دينا وسحر والكرة النسائية

اختلفت الأسباب والأحوال والأفكار ووجوه وأسماء مسؤولى اتحاد الكرة وبقيت كرة القدم النسائية فى مصر أزمة غير قابلة للحل.. وكانت طول الوقت مجرد وجاهة رياضية وإعلامية وشكل يلتزم به اتحاد الكرة فى مختلف العصور استجابة لشروط ومطالب الفيفا وضمانا لاستمرار الدعم المالى.. وبدأت دينا الرفاعى بالفعل كأحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة إرساء قواعد إصلاح وتطوير شامل ثم اضطرت للاختفاء بعد استقالة المجلس بأكمله عقب نهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية.. وجاءت اللجنة الخماسية برئاسة عمرو الجناينى.. وبدأت سحر عبدالحق كأحد أعضاء اللجنة تؤسس من جديد منظومة كروية نسائية حقيقية فى مصر.. وحين أنهى الفيفا عمل اللجنة الخماسية وقام بتعيين لجنة جديدة ثلاثية برئاسة أحمد مجاهد.. اختفت سحر عبدالحق بكل طموحاتها مثلما اختفت قبلها دينا الرفاعى.. وبدأ البعض الآن ترديد أن اللجنة الكروية الحالية تبحث التعاقد مع الجنوب إفريقية ديزيريه إليس للقيام بمهمة تطوير الكرة النسائية فى مصر.. وهى ليست تصريحات رسمية كما أنها على الأرجح غير صحيحة.. فديزيريه تقود منتخب جنوب إفريقيا للكرة النسائية وهى ناجحة ومستقرة وسبق لها الفوز بجائزة المدربة الأفضل فى القارة..
وليست هناك أى إشارة فى جنوب إفريقيا إلى أى مفاوضات مصرية مع ديزيريه التى ليست مجرد مدربة لمنتخب بلادها إنما هى إحدى اللاتى أسسن النشاط الكروى النسائى هناك.. والأهم من ذلك كله هو هل تحتاج الكرة النسائية المصرية لديزيريه أم تحتاج أولا لاعتراف صادق بأهمية اللعبة وضرورتها وحق لاعبات مصر فى أن يكون لهن أندية قوية مستقرة ونشاط ومسابقات حقيقية ناجحة.. كما أن حل الأزمة لا يحتاج لمزيد من تبادل الاتهامات والسخرية أو التقليل من شأن أى أحد.. وأتمنى لو يقبل أحمد مجاهد النصيحة ويجلس مع دينا الرفاعى وسحر عبدالحق ويستمع لهما وأن يلتقى مع الآخرين دون أى أحكام أو انطباعات مسبقة.. فكل من هؤلاء بإمكانه أن يضيف ولو القليل إلى مشروع جديد لتطوير الكرة النسائية فى مصر.. والأفضل هو جمع كل الخبرات التى تراكمت بدلا من إهمالها تحت لافتة البدء من جديد.. وإلى جانب خبرات لم تكتمل مشروعات أصحابها.. تملك مصر مواهب كروية نسائية تستحق الرعاية والاهتمام والتنظيم بعيدا عن مجرد الشكل والديكور والوجاهة لمجرد الحصول على دعم الفيفا.