«أمانة سائق توك توك».. أعاد كيس ذهب ب170 ألف جنيه رغم ديونه وظروفه المرضية

«رغم فقره وديونه وحاجته الماسة لإجراء جراحه عاجلة، إلا أنه ضرب اروح مثال للأمانة».. بهذه الكلمات وصف أهالى قرية منشية البدوى التابعة لمركز طلخا الدقهلية سائق التوك توك محمد صبرى، بعدما ظل يبحث عن صاحب كيس ذهب عثر عليه أثناء عمله، وأعاده كاملا له.
يقول «صبرى»: «كنت بأشتغل كالعادة في قيادة التوك توك بتاعى وفجأة وجدت أمامى كيس أسود وعندما فتحته وجدته ممتلئ بالمشغولات الذهبية».
وأضاف: «لم أفكر لحظة في أي شئ سوى كيفية العثور على صاحب الكيس وتخيلت حاله وقلقه على ما فقده، فوضعت الكيس في جركن بجواري في التوك توك، واستكملت عملي لأني مقدرش أقعد يوم من غير عمل مش هألاقى أنا وأسرتى الأكل، وانتظرت أحد يسأل عن الكيس فلم يسأل أحد، فذهبت لصلاة المغرب وكنت ناوى أبلغ شيخ المسجد علشان ينادى في الميكروفون لو حد ضاع منه كيس أسود ييجى ومعاه أمارته لكن لقيت كل الناس بتتكلم عن فقد أحد الأشخاص صاحب محل ذهب لكمية من الذهب».
وتابع: «رجعت للبيت وحكيت لزوجتى ما حدث وأخذتها هي وابنى معايا وذهبنا لمحل الذهب وأخفت زوجتى الكيس في هدومها ودخلنا وسألته عما فقده وبالفعل أعطانى أمارة الحاجات اللى في الكيس فأخرت زوجتى الكيس من ملابسها وأعدناه له، وطار صاحب المحل من الفرح بعودة الذهب، وقبلنى وقبل ابنى وطالبته زوجتى أن يراجع الذهب في الكيس للتأكد أنه لم ينقص منه أي شئ والحمد لله أدخلنا الفرحة عليه وقام بإعطائى 5 آلاف جنيه مكافأة، ورفضت في البداية لكنه أصر والحمد لله مبسوط بالرزق الحلال».
من جانبه، قال حمدي فتوح صاحب محل الذهب: «الذهب الذي أعاده لى محمد صبرى سائق التوك توك يقدر بقيمة 170 ألف جنيه، وكله كان مشغولات ذهبية محتاجة إصلاح بعضها يخص المحل والبعض الآخر يخص زبائن عندى وجمعتهم كلهم في كيس وأرسلت عامل لديّ بعد الظهر إلى الورشة لإصلاحهم ولكن في طريقه لركوب المواصلات العامة سقط منه الكيس وبه كل المشغولات الذهبية، فإتصل بي وهو منهار وأخبرني بما حدث وصدقته لثقتي به فهو يعمل لدي منذ حوالي 10 سنوات وأشهد له بالأمانة والصدق وحالته كانت سيئة فهدأته وأخبرته اننا انشاء الله هنلاقيهم».
وأضاف: «نشرت ما حدث في كل مكان وعلي مواقع التواصل الاجتماعي، وفوجئت بسائق التوك توك يدعي معه زوجته، يدخلان المحل ومعهما الكيس وبه كامل المشغولات، وبمراجعاتها تبين أنه لم يمس أن شيء بالكيس يعنى كانوا بحطة إيدي لم ينقص جرام واحد.. الحمد لله».
وتابع: «فوجئت أن السائق لديه إصابات في ساقه نتيجة حريق وعلمت منه أنه اشتري التوك توك ليعمل حتى يجد مصدر دخل له، ورغم ظروفه المرضية لم يفكر إلا في إعادة الذهب ليضرب مثالا رائعا في الأمانة».
وأشار إلى أنه وأهالى القرية اعتزموا مساندة السائق الأمين بعد هذه الواقعة، ومساعدته في سداد ديونه، وتجميع مبلغ لمساعدته أيضا في إجراء جراحه في قدمه.