مازالت المساعى اللبنانية والدولية جارية لإيجاد حل للأزمة اللبنانية التى تفاقمت بعد الانفجار الذى وقع فى مرفأ بيروت، وأسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى ودمار واسع فى العاصمة اللبنانية وضواحيها مما تسبب قى استقالة حكومة الدكتور حسان دياب،على وقع الغضب والاحتقان الشعبى. وقال الرئيس اللبنانى ميشال عون بشأن فرضية استقالته من منصبه، بأنه سيكون من ضرب المستحيل أن يتنحى بعد نداءات تطالبه بالاستقالة بسبب انفجار مرفأ بيروت الدامي، الذى راح ضحيته أكثر من 170 شخصا، وآلاف المصابين. وأضاف «عون: خلال مقابلة مسجلة مع تليفزيون «BFM» الفرنسى، «هذا مستحيل لأن هذا سيؤدى إلى فراغ فى السلطة، الحكومة استقالت، لنتخيل أننى سأستقيل، من سيضمن استمرار السلطة؟». وبشأن التحقيقات فى الانفجار، ذكر عون: «بالطبع نريد إنهاء التحقيق بسرعة كبيرة.. لكننا اكتشفنا أن الوضع أكثر تعقيدا بكثير، مما يعنى أن التحقيق لن ينتهى بسرعة كبيرة كما كنا نتمنى ذلك»، وذلك وفق «روسيا اليوم». وتابع قائلا: «إن كل الفرضيات حول سبب انفجار مرفأ بيروت لا تزال قائمة»، مبينا أنهم بحاجة إلى الوقت لمعرفة الحقيقة كونها متشعبة وكل الفرضيات لا تزال قائمة، وشدد على أنه لا يمكن التهاون بأى فرضية. وأشار إلى أنه طلب من مجلس القضاء الإشراف على التحقيق، وأنه دعا قاضيا مستقلا للتحقيق. وفى السياق ذاته أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن لا مفر للبنان لتجاوز أزماته المتعددة سوى بتشكيل حكومة جديدة مستقلة بصورة فعلية عن كافة القوى والتيارات والأحزاب السياسية، الأمر الذى من شأنه أن يحقق مصالح وشئون اللبنانيين ومتطلباتهم المُلحة. وقال جعجع - خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون السياسية السفير ديفيد هيل - إن الحل الفعلى للخروج من الأوضاع المتردية التى وصل إليها لبنان، يتطلب تقصير ولاية مجلس النواب الحالى والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، ووفقا لقانون الانتخابات القائم حاليا. وأضاف رئيس حزب القوات اللبنانية: «طالما أن المجموعة المتسلّطة باقية فى السلطة اللبنانية، ليس هناك من حل ممكن ولا خروج من الأوضاع المأزومة التى ترزح تحتها البلاد. وكانت المحادثات بين جعجع والسفير ديفيد هيل قد تطرقت إلى الانفجار المدمر الذى وقع بميناء بيروت البحرى فى 4 أغسطس الجارى، حيث جدد «هيل» التأكيد أن فريقا من مكتب التحقيقات الفيدرالى سيصل إلى لبنان فى غضون الأيام القليلة القادمة، للمشاركة فى التحقيقات الجارية المتعلقة بالانفجار. فيما أكد البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى، أن لبنان يحتاج إلى حكومة إنقاذ تتبنى الخيارات الوطنية وتنسجم مع مطالب الشعب، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لتجاوز الأزمات والاحتقان السياسى الذى تشهده البلاد، وحذر بطريرك الموارنة، فى كلمة له خلال قداس عظة الأحد – المسئولين السياسيين والكتل النيابية والأحزاب فى لبنان، من خطورة «حجب الثقة الدولية عنهم» على مستوى السلطات التشريعية والإجراءات والإدارية والقضائية، فى ضوء الوضع الراهن الذى يمر به لبنان والذى يقتضى وجوب البدء فورا بالتغيير. وقال،: «الشعب يريد حكومة تنقض الماضى بفساده، وتنقض الأداء والسلوك والذهنية، الشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية، الشعب يريد حكومة منسجمة معه لا مع الخارج، وملتقية فى ما بين مكوناتها حول مشروع إصلاحى»، مضيفا أن «الإصلاح الذى نفهمه ليس إصلاحا إداريا فقط، بل إصلاح القرار الوطنى بأبعاده السياسية والأمنية والعسكرية.. الشعب يريد أن يكون التمسك بالثوابت والمبادئ الوطنية، والإقرار بسلطة الشرعية دون سواها، كأساس المشاركة فى الحكومة». وتابع البطريرك المارونى، :«ليعلم الجميع أن لا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية؛ ولا حكومة إنقاذ من دون شخصيات منقذة، ولا حكومة توافق من دون اتفاق على الإصلاحات.. إننا نريد مع الشعب حكومة للدولة اللبنانية وللشعب اللبنانى، لا حكومة للأحزاب والطوائف والدول الأجنبية»، مشددا على أن لبنان يمر بمحنة قاسية، على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، وتفاقمت مع انتشار وباء كورونا، وبلغت ذروتها بانفجار ميناء بيروت البحرى، داعيا الأجهزة الأمنية إلى احتضان المتظاهرين والمحتجين فى الشارع اللبنانى.