثانية تشمل تعديل خطوط الطرد وعمل خطوط طرد للآبار ال13 الجديدة الموجودة بمحيط قبر القديس مينا لرفع المياه منه.
ويأتي تنفيذ المشروع في أعقاب قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، بإدراج المنطقة الأثر المسيحي الوحيد المسجل ضمن اليونسكو في مصر، على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية ما يهدد بضياع المنطقة.
كانت وزارة السياحة والآثار تعاقدت على شراء 170 طلمبة رفع مياة بتكلفة 15 مليون جنيه لخفض منسوب المياة الجوفية في المنطقة الأثرية بدير القديس مارمينا العجائبى والتى تغمرها المياة منذ سنوات تصل إلى أكثر من 6 أمتار .