وسط حالة من الغضب الشعبى والمطالب بالانتقام ، شيعت تركيا الخميس فى مدينة فان شرقى البلاد جثامين 24 من جنودها الذين قتلوا خلال اشتباكات مع قوات حزب العمال الكردستانى، الأربعاء، فى واحدة من أسوأ المعارك دموية منذ سنوات، فى حين يواجه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان ضغوطا شعبية لاتخاذ إجراء صارم ضد الحزب الكردى. وتم تنكيس الأعلام التركية من فوق المبانى الحكومية والمنازل فى المدن التركية فى مختلف أنحاء البلاد، فى حين تجمع المتظاهرون فى مدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة وسط شعارات تندد بحزب العمال الكردستانى ومخاوف من خطر حدوث رد فعل عنيف ضد الأقلية الكردية. وقدم المئات من الشباب طلبات لرئاسة الأركان للالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية والاشتراك فى القتال ضد الإرهابيين ورفعت أغلبية السيارات الأعلام التركية، احتجاجا على الهجوم الأخير. جاء ذلك فى الوقت الذى بدأ فيه الجيش التركى، الخميس، عملية عسكرية واسعة فى شمال العراق ضد معسكرات متمردى حزب العمال الكردستانى ، وأكدت هيئة الأركان التركية أن «عمليات برية واسعة أطلقت فى 5 نقاط فى شمال العراق من قبل 22 فوجا بدعم من الطيران». كانت القوات التركية بدأت توغلا بمسافة 8 كيلومترات فى شمال العراق وشنت عملية محدودة بالمروحيات والقصف المدفعى مما أدى إلى قتل وإصابة عدد من مسلحى حزب العمال تزامنا مع مؤشرات على احتمال حدوث عملية برية تركية واسعة النطاق قريبا فى شمال العراق. وواصلت المقاتلات التركية قصف مواقع المتمردين الأكراد مع إقلاع العديد من مقاتلات «إف-16» لقصف الجبال العراقية التى يحتمى فيها مقاتلو حزب العمال الكردستانى. وفى هذه الأثناء، هدد «العمال الكردستانى» الذى يتخذ من شمال العراق معقلا له بتوجيه «ضربات أكبر» للقوات التركية إذا حاولت التوغل فى الأراضى العراقية لملاحقة عناصره. ودوليا ، أدانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة هجوم حزب العمال على القوات التركية، حيث أعرب السفير الأمريكى لدى أنقرة فرانسيس ريكاردونى عن دعم بلاده لتركيا فى حربها ضد الإرهاب. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الهجوم الأخير انطلاقا من قواعد فى العراق أمرا «غير مقبول» ، ودعا إلى احترام سيادة العراق وتركيا وحث بغداد وأنقرة على «الدخول فى حوار بناء من أجل حل سلمى لهذا التحدى».