تجاوزت حصيلة العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية، فى يومه السابع، أكثر من 205 شهداء، من بينهم 55 طفلا و33 امرأة، فضلا عن نحو 5600 إصابة بجراح مختلفة، فيما تتواصل الجهود الدولية لوقف الهجوم الإسرائيلى. وقال مسؤولو الصحة بقطاع غزة إن ضربات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا، بينهم 13 طفلا فى غزة، أمس، فى حين تواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وأعلنت إسرائيل عن مقتل 10 إسرائيليين، بينهم طفلان، جراء الهجمات الصاروخية. وهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ لدى انطلاق صفارات الإنذار من إطلاق صواريخ صوب تل أبيب ومدينة بئر السبع الجنوبية. وقال الجيش الإسرائيلى إنه قصف منزل يحيى السنوار، رئيس حركة حماس فى قطاع غزة، والواقع بمدينة خان يونس بجنوب القطاع. وفى إسرائيل، اقترن الصراع بأعمال عنف فى مجتمعات تضم مزيجا من اليهود والعرب فى إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب. وتصاعدت أيضا الاشتباكات الدامية فى الضفة الغربيةالمحتلة. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت 21 شخصا فى الضفة، بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاما. وقال نادى الأسير الفلسطينى، أمس، إن إسرائيل اعتقلت حوالى 1500 فلسطينى منذ بدء تصاعد المواجهة فى القدس فى إبريل وأفرجت عن معظمهم بشروط مختلفة. وأضاف النادى، فى بيان، أن هذه «أعلى نسبة اعتقالات تُسجل منذ أكتوبر عام 2015». وأوضح أن «النسبة الأعلى من المعتقلين هم من الأراضى المحتلة عام 1948، حيث سُجلت أكثر من 700 حالة اعتقال، وذلك منذ 9 مايو الجارى». وأضاف «فيما وصلت حالات الاعتقال فى القدس منذ بداية المواجهة فى باب العامود إلى قرابة 400 حالة اعتقال تصاعدت لاحقا بعد 5 مايو، وكانت أعلى نسبة اعتقالات فى أواخر شهر رمضان». وذكر النادى فى بيانه «أن غالبية المعتقلين لاسيما فى القدس والأراضى المحتلة عام 1948 تم الإفراج عنهم بشروط، إما بدفع غرامات مالية عالية والتوقيع على كفالات مالية أو بتحويلهم إلى الحبس المنزلى». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن «سخطه وانزعاجه الشديدين» بسبب حصيلة القتلى المدنيين فى غزة، وتدمير الطيران الإسرائيلى مبنى يضم مكاتب لوسائل إعلام دولية بالقطاع. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، فى بيان، إن «جوتيريش شعر بانزعاج شديد من تدمير غارة جوية إسرائيلية بناية شاهقة فى مدينة غزة كانت تضمّ مكاتب للعديد من المنظمات الإعلامية الدولية». وأضاف أن جوتيريش أبدى «سخطه بسبب تزايد أعداد الضحايا المدنيّين، ولا سيما مقتل عشرة أفراد من نفس العائلة، بينهم أطفال، فى غارة جوية إسرائيلية، الليلة الماضية، فى مخيم الشاطئ فى غزة، زعم أنها كانت تستهدف قياديا فى حماس». ولفت إلى أن «الأمين العام يذكر كل الأطراف بأن أى استهداف أعمى لمنشآت مدنية وإعلامية يمثل انتهاكا للقانون الدولى وينبغى تجنبه مهما كان الثمن». وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية دول التكتل سيجرون، غدا الثلاثاء، محادثات طارئة عبر الفيديو بشأن تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال بوريل، على تويتر، أمس: «سننسق وسنناقش الطريقة الأمثل التى يمكن للاتحاد الأوروبى أن يساهم من خلالها فى وضع حد للعنف الحالى». وغالبا ما تواجه دول التكتل ال27 صعوبات فى توحيد مواقفها من النزاع، إذ تدعم دول بينها ألمانيا والنمسا وسلوفينيا بشدة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، بينما تحضّ دول أخرى الدولة العبرية على ضبط النفس بدرجة أكبر. وعقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة، أمس، لبحث الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، بحضور ممثلين عن فلسطين وإسرائيل. كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعضاء مجلس الأمن الدولى إلى «ممارسة أقصى قدر من النفوذ لوقف الأعمال العدائية بين غزة وإسرائيل»، معتبرة أنه نزاع «غير مسبوق فى شدته». وكتبت اللجنة الدولية، فى بيان، أن «سكان غزة وإسرائيل يواجهون أشد دوامة من الأعمال العدائية منذ سنوات». وقال روبرت ماردينى، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، إن «شدة هذا النزاع أمر لم نشهده من قبل مع غارات جوية متواصلة على غزة المكتظة بالسكان وصواريخ أصابت مدنا كبيرة فى إسرائيل ما يؤدى إلى موت أطفال من الجانبين». من جانبه، قال وزير الخارجية الصينى، وانج يى، إن «السبب الجذرى لتدهور الأوضاع هو أنه لم يكن هناك منذ فترة طويلة حل عادل للقضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أنه «على وجه الخصوص، وفى السنوات الأخيرة، انحرفت عملية السلام فى الشرق الأوسط عن مسارها الأصلى، ولم يتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولى بشكل جدى، وتم انتهاك حق الفلسطينيين فى بناء دولة مستقلة، مما زاد من المحنة ومعاناة الشعب الفلسطينى، وأدى إلى اشتداد المواجهة الفلسطينية- الإسرائيلية والصراعات المتكررة». كما أكد وزير الخارجية الصينى أنه «بدون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، لن تتمكن فلسطين وإسرائيل، وكذلك الشرق الأوسط، من تحقيق سلام حقيقى». وأوضح أن «الصين، بصفتها رئيسة مجلس الأمن لشهر مايو، دفعت المجلس لإجراء مشاورات طارئة بشأن الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، وصاغت بيانا صحفيا، فى محاولة لتوجيه المجلس لاتخاذ الإجراءات». وأوضح وانج أن «الطريقة النهائية للخروج من القضية الفلسطينية تكمن فى تنفيذ حل الدولتين»، واجتمع مجلس الوزراء الأمنى فى إسرائيل، أمس، لبحث الوضع، فيما التقى مبعوث الرئيس الأمريكى إلى إسرائيل، هادى عمرو، أمس، بوزير الجيش الإسرائيلى بينى جانتس ومسؤولين كبارا آخرين فى إطار جهود وقف العملية العسكرية بقطاع غزة. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الإسرائيلية، أن جانتس قال للوفد الأمريكى إن إسرائيل تسعى إلى إحلال وقف إطلاق نار طويل الأجل. ونقل موقع «واللا»، الإسرائيلى، عن مسؤولين فى المستويين السياسى والعسكرى الإسرائيلى، قولهم إنه يتعين على إسرائيل أن تبدأ بالتقدم نحو إنهاء العدوان على غزة والشروع فى اتصالات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار، وذلك على خلفية تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل وتدهور الوضع الإنسانى فى قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول: «ما زلنا فى وسط هذه العملية ولم تنته بعد، وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضى الضرورة». ووصل هادى عمرو، مبعوث الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى إسرائيل، الجمعة، لإجراء محادثات. وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وأطلعهما على الجهود الدبلوماسية الأمريكية. ومما يعقد الجهود الدبلوماسية عدم تواصل الولاياتالمتحدة ومعظم القوى الغربية مع حماس، التى تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية.
