تعثرات وزلّات «بايدن» تثير التساؤلات حول صلاحيته للحكم

«زلة القدم أسلم من زلة اللسان».. هكذا تقول الحكمة، لكن ماذا لو زلّ الشخص في كلا الحالتين، هكذا هو الحال مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، لكن زلاته وسقطاته المتكررة تفتح باب التساؤلات حول الحالة الصحية واللياقة الذهنية لأكبر رئيس أمريكى سنًا (78 عامًا) في التاريخ، وكذلك قدرته على إدارة الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية.
والتقطت عدسات الكاميرات، الجمعة الماضى، الرئيس الأمريكى جو بايدن وهو يسقط من على سلالم طائرة الرئاسة الأمريكية، حيث أظهر الفيديو الرئيس الأمريكى وهو يتعثر على سلالم الطائرة أكثر من مرة، لكن في المرة الثالثة تمالك بايدن نفسه ثم صعد إلى أعلى السلالم وقدم التحية، وطمأن البيت الأبيض المتابعين على صحة الرئيس الأمريكى، مؤكدًا أن بايدن بصحة جيدة ويعزو تعثره إلى الرياح.
لكن كثيرين رأوا أن البيت الأبيض يتجنى على الرياح، وخشى عدد كبير من أنصار بايدن أن تتسبب الزلة الأخيرة في حدوث مضاعفات له، خاصة أنه عانى من كسر في قدمه اليمنى، نوفمبر الماضى، أثناء اللعب مع كلبه. وإذا كانت زلات قدم بايدن يمكن حصرها في هذين الموقفين، فإن زلات لسانه أكثر، وتراوحت بين نسيان الأسماء والخطأ في وظائف معاونيه، إلى الارتباك في تسمية أفراد عائلته.
وفى يوم الانتخابات الأمريكية، حين قدم جو بايدن عائلته أمام الجمهور، ارتكب خطأ مزدوجا، حيث عرّف حفيدته على أنها ابنه، بجانب ذلك أخطأ بايدن في وصف ابنه المتوفى بأنه كان سيناتور عن ولاية ديلاور، فيما أنه في الواقع كان مدعيًا عامًا للولاية.
وقدم بايدن أفراد عائلته أمام حشد من الناس، وأمسك بناتالى بو بايدن قائلًا: «هذا ابنى، بو بايدن، الذي ساعده الكثير منكم في انتخاب مجلس الشيوخ في ولاية ديلاور، هذه حفيدتى ناتالى»، قبل أن يتدارك خطأ آخر وأنه ممسك بكتف فينيجان، ابنة هانتر بايدن، ليقوم بالإمساك بكتف ناتالى ويقول «لا تنتظر، لقد فهمت الخطأ، هذه ناتالى، هذه ابنة بو».
وكان هناك موقف آخر خلال هذا الشهر، حين نسى بايدن وزير دفاعه، خلال خطابه بمناسبة عيد المرأة العالمى، وأثناء الفاعلية أراد بايدن توجيه الشكر إلى وزير دفاعه لويد أوستن، الذي كان واقفا إلى جانب الرئيس، لكنه تلعثم وبدا كأنه نسى اسمه.
وقال بايدن: «أريد أيضًا أن أشكر الوزير.. الجنرال السابق.. ما زلت أسميه بالجنرال.. رفيقى الذي يدير هذه المؤسسة هناك»، فيما رجح آخرون أن يكون الرئيس بايدن قد نسى اسم البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية»، عبر تسميته ب«هذه المؤسسة».
وكان هناك خطأ آخر في عبارة خرجت على لسان بايدن، الخميس الماضى، واصفا نائبته كامالا هاريس ب«الرئيس»، فخلال كلمة لمتابعة مستجدات تطعيم بلقاح كورونا، قال: «أخذنا أنا والرئيس هاريس جولة افتراضية لموقع التطعيم في أريزونا منذ وقت ليس ببعيد».
موقف آخر يرتبط ب«هاريس» لكن تلك المرة مع زوجها وأثناء حملته الانتخابية، أخطأ بايدن في وصف «دوج إمهوف»، زوج نائبته، ليسميه، ب «زوجة كامالا»، بدلًا من «زوج كامالا».
وعقب فوزه بالرئاسة، قال طبيب البيت الأبيض السابق، رونى جاكسون، إنه مقتنع بأن جو بايدن لا يمتلك القدرة الإدراكية ليكون القائد العام للبلاد، وتزداد التكهنات، خاصة من قبل أنصار الحزب الجمهورى، عن إصابة الرئيس بايدن بألزهايمر، فيما لا توجد معلومة مؤكدة حول ذلك.
وخلال الحملة الانتخابية، اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب منافسه بايدن ب«الخرف»، مطالبًا إياه بإجراء اختبار لتقييم قواه العقلية، ومعرفة ما إذا كان مؤهلا للرئاسة أمام لا.
وفى ديسمبر 2019، واستعدادًا لترشحه للرئاسة، كشف التقرير الطبى لبايدن عن حالته الصحية، مشيرًا إلى أن بايدن يتمتع بصحة جيدة تؤهله للقيام بعمله كرئيس للولايات المتحدة، فيما كشف التقرير أنه يعانى من ارتفاع نسبة الكوليسترول، كما أن أكبر مشكلة يواجهها تعود لعام 1988، حين انفجر أحد الأوعية الدموية في دماغ بايدن، لكن أجريت العملية الجراحية بسرعة وقتها.
وتثير حالة الرئيس الأمريكى الصحية التساؤلات حول قدرته على ممارسة نشاطه ومتابعة ملفات شؤون الحكم، خاصة ما يرتبط بالسياسة الخارجية.
إيهاب عباس، الإعلامى والمحلل السياسى من واشنطن، يقول إن الأمريكيين ليس لديهم مشكلة في أن يكون الرئيس كبيرا في السن، لافتًا إلى أن «أغلب الرؤساء الأمريكيين كانوا قد تجاوزوا سن ال60 على الأقل». وأضاف، في تصريحات ل «المصرى اليوم»: «الرئيس بايدن صحته جيدة حتى الآن، وأجرى إجراءات الكشف المطلوبة حين خاض انتخابات الرئاسة التي كشفت أنه قادر على ممارسة مهامه كرئيس». وحول تأثير كبر سن الرئيس على قدرته على إدارة الملفات في الولايات المتحدة، قال عباس إن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الأمريكية دائمًا ما تكون واحدة في إدارة الملفات، لكن تختلف التكتيكات من رئيس لآخر.
وأوضح أن بايدن لا يطبق سياسة خاصة به بل يطبق سياسة حزبه الديمقراطى، والذى يوجد عليه توافق من قبل أعضاء حكومته.
ويتفق معه في الرأى أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، قائلًا: «الموضوع أخذ أكثر من حجمه»، مشيرًا إلى أن الرئيس بايدن واعٍ فيما يتعلق بإدارته للملفات، وفيما يخص علاقاته مع الصين ومع الروس. وأضاف في تصريحات ل«المصرى اليوم»: «إن تلك الأمور المرتبطة بزلة لسان أو سقطة من الرئيس بايدن لا تؤثر على مجريات الحكم»، مضيفًا أن تلك الأمور تعد عادية، نظرًا لظروف السن، ولن تؤثر على مجريات السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية.