دعا البطريرك اللبنانى المارونى، بشارة بطرس الراعى، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة في لبنان، وتشكيل حكومة إنقاذ بدلا من «الطبقة السياسية» الحاكمة، بعد أن دفع الانفجار الهائل في مرفأ بيروت البلاد إلى مزيد من الاضطرابات السياسية، وأجبر حكومة حسان دياب على الاستقالة. وقال البطريرك الراعى، في عظته، الأحد، إن «لبنان يواجه أعظم الأخطار، ولن نسمح بأن يكون ورقة تسوية بين دول تريد ترميم العلاقات بينها، على حساب آلام اللبنانيين»، ودعا الراعى إلى «ضرورة البدء فورا بالتغيير، وبإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتأليف الحكومة الجديدة»، ويلزم الدستور الرئيس اللبنانى، ميشال عون بتكليف المرشح الذي يحظى بالدعم الأكبر من الكتل النيابية لتولى منصب رئيس الوزراء، ولم تفصح الرئاسة، بعد، عن موعد إجراء المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة، فيما ربط مسؤولون فرنسيون وأمريكيون زاروا لبنان، بين تقديم أي مساعدات مالية خارجية وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وسيطرة الدولة على مرفأ بيروت والحدود اللبنانية. وقال الراعى إن الشعب اللبنانى يريد حكومة «تنقض الماضى بفساده الوطنى والأخلاقى والمادى» وتطبق الإصلاحات، وأضاف: «الشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية». وفى الوقت نفسه، ترأس رئيس «كاريتاس» لبنان الأب ميشال عبود الكرملى، قداسا على ضحايا انفجار بيروت، مساء السبت. وكان الرئيس اللبنانى قال إن التحقيقات تتحرى ما إذا كان الإهمال أو حادث أو «تدخل خارجى» هو سبب انفجار 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة في المرفأ لسنوات دون إجراءات سلامة، وأضاف لقناة (بى.إف.إم) الإخبارية الفرنسية، مساء السبت، أن التحقيق سيستغرق وقتا لأن «الحقيقة متشعبة بعدة فروع أكثر مما كان يتصور القضاة»، وأضاف أن التحقيق لن يكون سريعا، لأنه معقد وسيشمل تعيين قاض مستقل، وعندما سئل عن سبب رفضه إجراء تحقيق دولى قال عون إن خبراء أجانب ومنهم خبراء فرنسيون ومحققون من مكتب التحقيقات الاتحادى الأمريكى «إف.بى.آى»، سيساعدون في التحقيق. وقال دبلوماسى أمريكى كبير إن ضباط مكتب التحقيقات الاتحادى سيصلون خلال أيام، ووجه المدعى العام اللبنانى، اتهامات إلى 25 شخصا بينهم مسؤولون كبار في مرفأ بيروت والجمارك والأمن. وقال الرئيس اللبنانى إن المساعدات الدولية ستذهب إلى مستحقيها، وأضاف أنه لا يفكر في الاستقالة بعد استقالة الحكومة لتفادى الفراغ السياسى.
