قال مدثر شيخة، المدير التنفيذى، المؤسس المشارك لشركة كريم، إن توجه الشركة لتبنى سياسة العمل عن بعد فى الأسواق التى تعمل بها، جاء بسبب النتائج الإيجابية التى أظهرها هذا التوجه خلال فترة الحجر الصحى بسبب جائحة كورونا، والذى أثبت إيجابياته على الموظفين من حيث الأداء والمرونة فى حياتهم الشخصية. وأضاف «شيخه»، فى حوار ل«المصرى اليوم»، أن شركته ما زالت تنافس الشركة الأم «أوبر» حتى بعد عملية الاستحواذ، مشيرا إلى أن «كريم» توسعت فى أنشطة أخرى كثيرة مثل الدفع الإلكترونى وتوصيل الطلبات، وهى أنشطة تنافس شركات أخرى موجودة فى السوق غير «أوبر»، وشدد على أن المنافسة دائما لها أثر إيجابى. ■ لماذا توجهت «كريم» إلى تبنى سياسة العمل عن بعد مدى الحياة؟ وهل يرتبط ذلك بتجربتها أثناء جائحة كورونا؟ - راقبت «كريم» أداء الموظفين أثناء فترة عملهم من المنزل خلال فترة الحجر الصحى، وكان من الواضح جدا أن أداءهم يتحسن، وهو ما ظهر بوضوح فى نتائج الربع الثانى والثالث من العام، وهو ما دفعنا لتبنى الفكرة بشكل أكثر منهجية. ■ هل لهذا النظام تأثير إيجابى على تكاليف التشغيل بالشركة؟ - الأمر يتعلق بالتكلفة بدرجة قليلة، فهناك بعض التوفير فى التكاليف، لكن بالأساس الفكرة لها علاقة أكثر بالنشاط والأداء، وقدرتنا على الاحتفاظ بأفضل المواهب لتنمية الأعمال، فستبقى مكاتب كريم مفتوحة للموظفين إذا أرادوا العمل من المكتب، وبالنسبة للموظفين يمكنهم إدارة عملهم وحياتهم الشخصية بطريقة أكثر مرونة تؤدى إلى إنتاجية عالية وأداء أفضل. ولقد قمنا بجمع بيانات متنوعة تبين لنا من خلالها أنها استراتيجية أفضل لزملائنا، لأنهم يستطيعون إدارة حياتهم والعمل بطريقة متوازنة أكثر، كما أنهم يوفرون المزيد من الوقت كان يمر فى التنقل وساعات الذهاب والعودة من العمل. وليست هذه المرة الأولى التى تتبنى فيها «كريم» هذا التوجه، فقد أطلقنا فى عام 2018 سياسة الإجازة غير المحدودة الخاصة بنا، وانتقدنا الناس باعتبارنا «مجانين»، ولكن هذه هى الثقافة التى نريدها، حيث نتعامل مع زملائنا كمؤسسين، وهذا يحقق المزيد من الفوائد الإيجابية. ■ هل سيتم تطبيق ذلك فى جميع أسواق Careem حول العالم؟ أم يتم تطبيقه أولًا فى بعض الأسواق كبداية ثم سيتم تطبيقه فى أسواق أخرى؟ - سيتم تطبيق هذا النظام فى 13 دولة، لكن سوف يستثنى حوالى 10٪ من الموظفين لأن أدوارهم تتطلب التواجد مع العملاء، وسنعمل على ضمان حصول كل فرد على تجربة متسقة، وسنتخذ طرقًا للعمل لتوفير الوقت للتفاعلات الاجتماعية. ونحن نرى هذا يتحقق، لأننا قمنا بالفعل بتفعيل فكرة استراحات القهوة الافتراضية، وليالى السمر ووجبات غداء عن بُعد، وستظل مكاتبنا مفتوحة للتعاون والتواصل الاجتماعى، وكل فريق سيُعرض عليه الحضور إلى المكتب على الأقل يومًا واحدًا فى الأسبوع للتواصل وجهًا لوجه والتعاون. الأمر الثانى هو أننا نبنى تجارب فعالة عن بُعد تضمن قدرتها على الاستمرار، فكل ما نقوم به فى «كريم» يتم قياسه، لذلك لدينا نظم وبعض مؤشرات نراقبها عن كثب. ■ كيف أثر فيروس كورونا على أداء Careem خلال الفترة الماضية؟ - بالطبع وقع علينا بعض التأثير، المدن كانت مُغلقه، ونحن نعمل على نقل الأشخاص من مكان إلى آخر. ولكن هذا فى تعافٍ الآن، وإن التعافى فى مجال نقل الأشخاص أفضل بكثير مما كان متوقعًا. وفى مجال نقل الأشياء، نشهد تطورًا هائلًا، نظرًا لأن أعمال التوصيل أصبحت كبيرة جدًا بسبب فيروس كورونا، والآن بعد إطلاق تطبيق الSuper App، الذى حول تطبيق كريم لمنصة تقنية متعددة الخدمات تتضمن نقل الأفراد، ونقل المنتجات أو الطلبات، وخدمات الدفع الإلكترونى، ليخدم التطبيق أكثر من 33 مليون مستخدم فى أكثر من 13 دولة، و100 مدينة حول العالم- نرى مزيدًا من الأشخاص يستخدمون تطبيقنا للخدمات التى يحتاجونها فى حياتهم اليومية، لذلك بشكل عام، نرى التعافى أفضل خاصة فى خدمة التوصيل. ■ كيف ترى وضع المنافسة فى السوق بعد الاستحواذ؟ - المنافسة شىء جيد، ودائمًا ما كنا نتنافس بنجاح ضد الآخرين، فنحن نؤمن بأن المنافسة تُخرج الأفضل، وبالطبع فى قطاع النقل ما زلنا نتنافس مع شركتنا الأم Uber للتأكد من أنه يمكننا تقديم خدمات أفضل والتطور بشكل أسرع. وهناك لاعبون آخرون فى السوق وفى كل سوق، خاصة فى توصيل المواد الغذائية ومحال البقالة، وقطاع البيع بالتجزئة، ونحن نتنافس فى ذلك بنجاح، والمنافسة الكبيرة تساعد العملاء، ونحن سنستمر فى المنافسة للتأكد من أننا نظهر كأفضل التطبيقات المتكاملة وأكثرها نجاحًا فى المنطقة، وهذا شىء يميزنا فى السوق.
