اتهامات بوقوع جرائم اغتصاب فى إقليم تيجراى بعد سقوطه

بعد مرورو أكثر من 3 أشهر على الحرب التى أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبى، أبى أحمد ضد جبهة تحرير تيجراى، فى إقليم تيجراى شمال البلاد، تتزايد التقارير التى تفضح انتهاكات حقوق الإنسان، من قتل واغتصاب وخطف وتعذيب، بعد أن أودت الحرب بحياة الآلاف وشردت عشرات الآلاف، ولا يزال سكان الإقليم يواجهون انتهاكات وانعدام الغذاء والأدوية فى ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت.
وروت بائعة قهوة شابة كيف فصلها جندى إثيوبى عن عائلتها عند نهر «تكزه»، واقتادها فى طريق وأعطاها حرية الاختيار بين أمرين مفزعين: «إما أن أقتلك أو أغتصبك»، بهذه العبارة لخصت الشابة، 25 عاما، محنتها بمخيم الحمديات للاجئين بالسودان الذى فرت إليه من الحرب، وقالت إن مغتصبها كان يرتدى الزى الرسمى للجيش الإثيوبى.
وأكد تواضروس تفيرا ليموه، الطبيب الذى عالجها، إنه أعطاها أقراصا لمنع الحمل والأمراض المنقولة جنسيا وأرشدها إلى طبيب نفسى، وقال الطبيب إن المرأة روت له أن «الجندى هددها بالسلاح واغتصبها، وسألته إن كان معه واق ذكرى فقال: (ولماذا أحتاج لواق؟)». ووصف الطبيب حالتى اغتصاب أخريين تعامل معها، وقالت امرأة إنها هربت من تيجراى وإن 3 جنود من قوات الأمهرة الخاصة طرقوا بابها، وعندما رفضت دخولهم شقوا طريقهم عنوة إلى البيت واعتدوا عليها، بحسب تقرير لوكالة «ويترز». ودعت الأمم المتحدة إلى وضع نهاية للاعتداءات الجنسية فى الإقليم، وقال مكتب براميلا باتن الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسى: «ظهرت تقارير مقلقة عن أشخاص أرغموا على اغتصاب أقارب أو اضطروا لمقايضة الاحتياجات الأساسية بالجنس»، وكانت السلطات الإثيوبية نفت أى انتهاكات، وقال تليفزيون «فانا» الموالى لأديس أبابا إن تاى اتسكى سيلاسى سفير إثيوبيا بالأمم المتحدة أبلغ باتن أن سياسة إثيوبيا تقوم على عدم التهاون مطلقا مع العنف الجنسى، وقالت باتن: «أدعو كل الأطراف المشاركة فى تيجراى إلى الالتزام بسياسة عدم التهاون مطلقا فى جرائم العنف الجنسى»، وأضافت أن النساء والفتيات فى مخيمات اللاجئين داخل إثيوبيا يتعرضن للاستهداف، وأن المراكز الطبية تتعرض لضغوط لتنفيذ تدابير طارئة لمنع الحمل واختبارات للأمراض المعدية المنقولة جنسيا». كما تحدث أحد الجنود الإثيوبيين عن حدوث انتهاكات حتى بعد سقوط تيجراى، وأن نساء تعرضن للاغتصاب بمناطق تواجد الشرطة الاتحادية فيها.
وذكر 5 من العاملين فى مساعدة اللاجئين، أنهم تلقوا تقارير عديدة عن وقوع انتهاكات فى تيجراى، وأوضحوا أن المعتدين مقاتلون من ميليشيات الأمهرة أو جنود إريتريون متحالفون مع الجيش الإثيوبى، وقال أحد العاملين بالإغاثة فى بلدة ووكرو بتيجراى إن نساء روت كيف تم إجبار أزواج على الركوع ومشاهدة اغتصاب جنود إريتريون لزوجاتهم، وفى مدينة ميكيلى عاصمة تيجراى قال أحد العاملين بالخدمات الطبية إن رجلا تعرض للضرب المبرح بعد أن توسل لجنود أن يتوقفوا عن اغتصاب فتاة عمرها 19 عاما.