.. بالطبع أنا لا اقصد بهذا العنوان الفيلم العربي ( بطل من ورق ) هذا الفيلم الكوميدي , والذي كانت أخر مشاهدة أكثر سخرية وضحكا عندما كان البطل داخل القطار وهناك قنبلة زمنية , احضرها المريض النفسي الشرير , وعندما تعهد رجال الشرطة له بعدم إيذائه وأقنعوه بإخلاء الرهائن , وطلب منه البطل إيقاف القنبلة فقال له المريض النفسي أنا بعرف اشغلها , لكن مش بعرف أوقفها , فصاح البطل الريفي الطيب في مشهد مضحك " مبيعرفش يوجفها – مبيعرفش يوجفها " هذا هو حالنا الآن في مصر , ولكنه ليس حالا كوميديا ساخرا , وإنما تراجيديا مأساويا , فنحن قد قمنا بتشغيلها ولكننا لا نعرف كيف نوقفها . .. بداية لا أود أن يستشف من كلماتي إنني أهاجم شخصا أو جهة ما , ولا أود حتى أن أهادن احد , ولا أريد أن انسب لأي جهة أو شخص بطولة زائفة تجعل منه نظاما جديدا متكبرا ومغرورا ومتغطرسا , ولكنني سأقول الواقع فقط , فكما كنا كلنا في الماضي فاسدون , أصبحنا بعد ذلك كلنا أسباب لما حدث في مصر من انتفاضة , لا فضل لأحد على احد , فالفضل كله لله , ونحن فقط أسباب لبعضنا البعض . لا أخفى عليكم سرا فيدور في خلدي العديد من الأسئلة والتي لا أجد لها إجابات شافية , ولم أجد أيضا من يوجهها للبعض ممن ينسبون إلى أنفسهم الفضل الأول في الانتفاضة المصرية , على الرغم من أنها أسئلة بديهية ومنطقية , خاصة بعد حديث البعض منهم عن انتقائهم للتدريب والتأهيل على كيفية إحداث " ثورة سلمية " . هنا يأتي السؤال الأبرز والأكثر منطقية , هل كما تدربتم على إحداث " ثورة سليمة " تدربتم أيضا على كيفية إعادة بناء بلدكم مرة أخرى بعد ما تحدثه الثورة من هدم للنظام السابق ؟ .. من المعروف أن الثورة إذا نجحت فإنها تحدث نوعا من الفراغ الأمني والسياسي والاجتماعي , إذا فما هو البرنامج التدريبي الذي تلقيتموه لسد هذا الفراغ ؟. .. نعلم جميعا أن أي شيء يكمن في طياته الإيجاب والسلب , فمستخدم النار من الممكن أن يصنع بها زجاج نافع لنا , ومن الممكن أيضا أن يحرق نفسه وغيرة , كذلك الحال بالنسبة للمتدرب على ثورة, إن نجحت يصنع لنا مستقبل مشرق , ومن الممكن أن يودى بنا إلى الهلاك , إن لم يكن درب على الهدم والبناء , لان الثورة يكمن بداخلها الاثنين , والظاهر لنا أن التدريب قد تم على جانب واحد فقط , هذا فضلا عن أننا كشعب عربي أصبحنا ومنذ فترة نمتلك مهارة الهدم ولكننا لا نمتلك براعة البناء , وهذا كله إن سلمنا جدلا بأن الثورة تحتاج إلى تدريب , فلم اقرأ يوما مطلقا أن سعد زغلول قد درب على إحداث ثورة . .. يشيع البعض منهم أن الثورة قد سرقت وكأنها ملك لفرد , وان فلول النظام مازالت تتنفس وتعبس فسادا , وهل هي بهذه الدرجة من القوة أن تظل تعبس وتفسد لمدة 9 اشهر , فهل فلول النظام أقوى من النظام نفسه والذي مات في 18 يوم . .. الكثير من الأحداث المأساوية تحدث منذ الثورة , فضلا عن الفئويات , وتنسبون كل ذلك إلى الفلول , يا لهم من فلول أقوياء , أأنتم يا من صنعتم هذه الثورة وتنسبوها إلى تدريبكم وبالفعل حدثت لا تستطيعون القضاء على مجرد " فلول " الم يكن في البرنامج التدريبي فصلا عن كيفية القضاء على الفلول ؟ كما كان هناك فصلا عن القضاء على النظام !. .. فلنكتفي بهذا القدر من " الفلول " عفوا من البطولات الورقيه , فالبطل الحقيقي والوحيد هو الشعب المصري , فهو من انتفض وهو من تحرك وهو من أصيب واستشهد . وان كنتم تبحثون عن بطولة ولكن حقيقية وليست من ورق , فبما أنكم تدربتم على إحداث الثورات وأصبحتم كوادر لهذا الشعب المصري , فنحن ندعوكم لإحداث ثورة أخرى بل ثورات علمية , وثقافية , واجتماعية , واقتصادية , وسياسية . وكما يقال الميدان فسيح .