مباحثات تمهيدية بين «فتح» و«حماس» فى القاهرة قبل الحوار الشامل

يبدأ وفدا حركتى «حماس» و«فتح»، خلال ساعات، جلسات الحوار الوطنى الفلسطينى برعاية مصرية فى القاهرة، لبحث إنهاء الانقسام الفلسطينى، وتحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطينى، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإمكانية التوصل إلى تهدئة طويلة الأجل بين «حماس» وإسرائيل، وإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى بينهما، كما يبحث إجراء الانتخابات الفلسطينية التى تم تأجيلها، وتشكيل حكومة وحدة، وإعادة تنظيم منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك قبل أن ينطلق الحوار الفلسطينى الشامل، السبت المقبل، بحضور الفصائل الفلسطينية الأخرى التى وجهت لها مصر دعوة رسمية لحضور المباحثات.
وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح»، صبرى صيدم، مساء أمس الأول، إن وفود الفصائل الفلسطينية الأخرى ستصل القاهرة تباعًا، بناء على دعوة مصر كافة الفصائل، وأضاف أن «وفد حركة (فتح) يرأسه أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، وعضوية أحمد حلس، وروحى فتوح»، موضحًا أنه «سيتم بحث إعادة ترتيب البيت الفلسطينى، والعمل على إنهاء الانقسام الفلسطينى، ووضع خارطة طريق لمواجهة التحديات القائمة»، وأكد أن حركته تدعم أى جهد لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.
ووصل وفد «حماس» إلى القاهرة برئاسة رئيس مكتبها السياسى، إسماعيل هنية، وقالت «حماس» فى بيان إن وفدها «وصل القاهرة تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء حوارات فى مختلف التطورات السياسية والميدانية، خصوصًا فى ظلال معركة سيف القدس»، ويضم الوفد نائب رئيس الحركة الشيخ صالح العارورى، ونائب رئيس مكتب الخارج موسى أبومرزوق، وأعضاء المكتب السياسى عزت الرشق، ومحمد نزال، وروحى مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين.
وكشف الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم، أمس، إن «اجتماعات القاهرة ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل، سبقها زيارة خاصة لإسماعيل هنية لاستكمال العديد من الملفات بدعوة مصرية»، وأضاف أن ملفات مهمة تبحثها زيارة هنية، فى مقدمتها العلاقات الثنائية بين «حماس» والقاهرة بما يخدم شعبنا، وأكد أن «حماس» معنية بعلاقة قوية مع مصر لدعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة، وتابع: «تبحث الزيارة كذلك كيفية لجم عدوان واستفزاز الاحتلال واعتدائه على المقدسات، ودور مصر فى التخفيف عن أهل غزة وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ودورها فى ترتيب البيت الفلسطينى»، واعتبر أن رؤية «حماس» هى رؤية غالبية الفصائل وتتمثل بإعادة ترتيب أشمل وأوسع فيما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ويجب أن تضم المنظمة الكل الفلسطينى، وأكّد أن الإعمار حق لشعبنا ولن نسمح بابتزاز شعبنا فى موضوع الإعمار، ولن نربط الإعمار بأى ملفات أخرى كصفقة تبادل أو موقف سياسى، وأضاف أن «حماس» أبلغت الأطراف أنها جاهزة لتسهيل الإعمار وهى معنية بأن يصل المال المتعلق بالإعمار لمستحقيه.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة «حماس»، عبداللطيف القانوع، إن الحركة جاهزة لبدء مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة وأضاف، أمس، أن الاحتلال غير جاهز بسبب الأزمة السياسية التى تعصف بإسرائيل، وقال القانوع: «نحن فى حماس مصرون على إبرام صفقة تبادل يتم من خلالها الإفراج عن الأسرى الأبطال، ولا يمكن ربط ملف الأسرى بأى قضية أخرى». فى حين نقلت صحيفة «إسرائيل هايوم» الإسرائيلية عن مسؤول كبير فى «حماس» قوله إن الوسطاء المصريين أكدوا للحركة أن إسرائيل ستسمح بنقل المنحة المالية إلى غزة نهاية الأسبوع الجارى أو على أبعد تقدير بداية الأسبوع المقبل.
وأفادت مصادر فلسطينية فى تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية بأن وفدى «حماس» و«فتح» يعقدان اجتماعات منفصلة مع المسؤولين المصريين، وستعقد جولة من المحادثات بين وفد «حماس» والمسؤولين الأمنيين المصريين حول صفقة الأسرى والهدنة فى غزة، وأضافت المصادر أنه يتوقع أن تطرح مصر فى جلسات الحوار الوطنى الفلسطينى مبادرة لمصالحة فلسطينية داخلية.
وقالت مصادر فلسطينية فى تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية إن مباحثات القاهرة ستتناول 3 ملفات أساسية وغيرها من القضايا، وتشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية مقبولة دوليًا، وتثبيت التهدئة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وأضافت أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى يدعمان حكومة فلسطينية مقبولة دوليًا، بشرط أن تقبل «حل الدولتين»، وتنبذ العنف وتلتزم بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأشارت إلى أن قبول الحكومة دوليًا هو شرط ضرورى من أجل الحصول على المساعدات الغربية لإعادة إعمار غزة، ولفتت إلى أن الأطراف الدولية تريد لهذه الحكومة أن تكون مقبولة من «حماس»، لتتمكن من العمل فى قطاع غزة دون عراقيل.
وقال رئيس الوزراء الفلسطينى، محمد أشتية، أمس، إنه يأمل أن تتوج لقاءات القاهرة بين الفصائل بالنجاح، «لطى صفحة الانقسام وإغاثة غزة، والبناء على ما حققه شعبنا من تضامن دولى، بما يعزز الوحدة الوطنية»، وأكد أن حكومته ستنفذ عملية إعادة إعمار القطاع وبدأت حصر الدمار الذى خلفه العدوان الإسرائيلى، مشيرًا إلى أنه «سيتم تشكيل فريق من الوزراء والمجتمع المدنى والقطاع الخاص لمتابعة عملية إعادة الإعمار، وتم الاتفاق مع جميع دول العالم على أن إعادة الإعمار ستتم من خلال الحكومة الفلسطينية».
ونفت «حماس» الادعاءات الإسرائيلية حول «استخدامها برج الجلاء الذى دمرته إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة لتطوير قدرات التشويش على عمل نظام القبة الحديدية»، وقال الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم: «تكرار جيش الاحتلال أكاذيبه لوجود مكاتب لحماس فى برج الجلاء، محاولة فاشلة لتبرير جريمته باستهداف برج مدنى يحوى مكاتب صحفية لقنوات ووكالات عالمية».