فى مثل هذا الوقت من كل عام تحتشد الأسر المصرية لمراقبة آخر التطورات فى مرحلة الثانوية العامة وقد تحمل هذه المناسبة ذكرى أليمة لدى بعض الخريجين خاصة أن الفرد فى مصر بات يخشى أيامه القادمة وإن كان لا يخطط لاستقبالها فالمعالدلة باتت صعبة ومعقدة طلاب عقولهم مُبرمجة على الحفظ دون وعى معلمون ناقمين على أوضاعهم غير قادرين على استيعاب الطلبة أباء اتبعوا العرف السائد وسخروا كل ما يمتلكون فى سبيل تهيئة ابنائهم للمستقبل السعيد ولم يجدوه سعيداً مسؤلين اتخذوا من كل هذا الضعف حقلاً للتجارب . جائت الامتحانات مفاجئة وصعبة كزيارات الوزير التى سبقتها يبرر المسؤلين لوجود اسئلة من خارج المنهج بالرغبة فى الحصول على طالب مبدع خلاق ومبتكر لكى يفك شفرات هذا اللغز . أما صفة الخلق والابتكار ليست وليدة اللحظة ولا تخلقها الصدمة كيف ننتظر من طلاب لم تمر أناملهم على ألة موسيقية أو على ورقة رسم لم يعتادوا على إجراء التجارب العلمية بانفسهم فى معمل العلوم حيث أصبح كل هذا يندرج تحت بند الروتين مما ساهم فى خلق شخصيات روتينية قد وضعناها أمام امتحان غير روتينى فالممتََحنين لم يفكروا خارج حدود أغلفة الكتب من قبل . المدرسة بالنسبة للممتَحنين لم تعد منطقة جذب بل مكان لقضاء بعض الوقت خوفاً من تعدى نسبة الغياب والممتِحنين بالنسبة لهم حصالة لوضع نقود أولياء أمورهم بداخلها لكنها مفتوحة من أسفل لا تحتفظ بشئ. وبناءاً على تلك المعادلة تصبح المحصلة إنسان ضعيف شاعر بالعجز فاقد للأمل غير مؤهل نفسياً أو عقلياً لبناء وطن كل جنايته أنه استسلم للقب طالب فى ظل هذه المنظومة العجيبة وبفضلها تسهم المؤسسة التعليمية تدريجياً فى تحطيم أجيال قادمة قد يصبح شعارها السلبية واللامبالاة بعد تعثرها المتكرر فى تحقيق أحلامها . والنتيجة أطفال تهيئوا لإستقبال الشمس فأحبطتهم العُتمة.