يا له من لقاء ... كانت ليلة من ليالي الشتاء ... جلست لاحتمي من الامطار وقطرات الماء وجدت فتاة تحت الامطار تحتمي برداء ... فأشرت لها وبادرت بالنداء ... لكي تاتي وتحتمي بجواري تحت الستائر البيضاء نظرت اليا ونظرت اليها ... وما اجمل قسمات وجهها وعينيها جلست ووضعت الرداء على يديها ... وبدأت تجفف الماء من على وجنتيها قالت يا له من يوم عصيب ... قلت لكنه جعلني منكي قريب ... قالت وهي تبتسم الا تجد ان كلامك غريب قلت سامحيني أجد فيكي جمالاً عجيب ... يجعل الكلمات تخرج مني بدون ترتيب ... واتمنى ان يستمر المطر ولا يغيب قالت ما اجمل كلماتك ... فهي تدل على جمال ذاتك ... وسألتني هل انت وحيد في حياتك ؟ قلت لست وحيداً ... فمنذ ان رأيتك اصبحت سعيداً ... فشعرت انني وجدت شيئاً كان عني بعيداً سألتها هل انتي وحيده ؟ ... قالت انا وحيده بالدنيا لكني سعيده ... في الحب كنت عنيده ... اخشاه لذلك كنت عنه بعيده توقف المطر واصبح الجو جميل ... والهواء عليل ... وهمت بالرحيل طلبت منها ان ارافقها في طريقها ... فوافقت على استحياء وما اجمل حياؤها ... فسارت وسرت بجوارها قلت لها اشعر انني اعرفك من زمن بعيد ... قالت نفس الشعور الذي يراودني اكيد قلت اشعر تجاهك بحنين جعل قلبي يرق ويلين ... يجعلني على يقين ... انني احببتك دون نساء العالمين قالت كلماتك اثرتني ... وشخصيتك سحرتني ... واعتقد انني منذ ان رأيتك والوحدة هجرتني بالحب اعترفنا والتقينا بعدها ايام كثيره ... كان بالنسبة لي براقة ومنيره ... لكن الدنيا لا تبقى على حالها فهي بين لحظات فرح واخرى مريره واه من الزمان ... استيقظت يوماً ابحث عن محبوبتي في كل مكان ... لكن وقت الفراق قد حان فلم اجدها وشعرت داخلي بغليان وكأنه بركان ... شعور بحرقة لا ولن يشعرها انسان وسالت نفسي عن الاسباب ... لماذا تركتني حتى بدون عتاب ؟ ... هل ظنها بي خاب ؟ ... اه من فراق الاحباب مرت عليا سنوات ... اتنفس وقلبي ينبض لكني في عتاد الاموات ... صرخات تملأ وجداني لكني اكتم الاهات ... فقدت ثباتي وعشت في شرود و شتات كنت عليل بدون دواء ... فمرضي هو الحب ويا له من داء ... علاجه بيد محبوبتي لكنها اختارت البعد عني والاختفاء وبعد ان استقرت بي سفينة حياتي ... في بلد كانت بعيدة عن تخيلاتي ... وكل ما املكه من دياري اصعب ذكرياتي جلست في ليلة شتويه ... الامطار فيها عتيه ... وانهالت الذكريات عليا قويه فسمعت احداً بأسمي ينادي ... وكان شيء غير عادي ... فانا غريب و لست في بلادي وفجأة وجدتها امامي ... وتحركت كل مشاعري افراحي والامي ... وبدأ ينبض سريعاً قلبي الدامي نظرت اليا وعينيها مليئة بالدموع ... وقالت اه حبيبي عشت بدونك بقلب موجوع قلت لماذا تركتيني ؟ ... في بعدك جفت من الدموع عيني ... أعلى الفراق تلوميني ؟ قالت لا حبيبي لا الومك ... كنت مريضه ولا اريد ان ازيد همومك قال الاطباء ان مرضي ليس له شفاء ... ففضلت البعد بدلاً من البقاء ... حتى لا تعيش حبيبي في هم وعناء ... لكني اكتشفت ان بعدك حبيبي هو اكبر بلاء قلت حبيبتي على الحب تعاهدنا ... وعلى الاخلاص تواعدنا ... فلننسى ما فات فالان قد عدنا فحبك في قلبي محفور ... وثابت في وجداني كالجذور ... وفي سنوات بعدك كان قلبي مكسور قالت ما اجمل ان تعود اليا روحي بعد ضياعها ... وسأظل احبك طول حياتي وحتى فنائها ما اجمل من ان تسترد حب مفقود ... في زمن يقل فيه الحب ويزيد الجحود ... فالحب هو اسمى شعور في الوجود ... فهو يطهر القلوب ويجعل الخير فيها موجود