النهاردة يوم مخصص من النشطاء أو الثوار لتدوين وصاياهم في ذكري أول أسبوع علي مذبحة ماسبيرو، المقصود بالفكرة اننا مش خايفين من الموت، أن الموت بقي قريب اوي مننا لدرجة أن شباب في العشرينات او الثلاثينات محتاجين يكتبوا وصيتهم. مينا دانيال احتاج وصيته من أسبوع واحد بس و هو في أوائل العشرينات من عمره. و فتح عينينا كلنا علي اننا لسه تحت نظام بيقتل الناس في مظاهرات سلمية. من أسبوع حضرنا جنازات جماعية لشباب كل ذنبهم انهم نزلوا يقولوا كفاية ظلم أنا قريت وصايا الناس علي تويتر و المدونات، قريت و اكتأبت و كنت عايزة اعيط علي اللي وصلنا له، بس لما فكرت أنا أوصي بأيه قررت أن أنا مش هاكتب وصيتي! طبعا الاعمار بيد الله و محدش عارف هيموت امتي، بس أنا مصممة أن كل الشباب دول مش هيموتوا دلوقتي، امال مين هيعيش علشان يبني بلد كبيرة و عظيمة و محترمة؟ أنا مانزلتش مظاهرات الثورة علشان اولادي يعيشوا كويس، مش بس علشان أنا ماعنديش اولاد، لكن علشان أنا طماعة و عايزة أن أنا شخصياً أعيش كويس!!! احنا مش كتير علينا نشوف التغيير في حياتنا و لا كتير علي اهلنا كمان اللي برضه نفسهم يشوفوا مصر بتقوم تاني أنا مش هاكتب وصيتي علشان أنا لن اقبل الهزيمة من العسكر و من النظام! أنا جزء من مجموعة اكبر، مجموعة مصريين عملوا ثورة. احنا نزلنا الشارع و احنا عارفين أن فيه ضرب من كل نوع، احنا شوفنا أو سمعنا أو علي الاقل عرفنا الناس ماتت إزاي ، احنا نزلنا 25 و نزلنا تاني 28 يناير و نزلنا تالت و رابع قبل و بعد موقعة الجمل! و اللي معرفش يوصل الميدان راح اتبرع بدمه في المستشفيات، و اللي ما بتش في الميدان كان بيوصل اكل و شرب و ادوية. احنا الثورة اللي شالت ديكتاتور، حتي لو جابت غيره مؤقتا، لكن احنا نزلنا و قلنا ارحل أخطر حاجة بتواجهنا دلوقتي هو اليأس من اننا هنوصل لحاجة احسن، أنا عارفة إن كل الوصايا المكتوبة النهاردة مش يأس و إنها تحدي للنظام القاتل، لكن أنا برضه مصممة أن احنا محتاجين نكتب عن الامل، عن هنعمل إيه علشان نوصل للبنحلم بيه، و ده مش معناه اننا مش هننزل مظاهرات تاني و غالبا هيحصل ضرب تاني سواء من الجيش أو الشرطة او الشريك الجديد " المواطنين الشرفاء" بس احنا مش هنموت، احنا المستقبل، احنا اللي هنعيش "ما بعد العسكر" و احنا اللي هنفضل صامدين لحد ما العسكر يمشوا أنا مش هكتب وصيتي، أنا إن شاء الله هاعيش و اشوف مصر بلد حرة و قوية و الناس فيها لهم نفس الحقوق زي بعض بالضبط، أنا هاعيش علشان اعمل كل حاجة توصلنا للمرحلة دي، انا مش هاموت تحت مدرعة علشان انا واثقة اننا هنجيت حق اللي ماتوا تحت المدرعة في ماسبيرو.... لسه بدري علي ما ثورة مصر العظيمة تكتب وصيتها