منذ أسابيع قليلة عشت حلماً جميلاً وأنا أتابع الانتخابات البريطانية وساعدتنى على ذلك التغطية الإعلامية لها فى برنامج العاشرة مساء.. شاهدت ناخباً واعياً يبدو الاستغراب على وجهه حين تسأله الإعلامية منى الشاذلى عن مشاركته فى الانتخابات فهذا أمر بدهى.. شاهدت كيف خسرت حكومة جورج برون والمشهد المؤثر له ولأسرته حين مغادرته مقر الحكومة فى داودن ستريت، ليستلمه خلفه ديفيد كمرون.. شاهدت الدقة والنظام والشفافية ليست التى نرددها ليل نهار، وتمنيت أن أرى بعضا مما شاهدت فى انتخابات مقبلة، لدينا إلا أننى صحوت منذ أيام على كابوس انتخابات مجلس الشورى!!. إطلاق رصاص.. جرحى ومصابون.. إحراق صناديق الاقتراع.. بلطجة من المرشحين وأنصارهم فى الحكومة والمعارضة.. فوضى التصاريح وضعف الإقبال بل انعدامه فى بعض اللجان.. رشاوى انتخابية تفاوتت من مبلغ خمسين جنيهاً إلى وجبات كنتاكى إلى شنطة الزيت والسكر إلى الوعود بالوظائف وتعطيل الناخبين وطردهم من بعض اللجان!! وأطرح السؤال التالى متى تتحقق الإرادة لدى كل إنسان فى مصر حاكماً وناخباً ومرشحاً لإجراء انتخابات نزيهة كما تحققت فى انتخابات رئاسة حزب الوفد والتى كانت أيضاً حلما جميلاً؟