شهدت فرنسا فى الفترة الأخيرة عدداً متزايداً من النزاعات الاجتماعية بين المقيمين لفترة طويلة فى المجتمعات الريفية والوافدين الجدد، بسبب كثرة الضوضاء والروائح السائدة فى الريف، وهذا أدى إلى تصويت أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسى بالموافقة على قانون لحماية التراث الحسى للريف الفرنسى. وزير الشؤون الريفية الفرنسى جويل جيرو، قال فى بيان وفقاً لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية إن السلطات الإقليمية ستُكلَف بتحديد التراث الريفى، بما فى ذلك هويته الحسية، وتابع أن فهم «الأصوات والروائح» النموذجية للمناطق الريفية بشكل أفضل سيكون مفيداً فى منع الخلافات بين الجيران، وهذا يعد نصرا حقيقيا للمجتمعات الريفية. وكان عام 2019 شهد إقامة إحدى سكان جزيرة أوليرون السياحية جنوب غرب فرنسا دعاوى فى محكمة روشفور ضد ديك يدعى «موريس» وآخر، شاكياً من صياحهما فى الصباح الباكر. أما عن «كواليس الجلسة» فقد تغيب الديك «موريس» عن الجلسة التى شاركت فيها صاحبته كورين فيسو، وتغيب أيضاً زوجان متقاعدان من سكان الجزيزة التى قاموا بتقديم شكاوى ضد ديك آخر، وقالت كورين فيسو صاحبة «موريس» أثناء المحكمة «إنه ديك، والديوك لديها رغبة فى الغناء»، مضيفة «هذا هو الريف، ويجب أن نحمى الريف». بينما قال المحامى فنسان أوبيردو الذى يدافع عن الزوجين المشتكيين، إن المحاكمة «ليست صراعاً بين المدينة والريف، هى مشكلة إزعاج صوتى، لو كان الموضوع مرتبطاً بديك أو كلب أو أبواق سيارات أو موسيقى، ففى كل الحالات المقصود هو الضجيج»، مضيفاً «موكلاى لا يرفضان حق الديك فى الصياح، لكن يريدان أن ينعما بالهدوء بين السادسة والنصف والثامنة والنصف صباحاً». ورد محامى صاحبة الديك الآخر جوليان بابينو قائلاً: «لطالما كان هناك أقنان للدجاج فى هذه المنطقة، من أصل 40 جارا، لم ينزعج سوى اثنين». وأتى إلى المحكمة نحو 10 أشخاص لدعم الديك «موريس»، بينهم عائلة من كوستاريكا تمضى إجازة لدى أصدقاء محليين. وبذلك رفضت المحكمة شكوى الجيران المقدمة من التلوث الضوضائى، وأمرتهم بدفع ألف يورو (حوالى 1.200 دولار) كتعويض، وأصبحت القضية رمزاً للانقسامات المتزايدة بين المناطق الريفية والحضرية فى فرنسا، إذ كان الجيران من سكان المدن الذين زاروا مدينة سان بيير دو أوليرون بضع مرات فى العام فقط، وقال عمدة المدينة إن الحكم الذى أصدرته المحكمة كان سليماً، مضيفاً «أنا مع الحفاظ على التقاليد الفرنسية، وصياح الديك تقليد فرنسى يجب الحفاظ عليه». هذا المحتوى ينشر بالتنسيق مع «مركز المصرى اليوم للتدريب»
