قبل أن تقرأ المقال رجاء محبة أن ترحمنى من اللقب السخيف الذى يسبق اسمى «كاتب ساخر» فأنا مجرد صبى باشكاتب على باب محكمة التاريخ حتى الزملاء الذين يغشون ما أكتبه ويعيدون إنتاجه بأسمائهم على أنه كتابة ساخرة ينسون أن هذا النوع من الكتابة مات ودفناه مع «محمود السعدنى» والآن يا عزيزى أتركك مع هذه القصة.. «التيحى» عنده (11) عيل معظمهم أنجبه فى فترة الخطوبة ومربى كلب جائع مقطوع الذيل لا ينبح إلا على الفقراء، مهدداً إياهم برفع الدعم وأحد أولاده خرموا عينه فى القسم وعملوه نصف مرشد والنصف الآخر عمال وفلاحين ولا يصرف معاش «السادات» بحجة أنه «ناصرى» ولا المعاش العادى لوجود عيب خلقى أسفل الرقبة وعندما تقدم بطلب للحصول على قطعة أرض قرأ الوزير الطلب وأشّر عليه «المذكور ليس ابن خالتى» ونصحوه بأن يقدم مع الطلب شجرة العيلة أو شجرة الدر أيهما أقرب.. وكان التيحى يؤمن بالتخطيط لذلك علم أولاده أن الذكور يأكلون أيام الأحد والثلاثاء والخميس والإناث يأكلن أيام السبت والاثنين والأربعاء ويوم الجمعة يأكل هو والباتعة والكلب.. وعندما تقدم بطلب للعمل فى السكة الحديد راجع رئيس الهيئة الطلب وأشر عليه «المذكور ليس نسيبى» ونصحوه بأن يناسب رئيس الهيئة أولاً ويرفق بالطلب قسيمة الزواج.. وفى المساء كان يرسل العيل اللى عليه الدور إلى حضرة الضابط ليخرم عينه ويحصل على تقرير من الطب الشرعى بأنه مولود أعور ليسمح له بركوب المواصلات مجاناً فى مباراة الذهاب فقط.. وعندما تقدم بطلب إلى السيد المحافظ للحصول على شقة راجع المحافظ الطلب وأشر عليه «المذكور ليس رجل أعمال» ونصحوه بأن يستورد لحمة بالدود ويرفق صورة الدود مع الطلب.. وفى المساء تشاهد الأسرة برنامج (90 دقيقة) وبعد أن تطمئن على مصر يقف ال(11) عيل والباتعة والتيحى والكلب قبل أن يناموا يرددون النشيد الوطنى ثم يفترشون الأرض وينامون، بعضهم يحلم بالوزير وبعضهم يحلم بالمحافظ وبعضهم يحلم بالضابط.. أحلام سعيدة. [email protected]