«الذكاء يحول القبح جمالًا» مقولة للفيلسوف سقراط، آمن بها طلاب الفرقة الإعدادية لكلية فنون جميلة، فعندما يمتزج الذكاء بالموهبة يتخطى حدود الفن، ليحلق فى سماء الإبداع، فابتكروا «إنجاز» خاصًّا بهم، عن طريق تحويل القمامة والأشياء التى يبدو شكلها غير محبب للنفس، إلى آية من الجمال، فاستخدموا ريش الدجاج وإطارات السيارات، وأوراق الشجر، والخردة، لصنع منحوتات تسر الناظرين، وتبهر المتفرجين، تجعل من يراها يردد «عملوا من الفسيخ شربات». 12 مجموعة، بداخل كل منها 5 مبدعين، عملوا على إطلاق معرض «إنجاز» لإعادة تدوير الأشياء القديمة «الريسايكلنج»، وأنتجوا ما يقرب 20 مجسمًا منحوتًا، أحجامها من متر ونصف لمترين، فى 10 أيام فقط، مما أبهر أساتذتهم فى الكلية، وجعلهم مصدرًا للفخر والتميز، وتقول مريم حسن وفرح إبراهيم، من أصحاب مشروع تنفيذ الباندا، إنهم اختاروه تحديدًا لكونه حيوانًا مهددًا بالانقراض، واستخدموا الحديد الخردة لصنع الهيكل الداخلى، والأكياس البلاستيك البيضاء والسوداء، فى إشارة منهم إلى أن هذه الأكياس ضارة للبيئة ويمكن أن تؤدى إلى أضرار مثلما حدث لحيوان الباندا الذى على وشك الانقراض، ونفس فكرة الأكياس، استخدمها مشروع لتصميم حوت بكيس بلاستيكى أسود، فى إشارة منهم إلى أن الأكياس تضر بصحة الحيوانات البحرية، واشترك فيه فريدة فتحى، ملك شريف، علا خالد، ماريا ناصر، كريم السيد. وتقول ملك عزالدين، ل«المصرى اليوم»، إن مجموعتها التى صممت حيوان وحيد القرن، من البلف الداخلى لإطارات السيارات وتلوينها، وحازت المجموعة تقدير امتياز، مع زيادة 4 درجات نظرًا لتمكنهم من إجادة المجسم. أما مشروع رجل أكياس المقرمشات السريعة، فتقول فاطمة الزهراء إنه يرمز للسمنة المفرطة، وإن هذه المقرمشات السبب الأساسى لهذا الأمر، موضحة أنهم استخدموا الحديد المسلح للهيكل وأوراق صحف، والنحت تم بالإسفنج وهذا صعب للغاية حسبما ذكرت، ويشترك معها فى المشروع 4 أفراد هم مريم حسن، مريم إسلام، مريم عادل، مايكل أحمد. «فكرتنا توصيل انتصار كل امرأة على سرطان الثدى وفخرنا بها بعد تجاوزها مراحل المرض»، هكذا قالت ماريا ماجد عن مشروع «بهية لسرطان الثدى»، لنحت المجسم الخاص بمشروعهم والذى اشترك فيه فرح بهاء الدين، على هشام، فاطمة سلامة، وغادة عاطف، مشيرة إلى أنهم استخدموا أوراق شجر «الجهنمية» والأقراص المدمجة. وأيضًا بالخردة و«شعر المقشات»، أنتج مشروع داخل «إنجاز» مجسمه الذى يبلغ وزنه 30 كيلو، وهى خردة لم تكن مستخدمة وموجودة على الأرصفة بدون سعر، أما «طائر العنقاء» فيوضح أفراد مشروعه أنهم استخدموا ريش الدجاج والغربان، وجذوع الشجر والنخل، ولدعم «فلسطين» صنع أحد الجروبات «ماكيت» لبيوت فلسطين، ومن بوص النخيل أيضًا صنعوا عنكبوتًا كى يكون ملمسها مقاربًا، ووضعوها أمام بيوت الماكيت، للتعبير عن الخطر الذى يداهمهم. واستخدمت المشروعات الأخرى نشارة الخشب والخرز والتطريز، لنحت حيوانات مختلفة مثل النمر والفهد، وأيضًا الصاج، والمسامير للقنفذ، والكتان لصنع الحيوان الكسلان، معلنين فى النهاية إقامة المعرض اليوم داخل كليتهم، لكل من يرغب فى الزيارة.
