على وقع حرب أكتوبر وبالتوازي مع احتدام المعارك في ساحات القتال، كانت هناك معركة أخرى يخوضها رسامو الفن الساخر عبر سلاح «الكاريكاتير»، ذاك الفن الذي خلف إرثًا توثيقيًا هائلًا؛ إذ عكست ريشته الوجه الضاحك للحرب، وصورت نشوة النصر، رغم التحديات التي واجهها معظم رساميه الذين خرج بعضهم من الملحمة أحياء، وعاصر البعض الآخر نشوة نصر أكتوبر 1973 عقب إنكسار نكسة يونيو1967. وفي الذكرى ال47 لنصر أكتوبر ترصد «المصرى اليوم» الحالة التي عكسها فنانو الكاريكاتير، وكيف صورت ريشتهم التي أغضبت المسؤولين الإسرائيليين، بانوراما كاملة لنصر أكتوبر عبر أرشيف نكات ساخرة نشرتها مجلتي «صباح الخير والهلال» في أعقاب النصر. بانوراما ساخرة صورها فنانو الكاريكاتير الذين وثقوا لنصر أكتوبر عبر نكات نفذ صداها إلى العدو الإسرائيلي فأغضب مسؤوليه، بعدما وصلت رسائل ريشة حجازي وجاهين، وبهية وعبدالسميع وصلاح الليثي إلى جولدا مائير، وأمريكا الحليف الخائب لإسرائيل، عبر صفحات مجلتي «مجلة الهلال» و«صباح الخير». مجلة الهلال.. وجه الحرب الضاحك عكست الرسوم الكاريكاتيرية لمجلة الهلال رسوم حجازي التي وثقت لبطولات الجنود المصريين على جبهات القتال، كما نقلت سخرية جاهين من الإمدادات الأمريكية لحليفتها الخائبة إسرائيل، وحديث بهية وصلاح الليثي عن تكاتف الشعب المصري، وكيف تكاتفت العرب حكومًا وشعبًا لمجابهة إسرائيل آنذاك، وسعت الهلال لبث روح القوممية وهدم الأكاذيب الإسرائيلية كأسطورة دباباتها التي لا لاتقهر، فسخر عبر ريشته حجازي من الدبابة الإسرائيلية قائلًا «دي دبابة ولا علبة بولوبيف»، كما أرّخ صلاح الليثي فرار سلاح الطيران الإسرائيلي من نظيره المصري. صباح الخير.. تسخر من الأسرى ومعرض الغنائم على النهج ذاته سارت مجلة «صباح الخير» الصادرة أسبوعيًا عن «روزا اليوسف» عبر رسومات عدد من نجوم الكاريكاتير وعلى رأسهم حجازى والليثى وجمعة فرحات، وناجى، ودياب ومحسن جابر، ورمسيس؛ ففي عدد 22 نوفمبر1973، عكست ريشة حجازي سقوط الأسرى الإسرائيليين بين الجنود المصريين، وفي 18 أكتوبر نقلت رسومات حجازي تلهف المصريين أمام الإذاعة لانتظار البيانات العسكرية لحظة بلحظة، كما وثقت المجلة لأسرى الجانب الإسرائيلي، وفرحة المصريين بالغنائم التي عاد بها الجنود المنتصرون في أعقاب الحرب. أرشيفية أرشيفية أرشيفية
