في الوقت الذي يشير فيه العديد من استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل شهرين من إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة في نوفمبر، إلا أن أنصار الرئيس الأمريكي ما زالوا يواصلون النزول إلى الشارع للتعبير عن دعمه. وكان من اللافت أن من بين أنصار ترامب حركة تطلق على نفسها اسم "كيو آنون"، تلقى بعض الرواج على شبكة الإنترنت لما تتبناه من نظريات للمؤامرة تجذب الملايين من مختلف أنحاء العالم لما تحتويه من غرابة وإثارة في وقت واحد. أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب الجديد أن هذه الحركة قررت النزول من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي عبر المشاركة في مسيرات احتجاجية، شهدتها مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، الأسبوع الماضي. وترفع الحركة شعارات قد تبدو اعتيادية ولا تلفت الأنظار كثيرا، مثل المطالبة بمحاربة الاتجار بالأطفال والاستغلال الجنسي، مع هتافات من نوعية "أنقذوا أطفالنا" و"صمتكم يصم الآذان". أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب وتتبنى حركة "كيو آنون" مجموعة من نظريات المؤامرة التي انتشرت بشكل كبير عبر الإنترنت، لعل من أبرزها أن عصابة تعبد الشيطان وتستغل الأطفال جنسيا، هي التي تدير العالم وتتآمر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويعود أول منشور منسوب لهذه النظريات إلى أكتوبر 2017، من خلال شخص ادعى أنه "ضابط مخابرات رفيع المستوى، ولديه إمكانية الوصول إلى معلومات سرية حول حرب ترامب ضد هذه العصابة العالمية"، كما توقع أن يقوم الرئيس الأمريكي بإسقاطها وإعادة أمريكا عظيمة، تماشيا مع الشعار الانتخابي الذي رفعته حملة ترامب في الانتخابات (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى). أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب ومن الطبيعي أن أنصار هذه الحركة يعتبرون قادة الحزب الديمقراطي الأمريكي أعداء لهم، ويعتبرون أن جورج سوروس وهيلاري كلينتون وباراك أوباما ينتمون لهذه هذه العصابة المزعومة، بالإضافة إلى شخصيات دينية، كالبابا فرانسيس بابا الفاتيكان والدلاي لاما، ونجوم في هوليوود، لعل من بينهم النجم الأمريكي توم هانكس والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري. وتذهب هذه النظريات إلى القول إن هذه الشخصيات تمارس التحرش بالأطفال وقتلهم واستخراج مواد كيميائية من دمائهم، دون تقديم أي أدلة على ذلك، كما يعتقد أتباعها أن عددا من الجنرالات العسكريين في الجيش الأمريكي قاموا بتجنيد ترامب للترشح سنة 2016، بهدف تفكيك هذه العصابة، وإنهاء سيطرتها على السياسة والإعلام، وتقديم أعضائها للمحاكمة. أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لا سبيل إلى تحديد عدد أعضاء هذه الحركة الغريبة، لكن أكثر المجموعات شهرة لها على "فيسبوك" أكثر من 100 ألف عضو، فيما أعلن "تويتر" مؤخرا أنه اتخذ إجراءات للحد من الوصول إلى أكثر من 150 ألف حساب مرتبط بها. وكشف تقرير لشبكة إان بي سي" أن إدارة موقع "فيسبوك" أجرت دراسة داخلية حول هذه الحركة خلصت إلى تواجد آلاف المجموعات المرتبطة بها، وأن عدد أعضاء هذه المجموعات يقدر بالملايين، مع تعزيز احتمالات بأن يكون هذا الرقم قد تضاعف خلال الأشهر الأخيرة، مع تزايد أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا خلال فترات العزل التي تم تقريرها لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن أعضاء 10 مجموعات كبيرة لحركة "كيو أنون" في موقع "فيسبوك" زادوا بأكثر من 600% منذ بداية الأزمة الحالية لجائحة كورونا. وسئل ترامب خلال الأسبوع الماضي عن رأيه في هذه الحركة، فأجاب: "سمعت بأن هؤلاء هم أناس يحبون بلادنا"، وعندما استفسر أحد مراسلي البيت الأبيض حول نظرية قيادته للحكومة ضد المتحرشين بالأطفال، رد ترامب: "هل من المفترض أن يكون ذلك أمرا سيئا؟". أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب وقال ترامب: "إذا كان بإمكاني المساعدة في إنقاذ العالم من المشاكل، فأنا على استعداد للقيام بذلك"، في حين وثقت عدسات الكاميرات حضورا لافتا لعدد من أنصار هذه الحركة في عدد من التجمعات الانتخابية التي أقامها ترامب. وكشف بحث أجرته مجموعة "ميديا ماترز فور أمريكا" أن 20 مرشحا من الحزب الجمهوري سيشاركون في انتخابات الكونجرس خلال الثالث من نوفمبر المقبل، يعرّفون أنفسهم ك"مؤمنين" بنظريات "كيو أنون". أنصار حركة "كيو آنون" يؤمنون بنظريات المؤامرة ويدعمون ترامب وأضحى من شبه المؤكد أن المرشحة مارجوري تايلور، وهي واحدة من المرشحين الذين يؤمنون بهذه النظريات، ستصل إلى مجلس النواب، بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بالدائرة الرابعة في ولاية جورجيا، ما جعل عددا من الأعضاء الحاليين في الكونجرس يعبرون عن معارضتهم للأفكار التي تتبناها. السؤال الذي بات يثير حيرة المراقبين في الولاياتالمتحدة، هو ما حجم الأصوات التي يملكها هؤلاء في صناديق الانتخابات، وهل ينجحون في دعم ترامب لتحقيق معجزة انتخابية جديدة، على غرار الانتخابات السابق، فيفوز بمقعد البيت الأبيض لفترة ثانية، رغم كل هذه الضوضاء السياسية المثارة حوله؟.
