وساطة روسية بين قبرص وتركيا لتخفيف التوترات في مياه شرق المتوسط

قال المتحدث باسم حكومة قبرص، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد بالتوسط مع زعيم تركيا في محاولة لتخفيف التوترات المتزايدة بشأن التنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر الأبيض المتوسط التي تدعي قبرص أنها خاصة بها.
وتعهدت الحكومة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل مع الرئيس التركي لمحاولة تخفيف التوترات المتزايدة بشأن التنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط والتي تدعي قبرص أنها خاصة بها.
وقال المتحدث باسم الحكومة كيرياكوس كوشوس، إن بوتين تعهد بذلك خلال محادثة هاتفية استمرت 45 دقيقة مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الذي ناشد الزعيم الروسي التدخل شخصيا حتى «تقتنع تركيا بوقف أعمالها غير القانونية».
وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على كبار المسؤولين من شركة البترول التركية وقلص بعض التمويل لتركيا بسبب سعيها للحصول على موارد الطاقة في المياه القبرصية. كما حثت الولايات المتحدة تركيا على وقف جهود الحفر «الاستفزازية» التي تزيد من التوترات الإقليمية.
قال كوشوس المتحدث باسم الحكومة للصحفيين «بوتين وعد بأنه سيتوسط مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل نزع فتيل الأزمة». وأكد المتحدث أن بوتين يراقب الموقف بقلق بالغ ويدعم دائما حل الخلافات من خلال المفاوضات على أساس مبادئ القانون الدولي.
وأشار كوشوس، إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يعتزم السفر إلى العاصمة القبرصية في 8 سبتمبر القادم لتقييم أكثر تفصيلا للتطورات والعمل المشترك لضمان السلام والاستقرارفي المنطقة.
كما قبل أناستاسياديس دعوة بوتين لزيارة موسكو عندما تسمح الظروف.
وتتمتع قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي بعلاقات تقليدية قوية مع روسيا.
وفي المحادثة، قال الكرملين إنه تمت مناقشة «القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط، وآفاق التسوية القبرصية»، إلى جانب القضايا الثنائية.
وكانت تركيا أرسلت سفن بحث وبعثة حراسة مصحوبة بالسفن الحربية عدة مرات في العام الماضي للبحث والتنقيب عن الغاز في المياه بين البلدين حيث تطالب قبرص بحقوق اقتصادية حصرية، وتراجعت أنقرة هذا الأسبوع عن محاولة مماثلة لاستكشاف الغاز بالقرب من ثلاث جزر يونانية بالشرق تقع بالقرب من الساحل التركي، وسط مخاوف من اشتباك عسكري مع اليونان، ولكن تركيا تصر على أن لها الحق في احتياطيات الطاقة البحرية في شرق البحر المتوسط وحول قبرص المقسمة عرقيا وتقول إنها تعمل أيضا على حماية مصالح القبارصة الأتراك الانفصاليين في قبرص.
وقال أردوغان في رسالة مسجلة مسبقًا بمناسبة عيد الأضحى المبارك «سنواصل عملنا في شرق البحر المتوسط وبحر إيجه حتى النهاية، حيث بدأنا في حماية حقوقنا». وتقول نيقوسيا إن تصرفات تركيا تنتهك القانون الدولي وتجادل بأن أنقرة تستخدم القبارصة الأتراك كذريعة لاستيلاءها على السلطة الاقليمية.
تبحر سفينة الأبحاث التركية بارباروس حاليًا قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص في منطقة رخصتها الجمهورية بالفعل لشركات الطاقة الإيطالية والفرنسية للاستكشاف، وفي وقت سابق، أصدرت تركيا Navtex، أو رسالة السلامة البحرية الدولية، بأنها ستجري بحثًا عن الغاز «وفقًا للقانون الدولي»، ووصف أناستاسيادس الخطوة بأنها «غير مفيدة» وتزيد من تأجيج التوترات، بينما وصف المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس تصرفات بارباروس بأنها «استمرار ملموس للسلوك (غير القانوني) لتركيا»، وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس لقناة Antenna TV الخاصة إن أثينا ستستجيب لدعوة جمهورية قبرص للدعم، بما في ذلك دعم عقوبات الاتحاد الأوروبي الإضافية ضد تركيا.